ماكرون يستقطب مزارعي فرنسا بدعوة الاتحاد الأوروبي لتخصيص ميزانية كبيرة
الرئيس الفرنسي يقول إن القطاع الزراعي في الاتحاد الأوروبي مهدد بانقسامات داخل التكتل ومنافسة من تكتلات تجارية أخرى.
اقترحت المفوضية الأوروبية بالتزامن مع مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي، خفض ميزانية الزراعة 5% للفترة من عام 2021 إلى 2027 لتصبح 365 مليار يورو بدلا من 414 مليار دولار، وهو الأمر الذي اعترض عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ودعا الاتحاد لتوفير ميزانية ضخمة لحماية جودة الغذاء والبيئة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، إن القطاع الزراعي في الاتحاد الأوروبي مهدد بانقسامات داخل التكتل ومنافسة من تكتلات تجارية أخرى، داعيا إلى ميزانية ضخمة للدفاع عن أهداف الاتحاد ذات الصلة بجودة الغذاء وحماية البيئة.
- ماكرون لمعارضي زيادة ضريبة الوقود: أنتم على حق
- ماكرون يدرس تنظيم استفتاء في ختام النقاش الوطني الكبير
ولاقت كلمة ماكرون التي ألقاها خلال معرض زراعي سنوي في باريس ترحابا شديدا، على عكس ما حدث قبل عام عندما استهجنها مزارعون غاضبون من ضعف أسعار المنتجات.
وفرنسا أكبر منتج زراعي في الاتحاد الأوروبي والمستفيد الرئيسي من السياسة الزراعية المشتركة، التي من المقرر إعادة التفاوض بشأنها هذا العام في الوقت الذي تتجه فيها بريطانيا إلى الخروج من الاتحاد.
وقال ماكرون إن على الاتحاد الأوروبي أن يحافظ على ميزانية زراعية طموحة "لا تقل يورو واحدا" عن الحالية بعد وضع أثر الانفصال البريطاني في الحسبان.
وأضاف أن "الزراعة الأوروبية باتت اليوم مهددة"، مشيرا إلى اعتماد الاتحاد الأوروبي على فول الصويا المستورد لتغذية الماشية وصعود نجم روسيا كمُصدّر كبير للحبوب.
وقال: "لا يوجد مزارع أو مستهلك يريد أن يخضع لإملاءات الدول غير الأوروبية".
والزراعة نقطة بارزة في المفاوضات التجارية، خصوصا في مجالات مثل معايير سلامة الغذاء والتعديل الوراثي.
وجدد ماكرون التأكيد أن "الخط الأحمر" الفرنسي المتمثل في إبقاء المنتجات الزراعية بعيدة عن المباحثات التجارية مع الولايات المتحدة.
وتريد المفوضية الأوروبية أيضا أن تجعل الزراعة بعيدة عن المباحثات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وهي مباحثات تشهد خلافا مع واشنطن التي تهدد بفرض رسوم جمركية عقابية على السيارات الأوروبية.
وقال ماكرون إن فرنسا تريد من الاتحاد الأوروبي أن يضغط من أجل تغييرات في قواعد الزراعة بمنظمة التجارة العالمية وتعديل معايير الغذاء في الدستور الغذائي للأمم المتحدة.
وحث أوروبا على أن تميز نفسها كمنتج للغذاء العالي الجودة، ودعا قطاع القمح الفرنسي الكبير إلى طرح أنواع مختلفة منه للتصدير.
يذكر أنه أمس الجمعة، قال مسؤول في مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن فرنسا تعارض إدراج المنتجات الزراعية في أي اتفاق للتجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأضاف المسؤول قائلا: "الرئيس قالها بالفعل، فرنسا تعارض توقيع أي اتفاق للتجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتضمن المنتجات الزراعية، إنه خط أحمر مطلق لفرنسا".
وألمحت الولايات المتحدة، منتصف يناير الماضي، إلى أنها لن ترضخ لمطلب الاتحاد الأوروبي بتنحية الزراعة عن مباحثات تجارية بينهما، ونشرت أهدافا تفاوضية تسعى إلى فتح أسواق أوروبا بشكل كامل أمام منتجات المزارع الأمريكية.
وآنذاك، قال مكتب الممثل التجاري الأمريكي إن الأهداف المطلوبة من قبل الكونجرس بموجب قانون للتفاوض التجاري تسعى لخفض الرسوم التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على منتجات المزارع الأمريكية أو إلغائها.
وكانت قضايا الزراعة ضمن نقاط الخلاف الكبرى في المفاوضات الماضية بشأن اتفاق تجاري واسع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو اتفاق الشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي، قبل تجميد المباحثات في أعقاب انتخاب دونالد ترامب رئيسا للبلاد في عام 2016.
aXA6IDMuMTQyLjE3MS4xMDAg جزيرة ام اند امز