78 عاما على هيروشيما.. مخاطر صحية وبيئية مدمرة "لا تسقط بالتقادم"
أحيت اليابان الذكرى الـ 78 عاما لقصف هيروشيما بالأسلحة الذرية، الأحد، وسط تحذيرات من تداعيات استخدام "النووي" على صحة الإنسان والبيئة.
وقرع جرس السلام باليابان في الساعة 8:15 صباحًا بتوقيت طوكيو، وهو وقت إسقاط القنبلة على مدينة هيروشيما يوم 6 أغسطس/آب عام 1945، في أول هجوم نووي يشهده كوكب الأرض على الإطلاق.
بمجرد سقوطها على هيروشيما، قتلت قنبلة اليورانيوم المعروفة باسم "ليتل بوي" (الولد الصغير) أكثر من 140000 شخص بحلول نهاية ذلك العام، ودمرت القنبلة التي كان لها عائد تفجير يساوي 15000 طن من مادة "تي إن تي" نحو 70% من جميع المباني.
وبعد 3 أيام من تدمير هيروشيما، أسقطت الولايات المتحدة قنبلة بلوتونيوم أكبر قليلاً فوق مدينة ناغازاكي، ودمرت 6.7 كيلومتر مربع من المدينة وقتل 74000 شخص.
وبعد 6 أيام، انتهت الحرب العالمية الثانية عندما استسلمت اليابان لقوات الحلفاء في 15 أغسطس/آب 1945، لكن وقتها كانت درجات حرارة الأرض وصلت إلى 4000 درجة مئوية وتساقطت الأمطار المشعة.
وأظهرت الأرقام الحكومية في اليابان حتى نهاية مارس/آذار 2023 أن هناك 113649 ناجيا معترفًا به رسميًا من الهجومين لا يزالون على قيد الحياة، بانخفاض 5346 عن العام السابق، مع تجاوز متوسط أعمارهم 85 عامًا.
الأضرار البيئة والصحية لقنبلة هيروشيما
في مايو/أيار 2023 تحدث سفير اليابان لدى كينيا كين أوكانيوا، عن جانب من الأضرار الصحية والبيئية الخطيرة التي انعكست على الإنسان وكوكب الأرض بعد إطلاق القنبلة النووية في هيروشيما وناغازاكي.
ونقل موقع الأمم المتحدة unep عن أوكانيوا قوله إن تفجيرات هيروشيما وناغازاكي خلفت العديد من الآثار المأساوية، وعدد بعضها كالتالي:
- الموت من الآثار الهائلة للأسلحة الذرية على صحة الإنسان، إذ بحلول نهاية عام 1945 نُسبت 140 ألف حالة وفاة في هيروشيما و74 ألف وفاة في ناغازاكي إلى تأثيرات القصف الذري.
- من الآثار المخيفة للأسلحة الذرية على الصحة التعرض للإشعاع.
- الإصابة بالسرطانات القاتلة.
- أما عن الآثار الهائلة للأسلحة الذرية على البيئة، فأدت إلى تغيير الحمض النووي في جينات النباتات والحيوانات، ما يعطل شبكة الحياة والطبيعة التي نعتمد عليها جميعًا.
- من ضمن تأثيراته البيئية استنفاد طبقة الأوزون ورفع درجات الحرارة العالمية بشكل أكبر وتسريع آثار الاحتباس الحراري.
واختتمت الأمم المتحدة بقولها إن "استخدام أقل من 10% من الترسانات النووية العالمية اليوم يمكن أن يوقف تقريباً جميع الأمطار فوق الهند ووسط الصين، ويقلل هطول الأمطار على مستوى العالم بنسبة 15 إلى 30%".
بينما عدد موقع k1project الآثار الصحية طويلة المدى بعد تفجيرات هيروشيما كالتالي:
- وفيات كثيرة بعد أشهر.
خلال الأشهر القليلة الأولى بعد القصف، قدرت مؤسسة أبحاث تأثيرات الإشعاع (وهي منظمة تعاونية يابانية أمريكية) أن بين 90000 و166000 شخص ماتوا في هيروشيما، بينما مات 60000 إلى 80000 آخرين في ناغازاكي.
