أسواق الطاقة.. مخاوف الركود تربك أسعار النفط والغاز
فتحت أسعار الطاقة التقليدية، اليوم الإثنين، على تراجع بأكثر من 1% بالنسبة لخام نفط برنت، وسط استمرار في هبوط أسعار الغاز الطبيعي.
ويبدو أن مخاوف الركود تثبت أقدامها يوما بعد آخر في قطاع الطاقة التقليدية، التي تسجل تراجعات وتذبذبات حادة منذ قرابة 3 أسابيع، مع تزايد الحديث عن دخول الاقتصاد الأمريكي فعلا في "ركود ناعم".
ويتوقع المحللون أنه إذا حدث ركود وتم الإعلان عنه رسميا في السوق الأمريكية، فسوف يبدأ تدمير الطلب على النفط الخام على وجه الخصوص، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط.
في يوليو/تموز 2008، وصلت أسعار النفط الخام إلى 145 دولارا للبرميل؛ وبحلول ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، انخفض السعر إلى 35 دولارا للبرميل، بحسب بيانات النفط الخام التاريخية.
- النساء.. سوبر هيرو الطاقة المتجددة في مصر بحلول 2050
- أسواق الطاقة.. أسعار المشتقات تترقب مؤشرات "حيوية"
هذه الأزمة وبينما قد تكون أقل حدة، إلا أنها ما تزال حاضرة في أذهان كبار منتجي النفط حول العالم، وربما كان أحد أبرز الأسباب التي دفعت تحالف "أوبك+" إلى ممارسة الدبلوماسية في زيادات الإنتاج،
ووفق تقارير وول ستريت في عام 2008، فإن الركود مع انخفاض الطلب على السلع بنسبة 10% يمكن أن يؤدي إلى انخفاض يتراوح بين 35 و50 دولارا للبرميل في أسعار النفط.
هناك عدة عوامل لا تزال في الوقت الحالي تُبقي أسعار النفط مرتفعة؛ أولها تعهد مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بحظر واردات النفط الروسية أو التخلص التدريجي منها وسط استمرار الأزمة الأوكرانية.
كذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي عن خطة مماثلة، لكنها تتطلب تصويتا بالإجماع للتصديق على الحظر، وهو ما حصل فعلا وسيتم تطبيقه اعتبارا من نهاية العام الجاري.
باستثناء الركود المتوقع على نطاق واسع حول العالم في ظل السيناريوهات الحالية، فإن أسعار الطاقة المرتفعة ستظل حاضرة في الأسواق العالمية لعدة سنوات، وفق سيناريوهات الغرب وروسيا الحالية.
كذلك، ما سيدفع للإبقاء على أسعار النفط الخام مرتفعة، في حال عدم حدوث ركود، هو إعلان وزارة الطاقة الأمريكية الأخير، عن خطة إعادة شراء طويلة الأجل للنفط الخام لتجديد احتياطي البترول الاستراتيجي في البلاد.
وأعلنت وزارة الطاقة الأمريكية عن دعوة لتقديم عطاءات في خريف عام 2022، لتأمين التسليم في السنوات المقبلة؛ إذ تتوقع الحكومة أن تنخفض الأسعار بحلول ذلك الوقت.
في وقت سابق من هذا العام، أمرت إدارة بايدن بالإفراج عن مليون برميل من النفط الخام يوميا لمدة 180 يوما من احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي؛ كان الهدف من هذه الخطوة خفض سعر النفط والتخفيف من الأسعار.
القرار الأمريكي جاء بعد أن وصلت أسعار البنزين والديزل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في الأسواق المحلية هناك، بمتوسط وطني يبلغ 4.40 دولار و5.55 دولار للغالون على التوالي.
وفي تعاملات اليوم الإثنين الصباحية، تراجع سعر النفط متخليا عن مكاسب حققها في وقت سابق ليواصل سلسلة من الخسائر في الآونة الأخيرة بسبب مخاوف من أن تؤدي الزيادة المتوقعة في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلى الحد من نمو الطلب على الوقود.
وقال كازوهيكو سايتو كبير محللي شركة فوجيتومي للأوراق المالية: "من المرجح أن يظل اتجاه السوق نزوليا بسبب المخاوف من أن تؤدي زيادة أسعار الفائدة إلى خفض الطلب العالمي على الوقود وأن يؤدي استئناف بعض إنتاج النفط الخام الليبي إلى الحد من قلة المعروض العالمي".
aXA6IDMuMTUuMTQuMjQ1IA==
جزيرة ام اند امز