أسواق الطاقة.. حرب أوكرانيا توسع الاعتماد على الوقود الأحفوري
عادت أسواق الطاقة التقليدية لتحظى بأهمية عالمية، خاصة مع تذبذبها منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وتدلل الأحداث التي تعيشها أسواق الطاقة عالميا، على أن الوقود الأحفوري لا يزال عصب الحضارة الحالية.
وشكّلت عودة غالبية دول القارّة الأوروبية للاعتماد بصورة كبيرة على مصادر الوقود الأحفوري، لتعويض غياب الإمدادات الروسية المضطربة عقب غزو أوكرانيا والعقوبات المفروضة على موسكو، مصدرَ تهديد للخطط المناخية الرامية لخفض معدل الانبعاثات.
ولم تشهد أسعار الطاقة هذا الطلب المتنامي منذ الشهور القليلة التي سبقت الأزمة المالية العالمية، أي في النصف الأول 2008، حينها بلغ سعر برميل نفط برنت قرابة 147 دولارا.
اليوم، اجتمعت عدة عوامل محفزة لسوق الطاقة العالمية، قابلتها عوامل أخرى تضغط على الأسعار، لتسجل كمتوسط في العام الجاري 114 دولارا لبرميل برنت، خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري.
- %50 زيادة في صافي دخل "طاقة" الإماراتية خلال النصف الأول من 2022
- أمين عام أوبك الجديد: 12 تريليون دولار استثمارات نفطية يحتاجها العالم
واهتزت أسواق الطاقة، مع إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا ثم دول الاتحاد الأوروبي عن وقف شراء النفط الخام الروسي تدريجيا بحلول نهاية 2022، باستثناء الولايات المتحدة التي حظت الاستيراد فورا في مارس/آذار الماضي.
وتؤكد تقارير على أن الوقود الأحفوري ما يزال عصب الحضارة الحالية، ولم تُسهم بعد الطاقة البديلة بحصة يمكن الاعتماد عليها في الاستغناء عن الوقود الأحفوري (النفط، الغاز، الفحم).
ولكن، ماذا نعرف عن حجم الاستهلاك العالمي من النفط الخام، وكم يبلغ متوسط الاستهلاك للغاز الطبيعي؟
النفط
في التقرير الشهري لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" عن شهر يوليو/تموز الماضي، أظهر من متوسط الطلب العالمي على النفط الخام يوميا يبلغ 100.29 مليون برميل خلال العام الجاري.
والعام المقبل 2023، سيتجاوز متوسط الطلب العالمي اليومي 102.99 مليون برميل من النفط الخام، ويواصل نموه وصولا إلى قرابة 107 ملايين برميل يوميا، بحلول عام 2025.
ويتوقع أن يبلغ متوسط الطلب على النفط الخام في الربع الأول من العام المقبل 101.72 مليون برميل يوميا، يتراجع إلى 101.12 مليون برميل يوميا في الربع الثاني 2023.
بينما في الربع الثالث من العام المقبل، يتوقع أن يبلغ متوسط الطلب اليومي 103.64 ملايين برميل يوميا، ثم يصعد إلى 105.4 ملايين برميل يوميا بحلول الربع الأخير 2023.
حاليا، تعتبر الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 11.8 مليون برميل، كما أنها أكبر مستهلك بمتوسط يومي 17 مليون برميل يوميا، وثاني أكبر مستورد بمتوسط يومي 6.3 ملايين برميل يوميا.
لكن بإمكان السعودية في غضون أيام، أن تزيد إنتاج وتتحول إلى أكبر منتج للنفط الخام في العالم، بمتوسط يومي 12 مليون برميل، مقارنة مع 11 مليون برميل يوميا في الوقت الحالي، وفق بيانات أوبك.
الغاز الطبيعي
تظهر بيانات بريتش بتروليوم، وتقرير آخر عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، أن حجم الطلب السنوي على الغاز الطبيعي، يبلغ 3.86 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية كبار منتجي دول العالم في الغاز الطبيعي بمتوسط سنوي 920 مليار متر مكعب، بحلول نهاية عام 2021، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة.
في المرتبة الثانية على مستوى العالم، تأتي روسيا، التي تنتج سنويا من الغاز الطبيعي، قرابة 640 مليار متر مكعب وفق بيانات 2021، مقارنة مع 638 مليار متر مكعب في عام 2020.
ورغم كون الغاز أحد مصادر الوقود الأحفوري، فإنه أقل تلك المصادر من حيث تلوث البيئة وانبعاث ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى تفضيل العديد من الدول لاستخدامه عن باقي المواد من النفط أو الفحم.
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg جزيرة ام اند امز