ذكرى "هيروشيما".. انتحاب على المأساة وغضب من "الفيلم الأمريكي"
لا تُدخل العقود الطويلة كارثة قصف هيروشيما بالسلاح النووي في طي النسيان، وتبقيها الذكرى كل عام حية، في الضمير العالمي، والذاكرة الجمعية.
واليوم الأحد أحيت اليابان هذه الذكرى في نسختها الثامنة والسبعين، لتستعيد اليوم المشؤوم الذي قصفت فيه الولايات المتحدة المدينة بقنبلة نووية كانت أول هجوم بالسلاح الفتاك.
وبينما ينتحب اليابانيون على إعادة تمثّل المأساة يحقق فيلم "أوبنهايمر" الأمريكي الذي يروي قصة إنتاج القنبلة الذرية نجاحا كبيرا في الولايات المتحدة، لكنه يغضب نشطاء السلام، بسبب تجاهله إلى حد كبير لما ألحقه السلاح النووي من دمار بهيروشيما وناجازاكي، التي تعرضت هي الأخرى للقصف بعد 3 أيام فقط من ضرب أختها في أغسطس/ آب 1945.
وفي اليابان أيضا يدور الجدل حول فيلم "باربي" الذي تم بدء عرضه في ذات اليوم مع "أوبنهايمر".
جرس السلام
وضمن فعاليات إحياء الذكرى اليوم باليابان دوى صوت جرس السلام عند الساعة 08:15 صباحا بالتوقيت المحلي (23:15 بتوقيت غرينتش يوم السبت) وهو وقت إسقاط القنبلة. وشارك نحو 50 ألفا في مراسم إحياء الذكرى في منطقة مفتوحة من بينهم مسنون من الناجين من القنبلة ووقف الجميع دقيقة صمت حدادا على الضحايا.
وخاطبت هيروشيما العالم عبر رئيس بلديتها كازومي ماتسوي، الذي قال إنه "يتعين على الزعماء حول العالم مواجهة حقيقة أن التهديدات النووية التي يطلقها الآن صانعو سياسات بعينهم تكشف عن حماقة نظرية الردع النووي".
أما رئيس الوزراء فوميو كيشيدا فجدد التأكيد على أن الطريق إلى عالم خال من الأسلحة النووية يزداد صعوبة، لكنه أضاف أن هذا يجعل أهمية استعادة الزخم الدولي نحو هذا الهدف تزداد.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هو الآخر عن تأييده لذلك، قائلا إن زعماء العالم زاروا هذه المدينة وشاهدوا آثارها وتحدثوا مع ناجين شجعان وعادوا ولديهم جرأة أكبر على أخذ قضية نزع السلاح النووي على عاتقهم... يجب أن يفعل المزيد مثلهم، لأن طبول الحرب النووية تقرع من جديد"، وهو يشير إلى عقد قمة مجموعة الـ20 في المدينة اليابانية في وقت سابق.
"الصبي الصغير والرجل السمين"
وقتلت القنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما في السادس من أغسطس/ آب الآلاف في الحال ونحو 140 ألفا آخرين بحلول نهاية العام.
وفي صبيحة 6 أغسطس/آب 1945 في الساعة 08,15 بتوقيت غرينتش، ألقت قاذفة أمريكية من طراز "بي 52" أطلق عليها اسم "إينولا غاي" على هيروشيما القنبلة الذرية "ليتل بوي" "الصبي الصغير"، لتعود الولايات المتحدة وتلقي بعد 3 أيام على مدينة ناجازاكي قنبلة ذرية أخرى أطلق عليها "فات مان" "الرجل السمين"، وأدى هذا القصف إلى استسلام اليابان في 15 أغسطس/آب وانتهاء الحرب العالمية الثانية.
وبلغت قوة "ليتل بوي" ما يعادل 16 طنًّا من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، وقد أدى انفجارها إلى رفع الحرارة على سطح الأرض في هيروشيما إلى 4 آلاف درجة مئوية مما أسفر عن مقتل 140 ألف شخص، قسم منهم على الفور والقسم الآخر خلال الأسابيع اللاحقة متأثرين بالجروح والأمراض الناتجة من تعرضهم للإشعاعات.
aXA6IDMuMTQ1LjE4MC4xNTIg جزيرة ام اند امز