وتشمل هذه الوفيات أولئك الذين لقوا حتفهم بسبب القوة والحرارة الشديدة للانفجارات، وكذلك الوفيات الناجمة عن التعرض الحاد للإشعاع بعد أشهر.
- طفرات في الحمض النووي للخلايا
على الرغم من أن التعرض للإشعاع يمكن أن يسبب تأثيرًا حادًا وشبه فوري عن طريق قتل الخلايا وإتلاف الأنسجة بشكل مباشر، إلا أن الإشعاع يمكن أن يكون له أيضًا تأثيرات تحدث على نطاق أطول، مثل السرطان وإحداث طفرات في الحمض النووي للخلايا الحية.
- اللوكيميا
من بين الآثار طويلة المدى التي عانى منها الناجون من القنبلة الذرية، كان سرطان الدم (اللوكيميا) الأكثر فتكًا، إذ ظهرت زيادة في هذا المرض بعد عامين من الهجمات وبلغت ذروتها بعد من 4 إلى 6 سنوات.
ويمثل الأطفال السكان الأكثر تضررا، وتقدر مؤسسة أبحاث التأثيرات الإشعاعية الخطر المنسوب للإصابة بسرطان الدم بنسبة 46٪ لضحايا القنابل.
بالنسبة لجميع أنواع السرطان الأخرى لم تظهر زيادة الإصابة إلا بعد 10 سنوات من الهجمات، إذ لوحظت الزيادة لأول مرة في عام 1956 وبعد فترة وجيزة من بدء تسجيل الأورام في كل من هيروشيما وناغازاكي لجمع البيانات حول مخاطر السرطان الزائدة الناجمة عن التعرض للإشعاع.
- إعاقات عقلية للأطفال
فيما يتعلق بالأفراد الذين تعرضوا للإشعاع قبل الولادة وأثناء الحمل بهم (في الرحم)، فقد أظهرت الدراسات، مثل الدراسة التي أجراها ناكاشيما في عام 1994، أن الإشعاع أدى إلى زيادة حجم الرأس الصغير والإعاقة العقلية، فضلاً عن ضعف النمو البدني.
عودة هيروشيما للحياة
لعل أكثر ما يبعث على الاطمئنان هو منظر المدينة نفسها الآن، إذ كانت من بين مخاوف البعض التي لا أساس لها من الصحة أن هيروشيما وناغازاكي ما زالتا نشطتين إشعاعيا.
في الواقع هذا ليس صحيحًا، بعد الانفجار النووي ظهر نوعان من النشاط الإشعاعي المتبقي: الأول هو تداعيات المواد النووية ونواتج الانشطار، ومعظم هذا تناثر في الغلاف الجوي أو تطاير بفعل الرياح.
وعلى الرغم من أن البعض قد سقط على المدينة كمطر أسود، إلا أن مستوى النشاط الإشعاعي اليوم منخفض جدًا لدرجة أنه بالكاد يمكن تمييزه عن الكميات الموجودة في جميع أنحاء العالم نتيجة لاختبارات الغلاف الجوي في الخمسينيات والستينيات.
الشكل الثاني للإشعاع هو التنشيط النيوتروني، إذ يمكن أن تسبب النيوترونات المواد غير المشعة لتصبح مشعة عندما تلتقطها النوى الذرية، ومع ذلك منذ أن تم تفجير القنابل حتى الآن فوق الأرض كان هناك القليل من التلوث، أي أن كل النشاط الإشعاعي المستحث تلاشى تقريبًا في غضون أيام قليلة من الانفجارات.
وبشكل عام، اعتقد كثيرون بعد قصف هيروشيما وناغازاكي أن أي مدينة مستهدفة بسلاح نووي ستصبح أرضًا قاحلة نووية، وفي حين أن التداعيات المباشرة للقصف الذري كانت مروعة وكابوسية لم يسمح السكان لمدنهم بأن تصبح نوعًا من الأرض القاحلة.
واليوم، تعد حيوية مدينتي هيروشيما وناغازاكي بمثابة تذكير ليس فقط بقدرة الإنسان على التجدد، ولكن أيضًا إلى المدى الذي يمكن أن يؤدي فيه الخوف والمعلومات الخاطئة إلى توقعات غير صحيحة.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMDcg جزيرة ام اند امز