«حرب لا نكتوي بنار نهايتها».. سيناريو يرضي نتنياهو وحماس؟
يبدو أن الوتيرة الحالية في حرب غزة ترضي رئيس وزراء إسرائيل بينيامين نتنياهو، وكذلك حركة حماس، فالأسئلة التي تطرحها نهاية الحرب أكثر صعوبة بما لا يقاس.
ويخشى نتنياهو من ملاحقته على خلفية الفشل الأمني الاستراتيجي الذي كشفته وقائع 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما لا تدري حماس على ما يبدو كيف تعيد تأسيس سلطتها على الأنقاض في غزة.
وتحولت الحرب في غزة إلى عمليات عسكرية، وتميل لأن تصبح معرك استنزاف مع غياب أي أفق لأن تنتهي في المستقبل القريب.
ويرى نتنياهو مصلحة سياسية له لاستمرار الحرب ما لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من حسمها لصالحه وخشية انهيار حكومته حال انتهائها دون تحقيق الأهداف التي حددها لها.
وبالمقابل فإن حركة حماس تدرك بأن نتنياهو لن يقبل بما تطالب به فتراهن على تعاظم الضغط والحراك الدولي وأيضا حراك الشارع الإسرائيلي وبخاصة أهالي الرهائن الإسرائيليين في غزة.
وما بين رغبة نتنياهو في تحقيق أهداف يقول الخبراء الإسرائيليون إنه يصعب تحقيقها دون اتفاق، وإصرار حماس على منعه من تحقيق أهدافه ودفعه لدفع ثمن كبير مقابل الرهائن الإسرائيليين تحولت الحرب إلى عمليات.
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، إن جيشه ينفذ عمليات عسكرية كبيرة في 3 مناطق هي شرق رفح في جنوبي القطاع وجباليا وحي الزيتون في شمالي القطاع.
وبالمقابل فإن حركة حماس أبرزت إصابة عشرات الجنود الإسرائيليين خلال عمليات لها في المناطق الثلاث التي ينشط فيها الجيش الإسرائيلي.
إيسسخاروف: نتنياهو وحماس يريدان استمرار الحرب
وقال آفي إيسسخاروف، المعلق في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، لـ"العين الإخبارية": "لا يمكن القول إنه يوجد حرب وإنما هي حرب محدودة تتركز في شرق رفح ولكن في مناطق أخرى أيضا مثل جباليا وحي الزيتون، لا وجود لعملية عسكرية واسعة النطاق كما جرى في شمالي قطاع غزة في بداية الحرب أو خان يونس".
وأضاف: "من الواضح أن الجيش الإسرائيلي لا يدفع بكل قوته إلى كل المناطق في قطاع غزة وإنما هي عمليات مركزة تستند إلى معلومات استخبارية".
ورأى إيسسخاروف أن ثمة أسباب جعلت الحرب بهذه الوتيرة، وقال: "لا ننسى أن هناك 3 جبهات الآن وهي جبهة الشمال وهي تزداد سخونة وجبهة غزة وأيضا جبهة الضفة الغربية".
وتابع: "من جهة ثانية فإن من الواضح أن إسرائيل ستبقى في المنطقة ما لم يحدث تغير في الوضع السياسي وهذا يرضي نتنياهو وحماس وبالتالي فإن الطرفين يريدان استمرار الحالة الحالية".
وأوضح أن " نتنياهو يعتقد أنه إذا ما انتهت الحرب فإن حزب الوحدة الوطنية برئاسة بيني غانتس سيغادر حكومة الطوارئ وإذا ما خرج فإن هذا قد يشجع قادة في حزب "الليكود" على الضغط من أجل انتخابات وواضح أنه إذا ما جرت انتخابات مبكرة فإنه سيخسر ولذلك فإنه يفضل البقاء في الحكم واستمرار الحرب بالوتيرة الحالية".
ومع ذلك فقد أشار إيسسخاروف إلى وجود عوامل ضغط وهي الوضع الاقتصادي في إسرائيل واحتجاجات أهالي الرهائن والموقف الدولي المطالب بوضع نهاية للحرب.
وردا على سؤال إن كانت الأمور تتجه نحو حرب استنزاف، أجاب إيسسخاروف: "هذا ممكن ولكن لم نصل إليه حتى الآن وإن كان من غير المستبعد حدوثه".
ياغي: نتنياهو مرتاح لوتيرة الحرب الحالية
ومن جهته، فإن المحلل السياسي الفلسطيني فراس ياغي اعتبر في حديث لـ"العين الإخبارية" أن الوضع الحالي مريح لنتنياهو ولكنه قد لا يكون مريحا لحركة حماس.
