أسواق الطاقة.. تحالف "أوبك+" متماسك رغم تحديات سوق النفط
حتى اليوم، نجح "أوبك+" في إظهار تماسكه أمام التحديات التي تواجه سوق النفط، والضغوطات التي يمارسها كبار مستهلكي الخام حول العالم.
ويظهر هذا التماسك في غياب أي خلافات بين أعضاء التحالف الـ"23" قبيل اجتماعاتهم الشهرية، على الرغم من تقارير إعلامية تتحدث عن تخفيضات يشهدها النفطان الروسي والإيراني لأسواق آسيا.
تأتي هذه التقارير، في وقت تبحث فيه موسكو عن تسويق نفطها بعيدا عن دول الاتحاد الأوروبي، الذي خفف تدريجيا من اعتماده على مصادر الطاقة القادمة من روسيا، خاصة النفط الخام ومشتقاته.
ووجدت روسيا في الصين، مستوردا كبيرا للنفط الخام، حيث ذكرت تقارير لواشنطن بوست أن روسيا تبيع نفطها بتخفيضات تصل إلى 35% عن الأسعار العالمية.
- تقلبات عنيفة في الأسواق.. هبوط النفط والدولار والأسهم والذهب يترقب
- أسواق الطاقة.. فوائض السعودية والإمارات صمام أمان لشتاء صعب
وظهرت بعض الآراء، للإشارة إلى أن إعلان تقارير صحفية بشأن تخفيضات حول أسعار النفط الروسي، هو سبيل لتفكيك تحالف "أوبك+"، إلا أن التحالف ما يزال يظهر تماسكا وتقاربا في الرؤى.
وقال أمين عام أوبك هيثم الغيص هذا الأسبوع إن إطار التعاون مع روسيا في تحالف "أوبك+" متماسك، ولدينا ميثاق تعاون يربط الدول الـ 23 مع بعضها البعض، وتبادل الخبرات النفطية.
وبشأن العقوبات، وتدفق النفط الروسي من أوروبا والولايات المتحدة إلى أسواق أخرى، قال الغيص، إن هذه التدفقات التي تم إعادة توجيهها بحاجة لعدة شهور حتى يظهر أثرها، مستبعدا وجود أثر.
وأكد الغيص أن دول أوبك ليست في منافسة مع روسيا، وروسيا ليست في منافسة في بقية المنتجين.. "السوق كبيرة للغاية لاستقبال أي كميات إضافية من النفط الخام".
وزاد الغيص في مقابلة على تلفزيون العربية الخميس الماضي، إن السوق النفطية فيها نمو كاف لاستيعاب الجميع سواء دول أوبك أو روسيا أو أي منتج جديدة آخر، وسط توقعات بتراجع الإمدادات خلال الفترة المقبلة.
وتشير تقديرات "العين الإخبارية" إلى أن تحالف أوبك+ سيواصل تنسيقه خلال العام المقبل، حتى بعد انتهاء اتفاقية خفض الإنتاج الحالية، في وقت تشهد فيه السوق العالمية تغيرات متسارعة على مستوى طلب النفط.
وفي وقت يشهد الطلب على النفط نموا متسارعا خلال العام الجاري، إلا أن مخاوف الركود في الاقتصاد الأمريكي واقتصادات رئيسة أخرى في أوروبا وآسيا، قد تخلق بعض الفوضى في مؤشرات العرض والطلب.
وأصبح تحالف "أوبك+" إلى مطلب ملح يجب استمراره في السوق العالمية، بسبب قدرته على توفير إمدادات آمنة للنفط في حال نقص المعروض، وهو ما يتوقع أن يتكرر في الشتاء المقبل، مع زيادة الطلب.
وتدخل تحالف "أوبك+" الذي ينتج قرابة 45 مليون برميل يوميا، لإنقاذ أسواق الطاقة العالمية في 2017، بعد تراجع الأسعار في 2016، وفي جائحة كورونا عندما بلغ سعر برميل برنت 15 دولارا.