القضاء على الجوع.. ما حقيقة تطبيق هذا الشعار العالمي؟
يقول التقرير، إنه في عام 2020، واجه العالم ما بين 720 و811 مليون شخص الجوع، كما ارتفع معدل انتشار نقص التغذية إلى حوالي 9.9%.
قبل ست سنوات من اليوم، جاءت التعهدات العالمية لنقل الأمن الغذائي والقضاء على الجوع، لتنقل البشرية إلى مرحلة أفضل مما هي عليه في ذلك الوقت، من خلال رزمة جهود تمتد حتى 2030.
في ذلك الوقت، كانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، متفائلة، بأنه من خلال النهج التحويلي للقضاء على الجوع عالميا، يمكن تسريعه على نطاق واسع، لوضع البشرية على المسار الصحيح لتحقيق هذا الهدف.
- صدمة "الفاو" للعالم العربي.. الجوع يتضاعف في 20 عاما
- في يوم الغذاء العالمي.. الجوع "ينهش" أحشاء اليمنيين
ومع ذلك، كشفت الإصدارات الأربعة الماضية المتعلقة بالقضاء على الجوع الصادرة عن (فاو)، بعنوان "حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم" وآخرها صدر قبل أسبوعين، عن حقيقة متواضعة.
الحقيقة، هي أن العالم لم يحرز العالم تقدما بشكل عام سواء نحو ضمان الحصول على غذاء آمن، ومغذٍ وكافٍ لجميع الناس على مدار السنوات الماضية.
وأرجعت (فاو) هذا الضعف إلى الصراع وتقلب المناخ والظواهر المتطرفة والتباطؤ الاقتصادي والركود، كدوافع رئيسية لإبطاء التقدم، فيما جعلت جائحة COVID-19 الطريق نحو الهدف أكثر حدة.
يقول التقرير، إنه في عام 2020، واجه العالم ما بين 720 و 811 مليون شخص الجوع، كما ارتفع معدل انتشار نقص التغذية إلى حوالي 9.9% من مجمل سكان الكوكب في 2020، من 8.4% في العام السابق.
وهذه الأرقام المسجلة، أعادت الجهود العالمية أكثر من 15 عاما إلى الوراء وبالتحديد إلى عام 2004، الذي سجل عدد جائعين حول العالم، نحو 812 مليون فرد.
ويتوزع هذا الرقم بين قرابة 420 مليون فرد يعيشون في قارة آسيا، ونحو 285 مليون فرد في قارة إفريقيا، و60 مليون فرد في الأمريكيتين، والرقم المتبقي في باقي المناطق.
وبلغت نسبة انعدام الأمن الغذائي حتى نهاية عام 2020، نحو ٣٠.٤% وهو أعلى مستوى على الإطلاق في تاريخ إطلاق المؤشر.
وتشير تقديرات المنظمة الأممية، أن حوالي 660 مليون شخص قد لا يزالون يواجهون الجوع في عام 2030، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الآثار الدائمة لوباء COVID-19 على الأمن الغذائي العالمي.
ولتقريب هذا الرقم أكثر إلى عقول القارئين، فإن هذا الرقم المتوقع في 2030، يقترب من ضعف عدد السكان الحاليين في الولايات المتحدة أو ثلاثة أضعاف عدد سكان البرازيل.
وبالعودة لعام 2020، فإن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة أشخاص في العالم (2.37 مليار) لم يتمكن من الوصول إلى الغذاء الكافي في عام 2020 - وهذا يمثل زيادة بنحو 320 مليون شخص في عام واحد فقط.
وأمام التكلفة المرتفعة للأنظمة الغذائية الصحية، إلى جانب استمرار المستويات العالية من عدم المساواة في الدخل، تجعل النظم الغذائية الصحية بعيدة عن متناول حوالي 3 مليارات شخص.