أسواق الطاقة.. التطورات الجيوسياسية تعيد ترتيب كبار مصدري الغاز
أعادت التطورات الجيوسياسية، وتوجه دول أوروبا للبحث عن تنويع مصادر إمدادات الغاز، إلى تحول في ترتيب مصدري الغاز الطبيعي المسال عالميا.
وأمس الإثنين، قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في بيان، إن الولايات المتحدة أصبحت أكبر مصدًر للغاز الطبيعي المسال في النصف الأول من 2022، بينما زادت البلاد الإمدادات إلى أوروبا وسط أزمة أوكرانيا.
ووجدت الولايات المتحدة نفسها، مسؤولة جزئيا عن تعويض غياب الغاز الروسي لعديد من دول أوروبا، خاصة الغربية منها، وسط مساع تدعمها واشنطن لتخفيف اعتماد الغرب على مصادر الغاز الروسي.
- سعر الغاز الطبيعي الأوروبي يحلق لأعلى مستوياته منذ مارس
- ألمانيا: لا يوجد أي سبب فني لخفض إمدادات نورد ستريم 1 من الغاز الروسي
وأضافت الوكالة الحكومية أن صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال ارتفعت 12% إلى متوسط بلغ 11.2 مليار قدم مكعبة يوميا في النصف الأول من العام مقارنة مع النصف الثاني من 2021.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة، ذهبت حوالي 71% من صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على مدار الأشهر الخمسة الأولى من العام.
وتراجعت حصة الغاز الروسي المتجه إلى دول الاتحاد الأوروبي من متوسط 41% قبل الحرب على أوكرانيا، إلى متوسط 33% بحسب بيانات المفوضية الأوروبية.
إلا أن دول الاتحاد الأوروبي، عاجزة حتى اليوم عن تعويض كامل للغاز الروسي، بسبب العقود طويلة الأجل الموقعة بين كبار المنتجين وكبار المستهلكين خاصة في آسيا، بصدارة الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية.
وأمس الإثنين، قالت شركة جازبروم الروسية العملاقة للطاقة إنها أوقفت توربين سيمنز آخر في خط أنابيب "نورد ستريم 1" وتحديدا في محطة ضاغط بورتوفايا.
وقالت الشركة في منشور على "تليجرام" إنها ستوقف تشغيل التوربين بسبب حالته الفنية، و"بسبب انتهاء مدة العمل بين عمليات الصيانة والصيانة الكاملة".
وستبدأ الشركة اعتبارا من يوم غد الأربعاء، تخفيض الطاقة الإنتاجية اليومية لمحطة ضاغط بورتوفايا إلى 33 مليون متر مكعب يوميا، أي حوالي 20% من طاقة خط الأنابيب.
** ألمانيا تتنفس الصعداء
وتنفست ألمانيا الصعداء، بعد استئناف ضخ الغاز الروسي مجددا أعقب توقفا استمر 10 أيام بسبب أعمال صيانة.
وقال رئيس وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية كلاوس مولر، أمس الإثنين، إن إمدادات الغاز الألمانية عادت بقوة مرة أخرى حيث تمتلئ مرافق التخزين في البلاد بما يقرب من ثلثي طاقتها الاستيعابية.
وبعد صيانة استمرت 10 أيام لخط أنابيب نورد ستريم 1 المهم، استؤنفت شحنات الغاز من روسيا يوم الخميس الماضي. وعادت تدفقات الغاز إلى مستوى ما قبل الصيانة أي بنسبة 40 في المائة.
وأثناء التوقف المؤقت لإمدادات الغاز الروسي عبر نورد ستريم 1، انخفضت تدفقات الغاز إلى ألمانيا بشكل كبير، مما زاد من الضغط على الأسعار. وتهدف الحكومة الألمانية إلى ملء 95% من السعة التخزينية بحلول نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وفي يونيو/حزيران الماضي، استمرت أسعار منتجات الطاقة في الارتفاع بشكل حاد بنسبة 38% على أساس سنوي، وفقا لمكتب الإحصاء الفيدرالي (ديستاتيس). وارتفعت أسعار زيت التدفئة بأكثر من الضعف وسعر الغاز الطبيعي بحوالي 61%.
** النفط فوق 100 دولار
وعادت أسعار النفط لتسجيل مستويات فوق 100 دولار للبرميل في التعاملات المسائية، أمس الإثنين، بعد أن أعلنت جازبروم أنها ستخفض الإمدادات من أحد الخطوط بنسبة 20%.
وتعتمد دول في أوروبا على النفط الخام كأحد بدائل الغاز الطبيعي المكلفة لتوليد الطاقة الكهربائية، فيما يأتي الصعود كذلك، وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بسبب مخاوف خطوات الفيدرالي الأمريكي المرتبطة برفع أسعار الفائدة.
ويبدو أن الأسواق العالمية، تتجه إلى مزيد من مخاوف الركود، ما أثر على قوة الدولار الأمريكي الذي يستمد طاقته عادة من قرارات الفيدرالي الأمريكي والطلب القوي عليه عالميا، إلا أن مخاوف الركود أضعفت قوته، وأصبحت كلفة شراء النفط بالدولار أقل.
aXA6IDMuMTM3LjIxOS42OCA= جزيرة ام اند امز