ماذا فعل لك هؤلاء الأطفال؟ صحيفة فرنسية تسأل أردوغان
تحت عنوان "أردوغان.. ماذا فعل لك هؤلاء الأطفال؟"، قالت "لوموند" الفرنسية إن أكراد سوريا في كرب تحت وابل القصف التركي، ويجب إنقاذهم.
وصفت صحيفة فرنسية مشاهد الذعر والهلع التي يتعرض لها المدنيون خاصة النساء والأطفال في المناطق السورية التي يستهدفها الجيش التركي خلال عمليات القصف لمناطق بالشمال السوري في العملية العسكرية التي أسماها الرئيس التركي رجب أردوغان بـ"نبع السلام".
وروى مراسل صحيفة "لوموند" الفرنسية آلا كافال، تلك المعاناة خلال مرافقته طفلة كردية بترت ساقها جراء قذيفة كانت قد أودت بحياة شقيقها وهو في طريقه إلى المستشفى.
وتحت عنوان "أردوغان.. ماذا فعل لك هؤلاء الأطفال؟"، قالت الصحيفة الفرنسية إن أكراد سوريا في كرب تحت وابل القصف التركي، ويجب إنقاذهم.
- غضب فرنسي ضد أردوغان يواكب موقفا رسميا منددا بالعدوان على سوريا
- فرنسا تعلن رسميا تجميد جميع صادرات الأسلحة إلى تركيا
وصور مراسل "لوموند" بكلماته مشاهد الموت التي يعيشها الأكراد جراء العدوان التركي قائلاً: "بعد غياب شمس يوم أحد أيام الخريف، بشرق سوريا، في ضواحي قامشلي، أكبر مدينة كردية في البلاد، شهدت تلك المدينة ليلة دامية وتعرضت غدراً، إلى وابل من القذائف التركية غير المرئية".
وشنت القوات التركية، الخميس الماضي، غاراتها المتقطعة على المدينة الكبيرة في الشمال الشرقي لسوريا، مما تسبب في حالة كبيرة من الذعر والهلع، بالإضافة لمقتل عشرات المدنيين.
"مساء الخميس، في حي عنترية، سمع أهالي المدينة أصداء الحرب الأولى التي استمرت حوالي 15 ساعة، أولاً، صوت هائل قادم من الشمال، من الجانب التركي، ثم لحقه بأصوات إطلاق نار من الذخيرة"، بحسب وصف مراسل الصحيفة.
وقالت "لوموند": وجد المراسل طفلة ملقاة على الطريق بترت ساقها جراء الضربات التركية، فهرع لإسعافها ورافقها للمستشفى، وخلال طريقه وجد المارة، يتخذون الستائر المعدنية مظلة تقيهم وابل القذائف المتتالية واحدة تلو الأخرى على منازلهم.
من جانبه، قال شاب لا يتعدى عمره العشرين عاماً: نتخذ من الألواح المعدنية ساتراً من القذائف، يحاصرنا الموت من كل جانبه، ولكن لا زلنا على قيد الحياة، ووجه سؤال إلى أردوغان: "ماذا فعل لك هؤلاء الأطفال والأمهات الثكلى؟" .
وفي صباح اليوم التالي (الجمعة)، استأنف الجيش التركي نيران المدفعية المتفرقة على المدينة، والهجوم البري الذي شنه في اليوم السابق في عدة نقاط من الحدود التركية على الأراضي الشاسعة التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية"، حول تل أبيض ورأس العين، واحتلت القوات التركية المتحالفة مع عناصر داخل سوريا إحدى عشرة قرية.
وقال كافال: "في قامشلي، إذا استطعت الصعود على سطح مبنى، فقد ترى الأراضي التركية، لكن على مستوى الشارع، فإن العدو التركي غير مرئي بالنسبة للمارة".
وتابعت لوموند: "عند مفترق طريقين مع منازل منخفضة، تجد مجموعة من حوالي عشرة شابات يحرسن زوايا الشارعين، ماكثين على مقاعد بلاستيكية يحملن مسدسات بجيوبهن".
وقالت إحدى المقاتلات تدعى كنعاء: "قاتلنا داعش.. لن نخاف من الأتراك".
بينما قالت أخرى، وهي تستعرض كاحلها المشوه من الضربات التي أصيبت بها عام 2017 في الرقة، خلال القتال في صفوف قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش، في إطار قوات التحالف الدولي:"لقد خذلنا الأمريكيون... قاتلنا ومتنا من أجلهم".
من جانبها، قالت محطة "فرانس إنفو" التلفزيونية الفرنسية، إن السيناريو الإنساني الأسوأ الذي حذر منه المجتمع الدولي قد تحقق بالفعل خلال بضعة أيام من الهجوم، مشيرة إلى مقتل عشرات النساء والأطفال خلال العمليات العسكرية، فضلاً عن فرار نحو 785 امرأة وطفل من أعضاء تنظيم داعش الإرهابي من الأجانب، من مخيم "عين عيسى".
ووفقاً للإحصاءات الرسمية، احتجزت القوات الكردية أكثر من 12 ألف عنصر من تنظيم داعش الإرهابي، بينهم ما بين 2500 إلى 3 آلاف مقاتل أجنبي.
aXA6IDMuMTQ0LjEwNi4yMDcg جزيرة ام اند امز