أسواق الطاقة.. لماذا يرتفع الطلب على النفط مع صعود الدولار؟
تاريخياً، يرتبط سعر النفط عكسياً بسعر الدولار، إذ يتم تسعير برميل النفط بالدولار في جميع أنحاء العالم..
سجلت أسعار النفط الخام منذ تعاملات مساء الأربعاء، ارتفاعا طفيفا، مقارنة مع بداية جلسة الأمس، ليسجل سعر برميل برنت 97.3 دولارا للبرميل، وهو ذات السعر الذي فتح عليه التعاملات.
يعود ارتفاع أسعار النفط الطفيف، والذي قد يفقد مكاسبه خلال وقت لاحق اليوم أو يعززها، انتظارا لبيانات شهرية تصدر، الخميس، عن أوبك ووكالة الطاقة الدولية، إلى هبوط مؤشر الدولار.
وفي الظروف الطبيعية، وبعيدا عن الضغوط الهبوطية التي تعيشها أسواق النفط العالمية ومخاوف الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة، فإن هبوط الدولار يعتبر حافزا لأسعار النفط.
العلاقة بين النفط والدولار
وتاريخياً، يرتبط سعر النفط عكسياً بسعر الدولار، إذ يتم تسعير برميل النفط بالدولار في جميع أنحاء العالم. وعندما يكون الدولار قويا للاقتصاد التي تملك عملاتها الخاصة، فإنك تحتاج إلى عملة محلية أكثر للحصول على الدولار.
وعندما يكون الدولار الأمريكي ضعيفا، فإنك لن تحتاج إلى كثير من العملة المحلية لشراء الدولار، وبالتالي توفير النفط الأجنبي لشراء حاجة الدولة من النفط الخام.
كانت الولايات المتحدة تاريخياً مستورداً صافياً للنفط؛ ويتسبب ارتفاع أسعار النفط في ارتفاع عجز الميزان التجاري للولايات المتحدة مع الحاجة إلى إرسال المزيد من الدولارات إلى الخارج.
اليوم، ونظرا لنجاح تقنية الحفر والتكسير الأفقي، أدت ثورة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة إلى زيادة إنتاج النفط المحلي بشكل كبير.
في الواقع، أصبحت الولايات المتحدة مُصدرا للمنتجات البترولية المكررة في عام 2011، وأصبحت الآن أكبر منتج للنفط الخام متجاوزة المملكة العربية السعودية وروسيا، بمتوسط إنتاج يومي 11.8 مليون برميل.
ويبدو أن العلاقة بين النفط والولايات المتحدة تتغير، مما يعكس الدور المتزايد للدولة في صناعة النفط العالمية.
السؤال الذي يراود منتجي ومستهلكي النفط الخام، هل أصبح الدولار عملة نفطية؟ مصطلح يطلق على عملات دول مثل كندا وروسيا والنرويج التي تصدر الكثير من النفط، بحيث تشكل عائدات النفط جزءا كبيرا من اقتصادها.
أصبحت الولايات المتحدة المنتج الجديد للنفط، مما يعني أن مستويات إنتاجها لها التأثير الأكبر على أسعار النفط العالمية؛ قبل ثورة النفط الصخري، فيما كانت المملكة العربية السعودية صاحبة هذا التأثير، لكنه ما يزال.
بعبارة أخرى، عادة ما يؤثر الدولار القوي على أسعار النفط لأنه يجعل السلعة أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، مما قد يضر بالطلب على النفط الخام.
ماذا جرى مؤخرا؟
يقول المحللون إن الدولار في 2022، تعززت جاذبيته كملاذ آمن حيث تتجمع الغيوم حول التوقعات الاقتصادية بينما يرتفع النفط بسبب الاضطرابات في الإمدادات الروسية المرتبطة بالصراع في أوكرانيا والطلب القوي.
اليوم، يتحرك الدولار والنفط في نفس الاتجاه منذ أواخر مارس/آذار الماضي، عندما وصل الارتباط الإيجابي إلى أعلى مستوياته منذ مايو/أيار 2019، ويتوقع المحللون استمرار الارتباط بالنظر إلى سوق النفط الضيق والمخاطر الأوسع على الاقتصاد العالمي.
استمر الارتباط العكسي المعتاد بين النفط والدولار سريعا في معظم عام 2020 وحتى أوائل عام 2021 حيث قوض الوباء العالمي الطلب على النفط الخام.
وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من منافسيها، أعلى مستوى له في أكثر من عقدين من الزمن فوق 105 في وقت سابق من هذا الشهر.
بينما أسعار النفط، وعلى الرغم من مخاوف الركود الاقتصادي الأمريكي، فإن أسعار النفط ما تزال في مناطق مرتفعة قرب 100 دولار للبرميل.
وتهدد أسعار النفط المرتفعة التوقعات الاقتصادية العالمية، وهذا بدوره يميل إلى إفادة الدولار الأمريكي حيث يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه العملة الاحتياطية الآمنة التي يختارها المستثمرون.
aXA6IDE4LjIyNC42NS4xOTgg جزيرة ام اند امز