أول مناظرة لترامب وبايدن.. "فوضى" غياب المشجعين
مع غياب الحماس والتصفيق والضحك عند تفاعل جمهور كبير لم يجد المرشحان طرفا آخر يتحدثان إليه خلال المناظرة إلا أحدهما الآخر
رغم وصفها بـ"المواجهة النارية" غير أن أول مناظرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخصمه الديمقراطي جو بايدن، خرجت "باهتة" مع غياب المشجعين.
وسيطر على المناظرة التلاسن وتبادل الاتهامات والصراخ، لكن غياب الجمهور والمصفقين جراء تدابير فرضتها جائحة عالمية، أفقدها الحماس.
ووسط مقاطعة مستمرة من ترامب، وضحكات غاضبة من بايدن، وصمت حشود قليلة متباعدة اجتماعيا في قاعة صغيرة شبه خاوية، اعتبر خبراء أن المناظرة الأولى التي طال انتظارها خرجت في كثير من الأحيان عن السيطرة وتحولت إلى "فوضى".
ومع غياب الحماس والتصفيق والضحك عند تفاعل جمهور كبير، لم يجد المرشحان طرفا آخر يتحدثان إليه خلال المناظرة إلا أحدهما الآخر، حسبما ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وأوضحت المجلة أن تفشي فيروس كورونا دفع المنظمين إلى استبدال الجمهور التقليدي، الذي كان يمثل العنصر الأساسي في المناظرات الرئاسية لأكثر من أربعة عقود، بحشد صغير متباعد اجتماعيًا لم يتفاعل إلى حد كبير مع الإهانات أو المزاح أو الدعابات.
وكانت النتيجة لحظات غريبة في عام غير عادي، وحتى في أكثر اللحظات توترا في المناظرة الأولى عندما اتهم ترامب خصمه بايدن بالسماح لنجله، هانتر، بالتربح من وراء اسمه، لم يكن هناك هتاف أو سخرية.
في المقابل، عندما اتهم بايدن ترامب بالكذب طوال الوقت، لم يكن هناك أي تصفيق أو صيحات.
وهكذا ظلت القاعة التي شهدت المناظرة هادئة، باستثناء مقاطعات المرشحين والمشرف كريس والاس، الذي حاول دون جدوى الحفاظ على السيطرة.
أما الأصوات الداخلية الوحيدة، فكانت أصوات نقر المصورين على الكاميرات أو السعال العشوائي. ومن حين لآخر، كان يتبادل أفراد من الجمهور نظرات صامتة.
في هذا الإطار قال المؤرخ الرئاسي جون ميتشام، إن "غياب الجمهور يجبر المرشحين على نوع مختلف من التواصل. لا يوجد تصفيق، ولا ضحك".
لكن هذا لا ينفي أنه حتى بدون جمهور كبير مشارك، جذبت المناظرة عشرات الملايين من المشاهدين على التلفزيون وعلى الإنترنت.
وقالت المجلة إن مسرح المناظرة صُمم وشُيد قبل أسبوعين داخل قاعة صغيرة تابعة لأكاديمية كليفلاند الطبية، تتسع لنحو 70 أو 80 شخصا بدلاً من قاعة بها مئات الكراسي الفارغة، ليناسب الحدث الذي كان يحضره جمهور لا يقل عن 1000 شخص.
وعلى صفوف من الكراسي الخشبية المتباعدة جلس بضع عشرات من الأشخاص، بما في ذلك زوجات المرشحين وأعضاء الحملات والمضيفين ومسؤولي الصحة والأمن والصحفيين، وفقًا للجنة المناظرات.
من جانبه، قال جون دونفان، مراسل شبكة "إيه بي سي" السابق في البيت الأبيض والمشرف منذ فترة طويلة على سلسلة مناظرات غير حزبية، "ثمة شعور بأن الجمهور هم أشخاص حقيقيون بالنسبة للمرشحين يمثلون أمامهم كما لو كانوا هيئة محلفين. وجودهم مهم. وغيابهم يغير الديناميكية حقًا".
وبدأت المناظرات الرئاسية عام 1960 أثناء السباق بين الرئيسين، جون إف كينيدي، وريتشارد نيكسون. وأجرى المرشحان آنذاك 4 مناظرات بثتها ستوديوهات تلفزيونية بدون جمهور، نظمت إحداها أثناء وجود المرشحين في موقعين مختلفين من البلاد، في مواقع تصوير متطابقة جعلت الأمر يبدو كما لو أنهما في نفس الغرفة.
وأصبح الحضور الجماهيري سمة منتظمة عند استئناف المناظرات الرئاسية في عام 1976.
وليلة الثلاثاء، بقي ترامب وبايدن بأمان خلف منصتيهما مواجهان بشكل طفيف تجاه أحدهما الآخر، ولم يتصافحا باتفاق مسبق الترتيب.
وبعد انتهاء المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، أتيحت الفرصة أخيرًا للجمهور المحدود، فوقفوا وصفقوا، وصاح اثنان: "نحبك يا ترامب!".
aXA6IDM1LjE3MS4xNjQuNzcg جزيرة ام اند امز