«جزر الطاقة».. كيف تخطط إسرائيل لتمويه شبكة الكهرباء في خضم الحرب؟
سقطت إسرائيل في الظلام عقب هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الأمر الذي عجّل من رغبتها في تنفيذ خطط سابقة لتحصين الكهرباء في البلاد من أخطار الحروب.
وتضررت خطوط الكهرباء بإسرائيل في ذلك اليوم (7 أكتوبر/ تشرين الثاني) مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي، كما اضطرت تل أبيب إلى إغلاق مصدر الطاقة الرئيسي لديها مؤقتا وهو حقل تمار البحري للغاز الطبيعي.
- إسرائيل توافق على زيادة صادرات الغاز.. هل تنفرج أزمة الكهرباء في مصر؟
- حقول الغاز في إسرائيل والمغرب تدفع «إنرجين» لمغادرة 3 دول بينها مصر
كوابيس الظلام بدت أيضا أقرب لإسرائيل بعدما ألمحت جماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من إيران إلى وضع محطات الكهرباء الإسرائيلية وحقولها الغازية في قلب "بنك الأهداف" لصواريخه التي قضت مضجع إسرائيل في الشمال.
وحسب "رويترز"، فإن معظم مكونات شبكة الكهرباء في إسرائيل فوق الأرض وستكون هدفا مرجحا في حالة تصاعد القتال.
جزر الطاقة
لدى إسرائيل خطة للتحول في قطاع الطاقة قيد الإعداد والتجهيز منذ سنوات، لكنها اكتسبت أهمية وإلحاحا عندما اندلعت الحرب مع حماس في الجنوب وحزب الله في الشمال.
ووفق رويترز، فإن تلك الخطة مبنية على "اللامركزية" في توزيع الكهرباء، عبر تدشين شبكات صغيرة تعمل "كجزر طاقة"، والهدف من ذلك هو إيجاد دوائر قابلة للتوسع يكون لكل منها مصدر طاقته المستقل وكذلك قدرته على تخزينها، بدءا من المنازل ومناطق الخدمات في حالة الطوارئ في التجمعات السكنية وصولا إلى قرى بأكملها أو أحياء كاملة في مدن.
وستستخدم معظم الشبكات الصغيرة الطاقة الشمسية من ألواح مثبتة على الأسطح أو في حقول أرضية وتخزن الطاقة منها في بطاريات لاستخدامها ليلا.
وسيعمل المشروع التجريبي لشبكة كهرباء صغيرة في إسرائيل، الذي سيكتمل في وقت ما خلال العام أو العامين المقبلين، بالتوازي مع مراكمة مخزونات كبيرة من الديزل والفحم والمولدات.
وخطة وزارة الطاقة وضعت في الأصل لتكون احتياطية وليست بديلة عن تشغيل المحطات الكبرى التي تزود البلاد بالكهرباء باستخدام الغاز الطبيعي من الحقول البحرية.
سيناريو الحرب
وقال رون إيفر رئيس قسم الطاقة المستدامة في الوزارة "في حالة سقوط آلاف الصواريخ ستكون هناك بالطبع مشكلات تتعلق بانقطاعات في الكهرباء".
وقال إيفر إن أي حقل للطاقة الشمسية قد يفقد بعض الألواح إذا تم ضربه لكنه سيكون قادرا على الاستمرار في توليد الكهرباء.
وذكر إيفر أن الحكومة تخلت عن ضرورة استخراج تصاريح وتقدم أيضا دعما لبناء المنشآت المطلوبة.
وتنمو بالفعل سوق حول مساعي إنشاء مرافق تخزين مستقلة وحقول طاقة شمسية.
إذ ستبدأ إسرائيل هذا الشهر في السماح لشركات أخرى غير الشركة المملوكة للدولة بتزويد المنازل بالكهرباء.
وقال مسؤولون في القطاع إن شركات الاتصالات مثل بيزك وسلكوم تعتزم منافسة شركة الكهرباء الحكومية وستكون منشآت طاقة مستقلة مصدرا من الطبيعي لمثل تلك الشركات استخدامه.
وتتوقع وزارة الطاقة أن يشهد القطاع الخاص في هذا المجال تدفق نحو 12 مليار شيقل (3.3 مليار دولار) بعد هذه التعديلات.
وأعلنت مجموعة ديليك للطاقة يوم الثلاثاء أنها ستنضم إلى مشروع مشترك لبناء حقول طاقة شمسية مزدوجة الغرض لتولد 500 ميغاواط.
فكرة دولية
وهناك الآلاف من مشروعات الشبكات الصغيرة قيد التشغيل بالفعل في أنحاء العالم من آسيا والمحيط الهادي وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك في مدارس ومستشفيات وسجون ومجتمعات كاملة، ولكنها تعتمد في العادة على التمويل الحكومي.
وقال البنك الدولي في 2022 إن شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة يمكن أن تساعد نصف مليار نسمة في الحصول على الطاقة بحلول 2030، لكنه أضاف أن مزيدا من الإجراءات يجب أن تتخذ لتحديد الفرص وخفض التكاليف والتغلب على العوائق التي تواجه التمويل.