بعد سنين من الحيرة.. تفسير ظاهرة "ثلوج" البحر الميت
ظاهرة "salt fingering" في البحر الميت أو "الثلج"، هي عملية خلط تحدث عندما يكون الماء الدافئ المالح أسفل الماء البارد العذب.
لاحظ العلماء على مر السنين أن مياه البحر الميت تتبخر ببطء، تاركة وراءها بلورات من الملح فيها شيء من الغرابة، إذ إنها تتساقط في مياه البحر كالثلوج لتتراكم في القاع، في ظاهرة أربكت الباحثين لعقود.
وهذه الظاهرة تسمى بـ"salt fingering" أو "الثلج"، وهي عملية خلط تحدث حين يكون الماء الدافئ المالح أسفل الماء البارد العذب، ولكن العلماء لم يفهموا كيف كانت تلك الظاهرة تحدث في البحر الميت، لأنه من غير المعروف حدوثه في أي مسطحات مائية أخرى مفرطة النشاط، وفق موقع "ساينس أليرت".
وقال باحثو جامعة "سانتا باربرا" بكاليفورنيا الأمريكية، في دراسة جديدة عن ظاهرة "الثلج" البحر الميت، إنه عندما تشرق أشعة الشمس على البحر الميت، تصبح الطبقة العليا أكثر دفئا، ليتبخر الماء عند هذا السطح الساخن، مما يجعله أكثر ملوحة عن الطبقات الدنيا.
ومن المعروف أن المياه الدافئة والباردة في العادة لا يختلطان بسهولة، ولكن الأمواج أو غيرها من مصادر الحركة قد تدفع الماء الدافئ إلى أسفل ليختلط مع البارد، حين يحدث هذا، يتم تبريد الماء الساخن، مما يجعله يفرغ محتوى الملح الموجود فيه، لتبدأ بعدها رحلة بلورات الملح البيضاء إلى قاع البحر في منظر شبيه بتساقط الثلوج.
ويقول المهندس الميكانيكي رافائيل أويلون من جامعة سانتا باربرا: "في البداية تكون بلورات الملح المتساقطة صغيرة جدا بحيث لا يمكن ملاحظتها... ولكن بعد أن تتفاعل البلورات مع بعضها أثناء التحرك للأسفل، تشكل هياكل أكبر وأكبر".
وأضاف أويلون: "يوجد العديد من الأماكن حول العالم تحتوي على رواسب ملحية سميكة في قشرة الأرض، ويمكن أن يصل سمكها إلى الكيلومتر، لكننا غير متأكدين عن كيفية تكوّنها عبر التاريخ الجيولوجي، أما الآن، فنحن على بعد خطوة واحدة من فهم السبب، بفضل البحر الميت الذي للأسف قد لا يبقى طويلا.
ومن المثير للدهشة أن البحر الميت الذي أصبح بحيرة منعزلة عن مياه المحيط في البحر الأبيض المتوسط، يصبح أكثر ملوحة مع مرور الوقت، على الرغم من أنه أكثر ملوحة من مياه البحر بحوالي 10 أضعاف أصلا.
aXA6IDMuMTQ3LjEwNC4xOCA= جزيرة ام اند امز