أسواق الطاقة.. فوائض السعودية والإمارات صمام أمان لشتاء صعب
الحرب الروسية الأوكرانية ومحاولات الغرب الانفكاك عن النفط والغاز الروسيين، ترجح أن سوق الطاقة العالمية أمام أزمة شح في العرض.
كان بإمكان دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، الاستفادة من أسعار النفط القوية، وتعزيز إنتاج وصادرات النفط الخام حاليا، لتحقيق أعلى مداخيل ممكنة.
إلا أن البلدين معا، وبدعم من تحالف "أوبك+" اتفقا على أن سوق الطاقة العالمية في الوقت الحالي مستقرة، بينما المخاوف من ضعف المعروض قد تكون بحلول فصل الشتاء المقبل.
- أسواق الطاقة.. ضعف الاستثمارات يطيل أمد جنون الأسعار
- أسواق الطاقة.. بيانات أمريكية تؤكد صحة قرار أوبك+
ولدى السعودية طاقة إنتاج فائضة بإمكانها ضخها للسوق العالمية بشكل فوري، تبلغ مليونا إلى 1.3 مليون برميل يوميا، بينما تملك دولة الإمارات قدرة على زيادة فورية بالإنتاج تتجاوز 500 ألف برميل يوميا.
إلا أن ضبابية سوق الطاقة العالمية بحلول الشتاء المقبل، تجعل من غير الواضح ما إذا كان الاقتصاد العالمي سيبقى على حجم الطلب على النفط والغاز الحالي، أم سيزداد مع هبوط درجات الحرارة.
لكن الحرب الروسية الأوكرانية ومحاولات الغرب الانفكاك عن النفط والغاز الروسيين، ترجح أن سوق الطاقة العالمية أمام أزمة شح معروض للغاز والنفط معا، ما قد يزيد أوجاع كبار المستهلكين خاصة في أوروبا.
هذه الأرقام في حجم الإنتاج الفعلي لكل بلد، تجعل من الرياض وأبوظبي قادرتين على ضخ المزيد من النفط، في ما يمكن أن يكون "زيادة كبيرة"، في حالة مواجهة إنتاج النفط أزمة شديدة في الإمدادات هذا الشتاء.
يأتي كل هذا، في وقت تشهد سوق الطاقة العالمية نقص الاستثمار اللازم لزيادة الضخ والإنتاج والتكرير، مع نمو مضطرد في الطلب العالمي على النفط الخام.
حاليا، تشير بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، أن متوسط الطلب العالمي على النفط الخام 99 مليون برميل يوميا، وسيرتفع إلى إلى من 101 ملايين برميل بحلول نهاية العام المقبل، وصولا إلى 103 ملايين برميل يوميا بحلول 2025.
ومن الطبيعي، أن زيادة الإنتاج الطفيفة في الإنتاج بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، والبالغة 100 ألف برميل يوميا، ستبقي الأسعار عن مستويات قرب 100 دولار للبرميل، إلا أن العقوبات الغربية على روسيا تمهد لأزمة شح معروض كبيرة بحلول الشتاء.
كان لأزمة الطاقة الحالية، الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، تأثير كبير على أسعار النفط الخام، مما دفع قادة العالم إلى اتخاذ تدابير طارئة في وقت قياسي.
إضافة إلى ذلك، قررت روسيا قطع جزء من إمداداتها من الغاز وصادراتها من النفط الخام، نتيجة الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، مما يعني أنه قبيل فصل الشتاء، تدعو حكومات العالم الآن إلى تنفيذ تدابير توفير الطاقة.
والسعودية هي أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك حيث سيبلغ إنتاجها نحو 11 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول المقبل، وهو ذات حجم إنتاج روسيا.
بينما تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثالثة كأكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك، بعد العراق بإنتاج يبلغ نحو 3.3 مليون برميل يوميا.
أدت أزمة الطاقة العالمية التي اندلعت بسبب الحرب الروسية مع أوكرانيا إلى تقلص الإمدادات في وقت لاحق، مما جعل الدول تشعر بالقلق بشأن إمداداتها الشتوية. كانت أوروبا على وجه الخصوص تخشى أن تقطع روسيا تماما إمدادات الغاز عن المنطقة ردا على العقوبات الغربية.
وخطوة السعودية ودولة الإمارات، تأجيل زيادة ضخ الخام، يشكل مصلحة للمستهلكين في المقام الأول، إذ يرتفع الطلب على الطاقة التقليدية في الشتاء، وقد يدفع الأسعار لمستويات قرب 140 دولارا للبرميل، وهو ما يعني حاجة الرياض وأبوظبي للتدخل فورا بزيادة الإنتاج.
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg جزيرة ام اند امز