أوروبا تصلح ما "أفسده" ماكرون.. خطوة نحو تايوان
على طريق قضية تايوان، حاولت أوروبا إصلاح ما أفسده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد زيارته الصين، بالتقدم خطوة نحو تايبيه، ودعم الموقف الأمريكي.
وكان ماكرون حث أوروبا خلال زيارته إلى الصين قبل أسبوعين، على "ألا تكون تابعا" للولايات المتحدة أو الصين، رافضا ما وصفه بـ"منطق الكتل" بشأن قضية تايوان.
وفي محاولة من بروكسل لإصلاح تبعات تصريحات إيمانويل ماكرون، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في مقال الأحد القوات البحرية للدول الأعضاء في التكتل إلى القيام بدوريات في مضيق تايوان.
وشدد بوريل في المقال الذي نشرته صحيفة "لوجورنال دو ديمونش" الفرنسية على ضرورة أن تكون أوروبا "حاضرة بشدة في هذه القضية التي تهمنا على صعيد الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا".
وأضاف: "لهذا السبب أدعو القوات البحرية الأوروبية للقيام بدوريات في مضيق تايوان للدلالة على حرص أوروبا على حريّة الملاحة في هذه المنطقة الحيوية للغاية".
تايوان وأوروبا
وكان جوزيب بوريل قد قال الثلاثاء في افتتاح جلسة بالبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ حول الصين إن "تايوان بالغة الأهميّة لأوروبا".
وتابع الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي: "تايوان جزء ثابت من محيطنا الاستراتيجي لضمان السلام والدفاع عن مصالحنا".
وأضاف في مقاله: "هذا المضيق الأكثر استراتيجية في العالم، خاصة في ما يتعلق بالتجارة: يجب أن نكون حاضرين هناك من خلال عمليات حريّة الملاحة".
وبعد يومين من زيارة الرئيس ماكرون للصين في مطلع إبريل/نيسان، عبرت فرقاطة مراقبة فرنسية مضيق تايوان أثناء تنقلها من فيتنام إلى كوريا الجنوبية.
وكان هذا العبور "في المياه الدولية بموجب حريّة الملاحة" جزءا من مهمة مخطط لها منذ فترة طويلة، بحسب ما قالت قيادة أركان الجيش الفرنسي.
ويحكم الصين وتايوان نظامان منفصلان منذ عام 1949، لكن بكين تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها ستستعيده وبالقوة إن لزم الأمر.
لعبة شد الحبل
تصريحات ماكرون أطلقت بعض الأصوات التي تنادي، بضرورة مراجعة أمريكا موقفها من الأزمة الأوكرانية، وإعادة تقييم موقف المساعدات التي ترسلها.
وقالت صحيفة "ذا ناشيونال إنترست"، إنه إذا كان على أمريكا أن تتصرف بمفردها فيما يتعلق بالصين، فيجب على الكونغرس أن يطالب بإعادة تقييم لأوكرانيا، مشيرة إلى أنه "لا يمكن لأمريكا أن تهتم بأمن أوروبا أكثر مما يهتم به الأوروبيون، خاصة إذا كانت مسؤوليتهم هم".
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن ماكرون يتوقع أن تتحمل أمريكا نصيب الأسد من عبء الحرب في أوكرانيا، لكنه يشعر أن فرنسا ليست ملزمة بدعم الولايات المتحدة في حالة نشوب حرب في المحيط الهادئ.
وأشارت إلى أن بيان ماكرون يجب أن يدفع واشنطن إلى مراجعة وضع الولايات المتحدة كجهة مانحة رئيسية للقضية الأوكرانية، مؤكدة أنه على الكونغرس أن يطلب من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقديم تقرير كامل عما ساهمت به فرنسا والشركاء الأوروبيون الآخرون لأوكرانيا على مدار الأربعة عشر شهرًا الماضية، سواء على المستوى الفردي أو كأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
مطالب أمريكية
وأشارت إلى أن هذا الطلب يستدعي أيضًا تفصيل طبيعة هذا الدعم. يجب أن يوضح مجلس النواب أيضًا أنه لن ينظر في أي طلبات مستقبلية للحصول على تمويل إضافي لأوكرانيا حتى يتلقى هذه المحاسبة.
وصوّر الرئيس جو بايدن الحرب في أوكرانيا - وعلى الأخص في خطابه في وارسو في فبراير/شباط على أنها صراع عالمي وجودي من أجل الديمقراطية يتم القيام به بالاشتراك مع الحلفاء الأوروبيين.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إنه "على حلفائنا الأوروبيين أن ينتبهوا إلى أن الأيام التي تحمل فيها الولايات المتحدة عبئًا غير متناسب على أوكرانيا، بينما يُتوقع أيضًا أن تذهب بمفردها ضد الصين بسبب تايوان، آخذة في النفاد، وأن المطلوب منهم أكثر من الدعم المعنوي".
وكشفت التسريبات الاستخباراتية الأخيرة، من بين أسرار أخرى للدولة، أن وزارة الدفاع تقدر أن أوكرانيا تعاني من نقص في مجموعة من الإمدادات، ما يشير إلى أن استراتيجية بايدن فشلت.
"بالإضافة إلى حساب المساهمات التي يقدمها شركاؤنا الأوروبيون، يجب على الكونغرس أن يطالب بتوضيح ماهية استراتيجية بايدن بشأن أوكرانيا في الواقع، وأن تقدم الإدارة تقييمًا واقعيًا لما يلزم لإنجاحها، وكيف يمكن أن يؤثر هذا الاستثمار على قدرات الولايات المتحدة على مواجهة الصين"، تقول الصحيفة الأمريكية.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjIuNzMg
جزيرة ام اند امز