تمكين المرأة الإماراتية في الحياة السياسية.. نموذج ملهم وريادة تتواصل
قصص ملهمة، وإنجازات عابرة للحدود، تتوج مسيرة إماراتية في تمكين المرأة، في نهجٍ رسّخه الآباء وسار عليه الأبناء.
فاليوم الـ28 من أغسطس/آب، تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، بيوم المرأة، وهي تستحضر لها مسيرة حافلة بالإنجازات.
ويحمل الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية هذا العام، الذي يأتي تحت شعار "نتشارك للغد"، أهمية خاصة كونه يتزامن مع انطلاق مراحل أول انتخابات برلمانية في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والخامسة التي تشهدها الدولة.
ويرتقب أن تكون الانتخابات المقبلة محطة تاريخية هامة ضمن مسيرة التمكين السياسي في دولة الإمارات، خصوصا أنها ستشهد للمرة الثانية تطبيق قرار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات الراحل، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، بعد أن تم تطبيقه للمرة الأولى في انتخابات 2019.
كما يحل يوم المرأة الإماراتية، في وقت تضم فيه الحكومة 9 وزيرات يشكلن نحو 27% من الأعضاء، لتواصل الإمارات تبوّء المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
يأتي هذا فيما تشكل المرأة نسبة 43% من القوى العاملة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، و 66% من وظائف القطاع الحكومي في الإمارات، بما في ذلك 30% من المناصب القيادية العليا المرتبطة بأدوار صنع القرار.
أرقام ونسب تعد من أعلى المعدلات العالمية تعكس بشكل واضح ثقة القيادة الإماراتية بالمرأة وقدراتها وكفاءتها، والحرص على تعزيز تمكينها ودعم مشاركتها في صنع القرار، بما يسهم في تحقيق التنمية والرخاء والازدهار.
ويعد الشيخ محمد بن زايد من أكثر الداعمين للمرأة وتفوقها وإنجاح دورها كشريك رئيسي في التنمية ترسيخاً للنهج الذي أرساه المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومواصلةً لمرحلة التمكين التي قادها رئيس الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد أن تعزيز دور المرأة الإماراتية في المجالات كلها سيكون إحدى أولويات المرحلة المقبلة، التي ستقود إلى "مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً وعزةً"الانتخابات البرلمانية.. تعزيز الريادة
وتختتم اليوم الإثنين فترة تلقي الطعون على المرشحين لعضوية المجلس الوطني الاتحادي (البرلمان) بعد أن تم فتحها على مدار 3 أيام، تمهيدا لإعلان قائمة المرشحين النهائية 2 سبتمبر /أيلول القادم.
وحسب الجدول الزمني للعملية الانتخابية، سوف تبدأ حملات المرشحين في 11 سبتمبر/ أيلول، على أن يكون آخر موعد لانسحاب المرشحين هو تاريخ 26 من الشهر نفسه، قبل أن ينطلق التصويت المبكر للانتخابات 4 أكتوبر/ تشرين الأول، وصولا ليوم الانتخاب الرئيسي المقرر في السابع من الشهر ذاته.
وقبل أيام، أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات عن المقاعد المخصصة للنساء في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2023، وذلك بعد تسلمها من دواوين الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، ووفقاً للآليات التي وردت في القرار رقم (1) لسنة 2019 الذي أصدره المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان برفع نسبة تمثيل النساء في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%.
ويبلغ عدد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي 40 عضوا نصفهم من النساء.
وتعد نسبة عضوية المرأة في المجلس الوطني الاتحادي الأعلى على مستوى دول المنطقة والعالم، الأمر الذي يرسخ صدارة الدولة في مسيرة تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية ومساهمتها في عملية صنع القرار.
المرأة فاعلة في العمل البرلماني
وعلى طريق التوعية بأهمية الدور الذي تقوم به المرأة في المجلس الوطني الاتحادي، قام الاتحاد النسائي العام بتنظيم المؤتمرات والندوات المتخصصة في هذا المجال، التي أتاحت للمرأة الإماراتية فرصة الاطلاع على تجارب الدول العربية الشقيقة وخاصة في فترة الانتخابات.
وكان من ضمن تلك التجارب، التعاون مع وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي في تنظيم محاضرة توعوية بعنوان "كوني جزءاً من الحدث"، وذلك في إطار مبادرة مجالس الأحياء في دورتها (السادسة) في إمارة أبوظبي.
