محاولة اغتيال الضيف اختبار لمفاوضات هدنة غزة.. مرونة أكثر أم تشدد؟
مع شن إسرائيل غارة استهدفت مخيما للنازحين في جنوب غزة، في محاولة لاغتيال قائد الجناح العسكري لحركة «حماس» محمد الضيف
، تضاربت التقديرات بشأن تأثيرها على فرص مفاوضات الهدنة.
وتساءل الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تامير هايمان في تقدير موقف تلقته «العين الإخبارية»: «هل ستؤثر الإجراءات المضادة (محاولة الاغتيال) على صفقة الرهائن؟ في رأيي، حتى لو كان هناك عثرة في الطريق الآن، فهي ليست عثرة استراتيجية».
وأضاف: «الأسباب التي دفعت حماس إلى التنازل عن مطالبها في الصفقة تنبع من الضغوط العملياتية التي تتعرض لها، والخوف من تزايد الضغوط التي يمارسها الجيش الإسرائيلي، وفهمها أن المرحلة الثالثة هي مرحلة قوية، والتي تشمل غارات كبيرة على غزة والقضاء على الشخصيات الرئيسية».
لكنه استدرك: «يجب على المستوى السياسي، الاستفادة من العملية للوصول إلى القرار الصعب حقًا، وهو صفقة الرهائن التي لا تزال على جدول الأعمال».
كلمة الفصل
واعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل، أن الأيام القادمة ستكون الفيصل في تحديد فرص المفاوضات، مضيفًا في تحليل تابعته «العين الإخبارية»: «إذا كان الضيف قد قُتل بالفعل هذه المرة، فإن السؤال الرئيسي الآن يصبح كيف قد يؤثر هذا الاغتيال على سلوك حماس في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن؟».
وأضاف: «وجهة النظر الأكثر انتشاراً في إسرائيل هي أن عمليات القتل المستهدف، جنباً إلى جنب مع هجوم رفح والغارات في أماكن أخرى من غزة، أضافت درجة من الضغط العسكري على حماس، وربما تدفع يحيى السنوار، زعيم المنظمة في غزة، إلى أن يصبح أكثر مرونة إلى حد ما».
وتابع: «يُعتقد أن الضيف يشجع التطرف الطبيعي للسنوار. والأمل في إسرائيل هو أن توضيح المخاطر الشخصية التي يواجهها كبار مسؤولي حماس سيشجعهم على التوصل إلى اتفاق. ومن ناحية أخرى، هناك من يخشى أن يتبنى السنوار موقف الشهيد الذي خاض صراعاً دينيا ضد إسرائيل على حساب حياته».
بالونة اختبار
وأشار هارئيل إلى أنه «من المقرر أن يلتقي منتصف الأسبوع الجاري وفد إسرائيلي مع وسطاء قطريين. إذا تم عقد الاجتماع كما هو مخطط له، أو تم تأجيله لفترة وجيزة فقط، فقد نستنتج أن حماس لا ترى في هجوم المواصي (70 قتيلاً وعشرات الجرحى) أمراً يجب أن يؤثر على استمرار المفاوضات».
واعتبرت نوحاما دويك بمقال في صحيفة «إسرائيل هيوم»، أن محاولة الاغتيال تقرب الاتفاق، قائلة: «في أعقاب محاولة تصفية محمد ضيف وقائد لواء خان يونس، يوجد لإسرائيل صورة نصر ستساعد الحكومة لأن تقول نعم لصفقة المخطوفين. حان الوقت لإنهاء هذه الحكاية والسماح لزمن الإشفاء».
وكان الجيش الإسرائيلي قال إنه نفذ في منطقة خان يونس غارة استهدفت قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس محمد ضيف ومسؤول خان يونس رافع سلامة، مما «أسفر عن مقتل 90 شخصًا نصفهم من النساء والأطفال»، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.
ووصف الجيش الرجلين بأنهما «من المخططين لأحداث أكتوبر/تشرين الأول الماضي» التي أشعلت فتيل الحرب الدائرة حاليا في غزة.
والمخيم الواقع قرب مدينة خان يونس كان مصنّفا ضمن "منطقة إنسانية" تضم أعدادا كبيرة من النازحين الذين انتقلوا إليها بعد "أوامر" أصدرتها إسرائيل للمدنيين في مايو/أيار الماضي، بإخلاء أنحاء أخرى في قطاع غزة.
وكانت المنطقة تؤوي مئات آلاف النازحين، وفق منظمة "المساعدة الطبية للفلسطينيين" التي تتّخذ مقرا في المملكة المتحدة وتشغّل مراكز طبية في المنطقة.
aXA6IDUyLjE1LjIyMy4yMzkg جزيرة ام اند امز