ذكرى النظام الرئاسي الأولى.. وعود أردوغان الكاذبة أبرز ما جناه الأتراك
الوعود تعلقت بالاقتصاد، وأخرى بمحاربة الفساد، واستثمارات البنى التحتية، وكذلك بالشباب.
أتم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عامه الأول في شهر يونيو/حزيران الجاري، كرئيس للبلاد بعد تحويل نظام الحكم في الجمهورية التركية من برلماني إلى رئاسي عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت يوم 24 يونيو 2018، في خطوة اعتبرها كثيرون انقلابا على القواعد التي رسمها مؤسس الجمهورية، مصطفى كمال أتاتورك حينما أسس جمهوريته عام 1923.
وبهذه المناسبة سلطت العديد من وسائل الإعلام التركية، الضوء على ما تحقق وما لم يتحقق من الوعود التي قطعها أردوغان على نفسه، وأكد للناخبين الأتراك آنذاك أنه قادر على تحقيقها في ظل نظام رئاسي قوي، وهو بصدد مداعبة أحلامهم حينئذ؛ لاختياره رئيسا بصلاحيات وسلطات مطلقة ما دفع البعض لوصف هذا النظام بـ"نظام الرجل الواحد" الذي يمسك في يديه بمقاليد كل شيء.
وتعلق جزء من هذه الوعود بالاقتصاد، وأخرى بمحاربة الفساد، واستثمارات البنى التحتية، وكذلك بالشباب، حسبما ذكرت الأربعاء، النسخة التركية، للموقع الإلكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ومن الوعود التي قطعها أردوغان على نفسه آنذاك، بحسب المصدر، خفض الفائدة، ومعدلات التضخم، وعجز الحساب الجاري، إذ قال إنه قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة: "عهد علي أن يتم خفض سعر الفائدة، ومعدلات التضخم وعجز الحساب الجاري".
كما تضمن بيان حزب العدالة والتنمية الانتخابي الذي نشره قبل انتخابات 24 يونيو 2018، "مبدأنا الأساسي في الاقتصاد هو الحفاظ على معدلات تضخم منخفضة بشكل دائم، ومكونة من رقم واحد، وبهذا المبدأ، سيستمر عزمنا في تحقيق استقرار بالأسعار والحفاظ عليها".
"بي بي سي" ذكرت أن "ما حدث كان مغايرا تماما لذلك الوعد، إذ ارتفع سعر الفائدة، ومعدلات التضخم، في الوقت الذي انخفض فيه عجز الحساب الجاري.
وبيّنت أنه في 6 مايو/أيار 2018، عندما أعلن أردوغان بيانه الانتخابي، كان معدل فائدة البنك المركزي 8 %، لكن الفائدة وصلت إلى 16.5% في الأول من يونيو من ذات العام، ثم 17.75% في 8 من الشهر ذاته، و24% في 14 سبتمبر/أيلول.
وتابع المصدر مؤكدا أن "أسعار الفائدة هذه تعتبر هي الأعلى في تاريخ البنك المركزي التركي منذ عام 2004".
كما أن معدلات التضخم شهدت هي الأخرى ارتفاعا قياسيا، إذ كانت تسجل في مايو/أيار 2018 12.15% على أساس سنوي، لترتفع في أكتوبر/تشرين الأول من ذات العام لتصل إلى 25.24%، ليصبح هذا الرقم القياسي هو الأعلى على مدار 15 عاما كأسعار الفائدة.
ومنذ ذلك التاريخ تراجعت معدلات التضخم قليلا لتسجل في مايو الماضي 18.71%.
ومن الوعود الأخرى التي قطعها أردوغان على نفسه خفض قيمة الدولار بعد انتخابه بفترة قصيرة، إذ قال في 11 يونيو 2018، "أنا على يقين من أن سعر الدولار سينخفض لا محالة".
المصدر ذكر أن سعر الدولار حينما أطلق أردوغان وعده كان 4.87 ليرة في يونيو 2018، ووصل إلى 7.23 ليرة في سبتمبر من العام نفسه، ليكسر كل التوقعات، وظل في حالة تذبذب حتى وصل إلى 5.83 ليرة، في 18 يونيو الجاري.
ووفق ذات المصدر فإن حزب العدالة والتنمية، الحاكم، تعهد قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 يونيو 2018، برفع معدل التوظيف إلى 53%، حتى عام 2023، ورفع نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة لتصل إلى 41%.
لكن خلال العام الأخير، أظهرت تقارير معهد الإحصاء التركي (حكومي) أن نسبة التوظيف التي كانت 47.1% خلال مارس/آذار 2018، انخفضت إلى 45.4% في الفترة نفسها من العام الجاري، بحسب "بي بي سي".
كما لم تتحقق أيضا الوعود الخاصة بتخفيض أعداد العاطلين من الشباب، وفق "بي بي سي" التي أشارت إلى أن معدلات البطالة في صفوف الشباب كانت 17.7% خلال مارس 2018، وارتفعت خلال عام لتسجل رقما قياسيا قدر بـ25.2%.