أسواق الطاقة.. تعرف على مؤثرات أسعار النفط حتى نهاية 2022
منذ الأزمة المالية العالمية، لم تتراكم مجموعة مؤثرات قد تحدد اتجاه النفط خلال الفترة المتبقية من 2022، وسط تذبذب حاد في أسعار العقود الفورية والآجلة.
وتتعدد المؤثرات على أسعار عقود النفط بين مؤثرات اقتصادية، وجيوسياسية، وصحية، وأمنية، بينما هناك مؤثرات ضعيفة مرتبطة بسوق النفط ذاتها (أسباب فنية).
والنفط الخام سلعة تتاجر بها الدول والشركات ويستخدمونها على نطاق واسع، إذ يبلغ متوسط الطلب اليومي على النفط الخام في 2022، نحو 100 مليون برميل يوميا، يتوقع أن تصعد إلى 102.3 مليون برميل يوميا في 2023.
- هل تستمر تقلبات أسواق الطاقة المتطرفة حول العالم؟
- أسواق الطاقة.. مؤشرات قوية على "مستقبل ممتد" للطلب على النفط والغاز
ومتداولو النفط الذين يقدمون عطاءات على عقود النفط الآجلة، يستندون في الأسعار إلى العرض والطلب المستقبلي لتصورات النفط والتي تؤثر بشكل كبير على سعره.
في السنوات الأخيرة، أدى الإنتاج الصناعي والنمو الاقتصادي القوي إلى تعزيز الطلب على النفط، كما يتضح من زيادة الطلب في الدول النامية سريعة النمو.
وتشمل العوامل المهمة التي تؤثر على الطلب على النفط النقل والتغيرات الموسمية والنمو السكاني؛ على سبيل المثال، يزداد استخدام الزيت خلال مواسم السفر الصيفية وعندما يستخدم الناس المزيد من وقود التدفئة في الشتاء.
الإمدادات
حاولت أوبك التأثير على أسعار النفط العالمية من خلال الحد من المعروض من الخام، في محاولة لتحقيق توازن في السوق لما فيه مصلحة المنتجين والمستهلكين معا.
منذ نحو 10 سنوات، تقلصت قدرة أوبك على تحديد الأسعار بسبب تطور إمدادات النفط الصخري في الولايات المتحدة، ومع ذلك، فقد ظهر تحالف أوبك+ الذي قاد سوق النفط العالمية.
واليوم، تستمر الحكومات وشركات النفط والمضاربون في إيلاء اهتمام وثيق لكل قرار من قرارات "أوبك+".
التطورات الجيوسياسية
من ناحية أخرى، قد تتأثر سوق النفط العالمية بالتطورات الجيوسياسية؛ خاصة لدى دول معروفة بإنتاج النفط الخام، كما يجري الآن مع إيران الواقعة تحت العقوبات الأمريكية.
أيضا الحرب الروسية الأوكرانية، والعقوبات التي فرضها الغرب على صادرات النفط الروسي، والتي يتوقع أن يظهر تأثيرها بحلول نهاية العام الجاري، مع دخول العقوبات حيز التنفيذ.
وروسيا، ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم إلى جانب السعودية، بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 11.03 مليون برميل يوميا في أغسطس/آب الجاري، بحسب بيانات تحالف "أوبك+".
كذلك، تعاني ليبيا بين فترة وأخرى إلى تدخلات من قوى محلية، تتسبب في تعطيل إنتاج وتصدير النفط الخام، إذ تعتبر ليبيا منتجا للنفط بمتوسط إنتاج يومي 1.3 مليون برميل في الظروف الطبيعية.
ونظرا لأن الدول الكبرى المنتجة للنفط تحدد العرض، فإن التوتر مع إحدى تلك الدول يمكن أن يسبب مشاكل كبيرة. نتيجة لذلك، إذا كانت هناك حرب أو صراع في المناطق المنتجة للنفط، فقد تبدو مخزونات النفط الخام مهددة.
المؤثرات الصحية
تعيش الصين واليابان اليوم على وجهة الخصوص، زيادات متباينة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وهما من أكبر 5 مستوردين للنفط الخام في العالم.
زيادة الإصابات بالفيروس يعني أن الطلب على النفط من جانبهما سيتراجع، بسبب عمليات غلق لبعض الأحياء، كما حصل مع شنغهاي إحدى أهم مدن العالم تجاريا.
الصين تستورد يوميا قرابة 10 ملايين برميل من النفط الخام، لتلبية الطلب من جانب المستهلكين من أفراد وشركات ومصانع، بينما اليابان تستورد يوميات قرابة 2.3 مليون برميل يوميا، وفق بيانات أوبك.
الأوضاع الاقتصادية
إحدى أبرز المؤثرات حتى نهاية العام الجاري على سوق النفط العالمية، يتمثل في مخاوف دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود، ما يعني تراجع الاستهلاك والطلب، وبالتالي تراجع الإنتاج.
الولايات المتحدة هي أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 17 مليون برميل، كما أنها ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم بعد الصين متوسط يومي 6.5 ملايين برميل يوميا.