زيلينسكي في هيروشيما.. سجاد أحمر على الأرض و"إف-16" بالجو
في مطار هيروشيما، نزل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من طائرة فرنسية قبل أن يخطو على سجاد أحمر طواه سريعا ليلتقي مستقبليه.
زيلينسكي، الرئيس الذي تخوض بلاده منذ أكثر من عام حربا مع روسيا، يصل المدينة اليابانية لحضور قمة السبع بعد ضوء أخضر لتزويد أوكرانيا بمقاتلات إف-16.
ووصل زيلينسكي إلى هيروشيما السبت لحضور قمة مجموعة السبع، وذلك بعد حصوله على دعم أمريكي لتزويد كييف بطائرات مقاتلة متطورة تطالب بها بشدة وتدريب طيارين أوكرانيين.
تشاور واستقطاب
وتمثل هذه الرحلة فرصة للتشاور مع حلفاء مثل الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولجذب قوى رئيسية غير منحازة في القمة ومنها الهند والبرازيل.
وفي مطار هيروشيما، هبطت الطائرة الفرنسية التي كانت تقلّ زيلينسكي من السعودية حيث شارك في فعاليات القمة العربية بمدينة جدة، ومُدّ بساط أحمر، حسبما لاحظ مراسلو وكالة فرانس برس.
وفي تغريدة عبر تويتر، قال زيلينسكي: "اليابان. مجموعة السبع. اجتماعات مهمة مع شركاء وأصدقاء أوكرانيا. أمن وتعاون مكثف كي ننتصر. اليوم سيكون السلام أقرب".
وتأتي الزيارة التي لم تكن متوقعة بعد أن أُعلن في السابق عن مشاركته عبر اتصال فيديو، عقب توقفه في جدة حيث ألقى كلمة أمام قمة جامعة الدول العربية.
وفي بيان صدر خلال لقاء القادة في هيروشيما، عبّرت المجموعة عن سلسلة من المخاوف بشأن الأنشطة الاقتصادية والعسكرية للصين، لكنها عمدت أيضًا إلى إبقاء الباب مفتوحًا أمام التعاون وتجنب تأجيج التوترات بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومجموعة السبع واليابان.
إف-16
وقالت مجموعة السبع "نحن مستعدون لبناء علاقات بنّاءة ومستقرة مع الصين، ونحن مدركون لأهمية التعامل بصراحة مع الصين والتعبير عن مخاوفنا مباشرة".
ويأتي حضور زيلينسكي القمة في هيروشيما عقب انفراجة في مساعيه الحثيثة لإقناع واشنطن بحاجة أوكرانيا لطائرات إف-16.
وتصاعد الزخم لتزويد أوكرانيا بتلك الطائرات، لكن دعم واشنطن أساسي لأن موافقتها ضرورية قانونيا من أجل إعادة تصدير معدات أميركية اشتراها الحلفاء.
وكانت الولايات المتحدة قد أشارت في السابق إلى فترات تدريب الطيارين الطويلة والمكلفة، كأسباب لعدم إرسال طائرات، مع إصرار المسؤولين على وجود طرق أكثر فعالية من حيث التكلفة لتعزيز الدفاعات الجوية لكييف.
لكن من المرجح الآن على ما يبدو، أن تنضم طائرات إف-16 إلى قائمة الأنظمة المتطورة، بما فيها الدبابات الغربية والأسلحة بعيدة المدى، التي وافق حلفاء أوكرانيا على تزويدها بها بعد تردد في البداية.
وقال بايدن لقادة مجموعة السبع في اليابان إن واشنطن ستدعم الطلب الآن، في خطوة وصفها زيلينسكي بأنها "قرار تاريخي".
فيما أشار زيلينسكي إلى إنه سيلتقي بايدن في هيروشيما لمناقشة "التنفيذ العملي" للخطة، وقال البيت الأبيض إن بايدن "يتطلع" إلى المحادثات دون تحديد موعد لذلك.
وشدد مستشار الأمن القومي جيك ساليفان على أن القرار المتعلق بالطائرات لا يعكس تحولا في سياسة الولايات المتحدة، وقال في تصريحات إعلامية بهيروشيما: "لم يتغير شيء. نهجنا في توفير الأسلحة والعتاد والتدريب للأوكرانيين اتبع مقتضيات الصراع".
وأضاف "وصلنا إلى مرحلة حان فيها الوقت للنظر إلى الأمام والقول ما الذي ستحتاجه أوكرانيا ... لتكون قادرة على ردع العدوان الروسي والتصدي له؟".
وتابع قائلا إن "طائرات إف-16 مقاتلات من الجيل الرابع، هي جزء من هذا المزيج. والخطوة الأولى الواضحة هنا هي القيام بالتدريب ثم العمل مع الحلفاء والشركاء والأوكرانيين لتحديد كيفية تنفيذ نقاط التزويد الفعلية أثناء مضينا قدما".
موسكو تحذر
تعليقا على تداعيات الخطوة الأمريكية، نقلت وكالة تاس للأنباء عن ألكسندر جروشكو نائب وزير الخارجية الروسي، قوله إن دول الغرب ستواجه "مخاطر مهولة" إذا أمدت أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز إف-16.
وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن أوكرانيا لم تحصل بعد على تعهدات بعمليات تسليم للطائرات، لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال لزعماء مجموعة السبع أمس الجمعة إن واشنطن تدعم برامج التدريب المشتركة للطيارين الأوكرانيين على طائرات إف-16.
ونقلت تاس عن جروشكو تأكيده: "نرى أن دول الغرب لا تزال ملتزمة إزاء سيناريو التصعيد. إنه ينطوي على مخاطر مهولة عليها".
وأضاف "على أي حال، سيؤخذ ذلك في الاعتبار بجميع خططنا، ولدينا كل الوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف التي حددناها".
aXA6IDE4LjE4OC4xMDEuMjUxIA== جزيرة ام اند امز