وقال: "وتيرة الحرب في قطاع غزة هي ضمن سياق خطط نتنياهو لاستمرار المعركة وإطالة أمدها في داخل القطاع خاصة وأنه لا وجودد لخطة حقيقية لما بعد الحرب أو ما يسمى اليوم التالي".
وأضاف: "ونلاحظ أن الجيش الإسرائيلي يدخل وينهي المهمة المطلوبة منه ويخرج فتعيد حركة حماس ترتيب نفسها في داخل المناطق التي يخرج منها فيعيد الجيش الإسرائيلي الدخول مرة ثانية وثالثة فهو لن يستطيع القضاء على المسلحين ولا على حركة حماس في داخل قطاع غزة".
وتابع: "لذلك فإن نتنياهو مرتاح لوتيرة الحرب فهذه تعطيه مجال أكبر لكي يبقى في الحكم دون أن تكون هناك لجان تحقيق تدقق بما جرى في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي".
ولفت ياغي إلى أنه "بالنسبة لحركة حماس فبالتأكيد فإن وتيرة الحرب ليست مريحة بالنسبة لها لأن هذا يعني المزيد من الحصار والمزيد من التجويع والتدمير للمنازل والمباني والمزيد من القتلى وبالتالي فإنها مضطرة للاقتصاد في مسألة الذخائر لأن غزة محاصرة".
وأضاف: "ولكن كل القضية مرتبطة بما يريد نتنياهو ولذلك يحتج الجيش الإسرائيلي ويطالب بأن تكون هناك خطة لما بعد الحرب".
وأشار ياغي إلى أن " نتنياهو يحاول أن يطرح خطة تحت عنوان سيطرة الإدارة المدنية العسكرية على قطاع غزة وهذه الخطة لا يريدها الجيش الإسرائيلي لأنه لا يريد أن يحتل قطاع غزة ويتعرض إلى خسائر مستمرة من قبل المقاومة وحركة حماس".
غير أن ياغي أضاف أنه "في كل الأحوال فإن وتيرة الحرب في داخل قطاع غزة هي في سياق خطة الحكومة الإسرائيلية التي ترى بأن القضاء على المقاومة وعلى حماس بحاجة إلى سنين وليس فقط 7 أشهر وهذا ما طرحه منذ البداية الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس حيث قال في بداية الحرب قد نحتاج إلى سنة أو عدة سنوات".
أولمرت: الحرب انتهت قبل ثلاثة أشهر
وبدوره كتب رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود أولمرت في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "عملياً، انتهت الحرب قبل ثلاثة أشهر تقريباً. فمن قوة زائدة غير مسبوقة من حيث الحجم والتي تتكون من 28 لواء، إضافة إلى سلاح الجو والمسيرات والطائرات المروحية والطائرات القتالية، لم يبق في القطاع الآن من المنظومة القتالية إلا لواءين".
وأضاف: "لا سبب للتظاهر بأن الحرب ما زالت مستمرة. لقد انتهت. الآن يجب الاستعداد للانسحاب من القطاع ونقل السيطرة عليه إلى يد قوة متعددة الجنسيات. يفضل أن تكون هذه القوة مشكلة من الجيوش العربية، بما في ذلك بالطبع فلسطينيون ما زالوا حتى الآن يمتثلون لأوامر السلطة الفلسطينية".
واستدرك: "احتمالية بلورة هذه القوة التي ستكون مستعدة للدخول إلى القطاع، مرهونة بإعلان إسرائيل عن انسحاب تدريجي ومنسق من كل القطاع، وعن استعداد إسرائيل للبدء في المفاوضات من أجل ترتيبات سلام مع الفلسطينيين. ستمثل الفلسطينيين سلطة مطورة ومعززة بأشخاص يمكنهم إدارتها بشكل حازم مع الاستمرار في التعاون الأمني مع إسرائيل في الضفة الغربية".
وقال أولمرت: "بالطبع، هذه العملية مشروطة باتفاق فوري لإعادة جميع المخطوفين. ومن يخطر بباله بأنه يمكن إعادة المخطوفين بدون وقف واضح وكامل للحرب إنما يوهم نفسه ويوهم الجمهور في البلاد، ويوهم عائلات المخطوفين والمؤسسات الدولية التي تتعاون بالجهود من أجل التوصل إلى صفقة".
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA=
جزيرة ام اند امز