السر وراء الحماس الأمريكي لمواجهة إيران مقارنة بأوروبا؟
بينما تتحمس الولايات المتحدة لاتخاذ مواقف حازمة ضد نظام الملالي، تفضّل أوروبا التروي في هذا الطريق.
اتفقت الولايات المتحدة الأمريكية وأغلب الدول الأوروبية على إدانة القمع الأمني للمتظاهرين في إيران، غير أن درجة حماسة الجانبين في المواجهة متبانية بدرجة لافتة.
فبينما تتحمس الولايات المتحدة لاتخاذ مواقف حازمة ضد نظام الملالي، تفضل أوروبا التروي في هذا الطريق.
المحلل الفرنسي فرنسوا كليمنسو، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بإذاعة "يورب1"، يوضح الاختلاف في رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس السابق باراك أوباما، كما يشير إلى أسباب تفاوت درجة التنديد والإدانات في الأوساط الأوروبية.
- بريطانيا تدعو إيران للاستجابة إلى مطالب الشعب "المشروعة"
- الاتحاد الأوروبي يطالب إيران باحترام حقوق المتظاهرين
فترامب لم يتردد، منذ الجمعة الماضية، في التفاعل والتعبير عن قلقه، إزاء قمع النظام الإيراني للمظاهرات الإيرانية، التي تنادي بتغيير النظام، فيما آثر الرئيس الفرنسي التزام الصمت"، فيما جاءت تصريحات دول أوروبية أخرى في لهجة ترقب وتحذير.
سر الحماس الأمريكي لإدانة النظام الإيراني
ترامب، يعتبر إيران عدوه الأول في الشرق الأوسط، كما طالب بإعادة التفاوض على الملف النووي الإيراني، وهو الأمر الذي ينادي به حلفاؤه، للتخلص من حكم الملالي، وبدا ذلك واضحاً خلال سلسلة من تغريداته، على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، مستخدما مصطلحات "الديكتاتور"، و"الشعب الإيراني العظيم"، وهو ما يعكس رغبته في التغيير ليس فقط لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، إنما تغيير النظام السياسي بأكمله بما فيه حكم الملالي.
من جهتها، أشارت مجلة"باري ماتش" الفرنسية إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ توليه السلطة، يعتبر إيران العدو اللدود لإدارته، كما وصفتها المجلة "الوحش الأسود" للولايات المتحدة.
وأوضحت المجلة أن ترامب، يندد بالطموحات الإيرانية في المنطقة، وباشتراكها في عدة صراعات، قسمت الشرق الأوسط، مثل سوريا واليمن، فضلاً عن برنامجها الباليستي، لافتة إلى أن كل هذه الأمور دعت الإدارة الأمريكية للتنديد بالاتفاق النووي الإيراني المبرم 2015، لضمان الاستخدام السلمي لإيران لبرنامجها النووي، والذي يراه ترامب فاشلاً.
الفرق بين إدارة ترامب وأوباما في احتجاجات إيران
وعن الاختلاف في تعامل إدارة ترامب وأوباما مع الاحتجاجات، أكد كليمنسو أن "نبرة التصعيد التي ينادي بها ترامب مخالفة تماماً عما كانت لهجة سلفه باراك أوباما، حيث إنه في عهد أوباما، خرج الآلاف ضد الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد عام 2009، حيث انتظر أوباما إلى أين ستصل المظاهرات، ثم أعلن موقفه باحترام المظاهرات السلمية، قبل أن يدين أعمال العنف للشرطة.
إلا أنه في جميع الحالات، لم يدل بتصريحات مباشرة، كما فعل ترامب ضد النظام الإيراني، ويمكن تفسير ذلك، بهدفه في تطبيع العلاقات مع إيران في ذلك الوقت، والذي انتهى به المطاف بعد سنوات بإبرام الاتفاق النووي الإيراني.
في المقابل، دعا الرئيس ترامب رسمياً لتغيير النظام، قائلاً "حان وقت التغيير"، ومندداً بأعمال قمع المتظاهرين.
الموقف الأوروبي
من جهة أخرى، أشار المحلل الفرنسي إلى مواقف فرنسا السابقة تجاه النظام الإيراني، لافتاً إلى تصريحات ماكرون السابقة، عن النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط ودعوة طهران إلى ضبط النفس في التجارب الباليستية، فضلاً عن تدخلها في سوريا ولبنان واليمن، لزرع مخرج دبلوماسي يمكن أن تساوم به الدول الغربية، للإبقاء على الاتفاق النووي، لرفع العقوبات.
وفسر كلمنسو، صمت الإليزيه، عن الاحتجاجات الإيرانية، لترقب باريس حتى إتمام زيارة ماكرون التي أعلن عنها خلال 2018 إلى طهران، والتي ستكون أول زيارة لرئيس فرنسي إلى طهران منذ 1976.
وعن التصريحات الأوروبية الحذرة، أوضح المحلل الفرنسي أن هناك من ينادي في أوروبا بمواصلة الاتفاق النووي الإيراني، كما أن المصالح الاقتصادية للحرس الثوري الإيراني، تلقي بظلالها عن نبرة الإدانة لبعض البلدان.
وأشار إلى تصريحات المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الذي قال بأن "بريطانيا تدعو إيران إلى بدء نقاش جدي حول القضايا التي أثارها محتجون ضد النظام".
كما أكدت الخارجية البريطانية ضرورة احترام حرية التعبير، والحق في التظاهر السلمي، بعد استمرار المظاهرات في شوارع المدن الإيرانية ضد فساد وديكتاتورية النظام.
ولفت كذلك إلى المنسق الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موجيريني: التي قالت إن "الاتحاد الأوروبي يتابع تظاهرات الإيرانيين خلال الأيام الماضية، وأعربت عن أملها في أن تضمن إيران حق التظاهر وحرية التعبير"، مضيفة: "سنواصل رصد التطورات".