وتهدف مثل هذه النشاطات إلى تعزيز الوعي بطبيعة الحياة البرلمانية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتسليط الضوء على المكانة المرموقة التي تحظى بها المرأة الإماراتية في مجال العمل البرلماني.
وتضطلع المرأة الإماراتية من خلال عضويتها في المجلس الوطني الاتحادي بدور متميز، وحققت مكتسبات بحصولها على العديد من المناصب البرلمانية التي سجلت فيها ريادة على مستوى دول المنطقة والعالم.
وتتضح أهمية هذا الدور مع معرفة مهام واختصاصات المجلس الوطني الاتحادي، الذي يعتبر الجهة البرلمانية الممثلة لشعب دولة الإمارات أمام الحكومة الاتحادية، ويعد السلطة الاتحادية الرابعة من حيث الترتيب في سلم السلطات الاتحادية الخمس المنصوص عليها في الدستور وهي: المجلس الأعلى للاتحاد، رئيس الاتحاد ونائبه، مجلس وزراء الاتحاد، المجلس الوطني الاتحادي، القضاء الاتحادي.
ويؤكد عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات أن "تمكين المرأة الإماراتية وتعزيز ثقافة المشاركة السياسية لها يتصدران أولويات القيادة الرشيدة؛ لإيمانها بقدرات وإمكانات المرأة، وأهمية إشراكها في صنع القرار السياسي، والمساهمة الفاعلة في تعزيز مكانة الإمارات الريادية عالمياً في جميع المجالات".
ويبين وزير الدولة الإماراتي أن "تبوء المرأة لنصف عدد مقاعد المجلس الوطني الاتحادي أسهم في تعزيز مسيرة التنمية السياسية التي تشهدها الإمارات منذ تأسيس دولة الاتحاد، كما تُشكل محطة مهمة في برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في عام 2005".
وأشار إلى أن المرأة الإماراتية حققت العديد من المكتسبات من خلال عضويتها في المجلس الوطني الاتحادي بحصولها على العديد من المناصب البرلمانية التي سجلت فيها ريادة على المستويين الإقليمي والدولي.
9 وزيرات في الحكومة
ريادة الإمارات عالميا في نسبة تمثيل المرأة في البرلمان، ينطبق أيضا على نسبة تمثيلها في الحكومة.
ويضم التشكيل الوزاري الحالي لحكومة الإمارات 9 وزيرات، يشكلن نحو 27% من إجمالي أعضاء الحكومة، وهي من أعلى المعدلات العالمية، لتواصل الدولة تصدر المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
وتتولى وزيرات الإمارات إدارة ملفات مهمة مثل التكنولوجيا المتقدمة، والتطوير الحكومي والمستقبل، والأمن الغذائي والمائي، والتغير المناخي والبيئة، وملفات مهمة أخرى مثل تنمية المجتمع، وشؤون التعليم العام والتعليم المبكر، وشؤون التعاون الدولي.
وقد مرت عملية تمكين المرأة عبر عدة مراحل، لتؤتي ثمارها في توليها منصب “وزيرة” لأول مرة عام 2004، وليرتفع بعدها عدد النساء اللاتي يتقلدن مناصب وزارية من واحدة إلى 9 وزيرات حاليا، مشكّلات بذلك ما نسبته 27% من إجمالي عدد الوزراء .
المرأة والدبلوماسية.. ريادة إقليمية
على الصعيد الدبلوماسي، تتولى المرأة باقتدار وتقدم مهاما وأدوارا بارزة.
وتشكّل النساء اليوم نحو 43% من القوى العاملة في وزارة الخارجية الإماراتية، الأمر الذي يبرز الجهود التي تبذلها الدولة.
ولمع نجم المرأة الإماراتية في الدبلوماسية الدولية مع ترؤس الدولة لمجلس الأمن الدولي في مارس/ آذار 2022 ويونيو/ حزيران 2023، الذي تتولاه السفيرة لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة.
وسجلت الإمارات من خلال رئاستها وعضويتها بالمجلس إنجازات مواقف ورسائل مهمة مساندة للقضايا العربية والدولية العادلة، تستهدف في مجملها تعزيز وتأمين السلام الإقليمي وصون السلم والأمن الدوليين الذي يعد نهجاً متأصلاً في سياسة دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد.
نماذج ملهمة وأرقام ونسب قياسية تكشف أن المرأة تعد إحدى الركائز الأساسية في الحياة السياسية والدبلوماسية والبرلمانية في دولة الإمارات التي تواصل وضع "تمكين المرأة" في صميم سياساتها، بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة.
aXA6IDMuMTI5LjE5NS4yNTQg
جزيرة ام اند امز