المدرب الإنجليزي.. فكرة لم يصدقها كبار البريميرليج
فشل المدربون المحليون في تسجيل مسيرة كبيرة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز خاصة بنظامه الحديث "بريميرليج" الذي انطلق عام 1992.
وشهد الدوري الإنجليزي الممتاز بنظامه الحديث، الذي انطلق موسم 1992-1993، هيمنة على ألقابه من فريقين هما مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، بالإضافة إلى تشيلسي وأرسنال، بجانب مرة واحدة كان البطل فيها هو ليفربول، وكان المدربون دائما من أصحاب الجنسيات غير الإنجليزية.
حتى في فرق المستوى الثاني، أو نهاية المستوى الأول مثل توتنهام وليستر سيتي، حين توهجت لم يكن ذلك بقيادة مدربين إنجليز.
وكان آخر مدرب محلي فاز بالدوري الإنجليزي هو هوارد ويلكينسون مع ليدز يونايتد في موسم 1991-1992، وهو آخر دوري أقيم بالنظام القديم.
مانشستر يونايتد
كان روي أتكينسون هو آخر مدير فني إنجليزي يتولى تدريب مانشستر يونايتد في الفترة من 1981 إلى 1986، قبل أن يحل محله السير الاسكتلندي أليكس فيرجسون.
وهيمن مانشستر يونايتد على الدوري الإنجليزي الممتاز في عهد فيرجسون، فحقق الفريق معه ما لم يحققه عبر تاريخه، بواقع 13 للقبا للدوري في البريميرليج جعلته الفريق الأكثر تتويجاً بلقب البطولة، بجانب لقبين لدوري أبطال أوروبا.
وحتى حين قرر فيرجي الرحيل عن العملاق مانشستر يونايتد بالاعتزال في 2013، لم يخلفه مطلقاً أي مدرب إنجليزي، حيث استعان النادي بمواطن فيرجي، ديفيد مويس، في تجربة الرجل المختار - لاختيار فيرجسون له - لكنها لم تنجح.
بعدها قاد الفريق مدربون كبار أمثال لويس فان جال ومواطنه إيريك تين هاج المدرب الحالي من هولندا، والبرتغالي جوزيه مورينيو، والنرويجي أولي جونار سولشاير، والألماني رالف رانجنيك.
لكن يونايتد لم يراهن يوماً منذ رحيل السير على عقلية إنجليزية لقيادة الفريق حتى، رغم حقيقة تراجع النتائج بشكل لافت ومذر لفترة قاربت الـ10 سنوات.
مانشستر سيتي
منذ تولي مجموعة أبوظبي للاستثمارات الرياضية إدارة نادي مانشستر سيتي في عام 2008 تحول السيتيزنز لأحد أهم الأندية ليس في إنجلترا فحسب بل في أوروبا كلها.
بات سيتي هو ثاني الأندية الإنجليزية تتويجاً بالبريميرليج بنظامه الحديث بعدما حقق الفريق 6 ألقاب منها 4 مع الإسباني بيب جوارديولا المدرب الحالي.
وقبل الإسباني فاز السيتي باللقب مع الإيطالي روبرتو مانشيني في 2012، والتشيلي مانويل بيليجريني في 2014.
وكان ستيوارت بيرس آخر مدرب إنجليزي قاد السيتي في فترة ما قبل مجموعة أبوظبي، خلال الفترة من 2005 إلى 2007.
تشيلسي
تثبت النظريات بعكسها، وهذا المثال الأكبر نادي تشيلسي الذي لم يستعن بأي مدرب إنجليزي منذ جلين هودل في 1996، إلا بفرانك لامبارد في الفترة من 2019 إلى 2021.
وبين هودل ولامبارد تولى تدريب تشيلسي مجموعة من أعظم المدربين في العالم، أمثال جوزيه مورينيو والإيطالي أنطونيو كونتي والهولندي جوس هيدنيك والإيطاليين ماوريزو ساري وكارلو أنشيلوتي والإسباني رافائيل بنيتيز، وبطل العالم البرازيلي لويس فيليبي سكولاري، وآخرون.
وحتى عندما قرر تشيلسي الرهان على مدربين صاعدين اختار مدربا مثل البرتغالي أندريه فيلاش بواش أو الإيطالي روبرتو دي ماتيو.
