منتهكا القوانين الدولية.. أردوغان يبني جدارا لفصل عفرين عن سوريا
قوات أردوغان أتمت بناء 564 كم من الجدار على طول الحدود مع سوريا على أن يصل طوله إلى 711 كم بعد الانتهاء من القسم المتبقي قرب عفرين
في انتهاك جديد للقوانين الدولية، بدأت قوات الجيش التركي بناء جدار أسمنتي في محيط مدينة عفرين بريف حلب شمالي سوريا لعزلها عن محيطها الجغرافي الطبيعي كجزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، وتقطيع أوصال المنطقة عن بعضها.
- عام على "الاحتلال التركي" لعفرين.. انتهاكات إنسانية وطمس للهوية
- أردوغان يعترف: قتلنا 4 آلاف شخص بعفرين ومستعدون لفعل المزيد
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، عن مصادر أهلية وتقارير إعلامية، أن "قوات الاحتلال التركية نفذت خلال الأسابيع القليلة الماضية عمليات هدم وجرف واسعة النطاق لمنازل وأملاك المدنيين في قرية جلبل؛ استكمالا لأعمال بناء جدار أسمنتي عازل بدءا من قرى مريمين شمالا إلى كيمار جنوباً فبلدة جلبل في الجنوب الغربي لسلخ مدينة عفرين عن مناطق شمال حلب".
وتحدثت المصادر عن خطة عاجلة لبناء نحو 70 كم من الجدار في المنطقة داخل الأراضي السورية مع أبراج المراقبة التي تكون على اتصال مباشر مع نقاط عسكرية لقوات الاحتلال التركية في إدلب القريبة من عفرين.
وفي 18 مارس/آذار 2018، احتلت القوات التركية والفصائل المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين إثر عملية عسكرية أطلق عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اسم "غصن الزيتون" ونفذتها في يناير/كانون الثاني 2018، وأدت إلى نزوح عشرات آلاف من الأشخاص، وقتل أكثر من 4 آلاف من الأهالي.
وبحسب المصادر، فإن قوات النظام التركي أتمت بناء 564 كم من الجدار المقرر على طول الحدود مع سوريا على أن يصل طول هذا الجدار إلى 711 كم بعد الانتهاء من القسم المتبقي قرب عفرين التي قامت قوات الاحتلال بطرد أهلها منها وإحلال تنظيمات إرهابية مكانها وعملت على قطع أشجار الزيتون فيها وهدم العديد من المنازل والاستيلاء على ما تبقى منها.
وأكدت المصادر أن الجدار الذي يبنيه جيش أردوغان في عفرين يأتي استكمالا للأعمال العدوانية التي ارتكبتها من أسمتهم "القوات التركية ومرتزقتها من التنظيمات الإرهابية" قبل عام بعد أن اجتاحت المدينة السورية.
وأشارت وكالة الأنباء السورية، نقلا عن مصادرها، إلى أن ما يقوم به النظام التركي في عفرين يحاكي في مضمونه وأهدافه وطريقة بنائه جدار الفصل العنصري الذي بناه كيان الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة لتقطيع أوصال الشعب الواحد وترسيخ قيم الاحتلال البغيض وإطالة أمده.
وتقع مدينة عفرين على ضفتي نهر عفرين، وتشكل أقصى الزاوية الشمالية الغربية من الحدود السورية التركية، يحدها من الغرب سهل العمق في لواء إسكندرونة والنهر الأسود الذي يرسم في تلك المنطقة خط الحدود.
أما من الشمال، فيحدها خط سكة القطار المار من ميدان إكبس حتى كلس، وهي سكة بنتها تركيا قبيل الحرب العالمية الأولى، ومن الشرق سهل أعزاز، ومن الجنوب منطقة جبل سمعان.
وعفرين منطقة جبلية تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا، وهي منفصلة جغرافيا عن المناطق الأخرى الخاضعة للأكراد على طول الحدود مع تركيا.
وأكسب هذا أهمية استراتيجية للمنطقة؛ كون السيطرة عليها ستحقق لأنقرة تواصلا جغرافيا بين جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غربي الفرات والبحر المتوسط.
كما أن هذا التواصل من شأنه أن يقضي على أي مشروع للتواصل الجغرافي بين المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد، وهذا ما يفسر أهمية عفرين بالنسبة لأنقرة، باعتبار أن المنطقة فاصلة بين مناطق سيطرة فصائل "درع الفرات" المدعومة من تركيا في جرابلس والباب وأعزاز إلى الشرق من عفرين، ومحافظة إدلب في الغرب.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4yNyA= جزيرة ام اند امز