لكن تعيين فرانك لامبارد لم يكن رهاناً من البلوز على المدرب المحلي الإنجليزي، لكنه جاء تقديرا لأفضل أسطورة في تاريخ النادي تهديفياً وأحد أعظم لاعبي الوسط الإنجليز والأوروبيين.
تعيين لامبارد جاء كمكافأة له على قيادته ديربي كاونتي للدور الفاصل المؤهل للدوري الإنجليزي الممتاز رغم فشله في الصعود، بينما كان تشيلسي يترنح في تجربة ما بعد ساري.
ورغم أن التجربة بدأت بخسارة مذلة أمام مانشستر يونايتد 0-4 مطلع موسم 2019-2020، لكن الفريق حاول أكثر من مرة الاستفاقة لكن دون جدوى.
وتحسنت النتائج بعض الشيء بالاعتماد على اللاعبين الشباب ولكن في النهاية لم يحقق تشيلسي أي لقب في عهد لامبارد بالإضافة لخروجه من دوري أبطال أوروبا بنتيجة مذلة 7-1 بمجموع المباراتين ضد بايرن ميونخ الألماني.
واضطررت الإدارة لإقالة المدرب الوطني في يناير/ كانون الثاني 2021 بعد تحقيق فوزين في آخر 8 مباريات بالدوري.
ليفربول
عند الحديث عن ليفربول في عصر ما بعد البريميرليج ستجد أن هناك 4 أسماء تدريبية فقط سطعت مع الفريق، وكالعادة لم يكن من بينهم أي إنجليزي.
الاسم الأول هو الفرنسي جيرارد أولييه، الذي قاد الفريق للقبي الدوري الأوروبي - اليويفا كاب سابقاً - والسوبر الأوروبي في 2001.
الاسم الثاني هو الإسباني رافائيل بينيتيز المدرب الإسباني الذي قاد جيل الريدز التاريخي بقيادة ستيفن جيرارد وتشابي ألونسو للقب دوري أبطال أوروبا 2005.
ثالث الأسماء كان من أيرلندا الشمالية ويدعى بريندان رودجرز الذي قاد حلم التتويج بلقب البريميرليج في موسم 2013-2014 بكتيبة قادها الأوروجواياني لويس سواريز والبرازيلي فيليبي كوتينيو وجيرارد، وخسرت اللقب في الأمتار الاخيرة لصالح مانشستر سيتي.
أخر الأسماء هو الألماني يورجن كلوب مدرب السبعة ألقاب مع ليفربول والذي أعاد الفريق لمنصات التتويج في الدوري بعد صيام 30 عاماً وفي أوروبا بعد غياب 14 سنة وحقق كل الألقاب الممكنة محلياً وقارياً.
أرسنال
كان أرسنال بدوره من أشد المدارس التي رفضت الاعتماد على المدرب الإنجليزي، وبعيداً عن فترة الفرنسي أرسين فينجر الذهبية ما بين 1996 و2018، فإن آخر مدرب إنجليزي قاد الجانرز كان دو هو من 1983 إلى 1986 ثم بشكل مؤقت ستيف بورتنشو لمدة شهرين من مارس/أذار لمايو/أيار 1986.
بعد رحيل فينجر الذي قاد الفريق لثلاثة ألقاب للدوري الإنجليزي وللتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا 2006 أو المدرب جورج جراهام الذي حقق كأس الكؤوس الأوروبية مع الجانرز عام 1994، لم يراهن فريق شمال لندن على المدرسة الإنجليزية.
واستعان أرسنال بالإسبانيين إوناي إيمري والمدرب الحالي مايكل أرتيتا.
تجارب أخرى
عند الحديث عن أنجح التجارب في المنافسة على لقب الدوري في إنجلترا بعيداً عن الخماسي ليفربول ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتشيلسي وأرسنال لن نجد أفضل من ليستر سيتي وتوتنهام هوتسبير.
ليستر سيتي نجح في الفوز بالدوري في موسم 2015-2016 بقيادة إيطالية للمدرب كلاوديو رانيري.
من جانبه تأهل توتنهام هوتسبير لنهائي دوري أبطال أوروبا 2019 وفاز بوصافة الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين مع مدربه السابق الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.
ليدز يونايتد تأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2001 مع المدرب ديفيد أوليري، الإيرلندي الشمالي، والذي كان أحد أهم اللاعبين في تاريخ أرسنال خلال تمثيله الفريق من 1975 إلى 1993.