غضب فرنسي ضد أردوغان يواكب موقفا رسميا منددا بالعدوان على سوريا
قرار فرنسا تعليق بيع الأسلحة لتركيا وصف بـ"الشجاع" وعد خطوة أولى لفرض مزيد من العقوبات وسط مطالبات بتدخل عسكري مباشر
تواكب الغضب الشعبي في فرنسا ضد العدوان التركي على شمال سوريا مع موقف رسمي مندد بالعدوان التركي الذي أطلقه الرئيس رجب طيب أردوغان الأربعاء الماضي لاستهداف الأكراد.
ورحب سياسيون ووسائل إعلام فرنسية، بقرار باريس وقف بيع الأسلحة لتركيا على خلفية عدوانها على سوريا بعد خطوة مماثلة من ألمانيا وهولندا.
- فرنسا تعلن رسميا تجميد جميع صادرات الأسلحة إلى تركيا
- الآلاف يتظاهرون بفرنسا ومدن أوروبية ضد عدوان تركيا على سوريا
ووصف القرار الفرنسي على نطاق واسع بـ"الشجاع" كما عد خطوة أولى لفرض مزيد من العقوبات على تركيا، وسط مطالبات بتدخل مباشر لمنع مأساة في شمال سوريا.
وكانت فرنسا قد أعلنت السبت، في بيان مشترك لوزارتي الخارجية والدفاع أنها عقلت كل مبيعات الأسلحة إلى تركيا، موضحة أنه "توقعاً لإنهاء هذا الهجوم قررت فرنسا تعليق كل الخطط لتصدير أسلحة يمكن استخدامها في هذا الهجوم إلى تركيا، على أن يكون القرار بأثر فوري".
واعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الخطوة بمثابة إجراء أولي في فرض حزمة عقوبات محتملة على تركيا، موضحة أن فرنسا مسؤولة في الجهود الأمنية الرامية لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
بدوره، وصف الكاتب الفرنسي جيوم درابيه، في تغريدة أخرى، القرار بالرائع، مرفقاً تعليقه خبر وقف تصدير الأسلحة الفرنسية المستخدمة في الحرب إلى تركيا.
فيما علقت النائبة البرلمانية عن حزب "فرنسا المتمردة" في باريس، دانيل أوبونو على القرار في تغريدة قائلة: "دعونا لا نتخلى عن أكراد سوريا، ويجب على فرنسا أن تتخذ مواقف أكثر حزماً، في مواجهة الهجوم العسكري التركي حتى يعم السلام في يوم من الأيام، مرة أخرى في هذه المنطقة".
من جهته، قال زعيم حزب "فرنسا المتمردة" (يسار متطرف) جون لوك ميلانشون، خلال مظاهرات حاشدة في ساحة الجمهورية بباريس لدعم الأكراد إنها خطوة غير كافية (في إشارة لقرار تعليق تصدير الأسلحة)، نريد من الجنود الفرنسيين المتمركزين في منطقة الحدود التركية الرد على هجوم الجيش التركي لأردوغان، داعياً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التدخل لوقف الهجوم التركي في سوريا".
وأضاف ميلانشون أن "واجب الفرنسيين الرد على العدوان التركي وإنهاء الفاشية والظلامية".
إلى ذلك، أشارت إذاعة "يورب1" الفرنسية إلى أن القرار الفرنسي يجدد تأكيده على دعم باريس لقضية الأكراد، ضد العدوان التركي الأحادي في الشمال السوري".
وبينما تتخذ باريس خطوات تصعيدية دبلوماسية، خرج آلاف الفرنسيين في أنحاء البلاد للتنديد بالعدوان التركي على مواقع الأكراد في شمال سوريا.
وانطلقت المظاهرات في عدة مدن فرنسية، وتجمع آلاف الأشخاص بدعوة من المجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا بالعاصمة باريس في ساحة الجمهورية، ثم بدأوا بالتوجه نحو ساحة شاتليه في قلب باريس، وعدة مدن أخرى بمشاركة شخصيات سياسية فرنسية بارزة. وقدر المنظمون عدد المتظاهرين "بأكثر من 20 ألف شخص".
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "خلف واجهة البغدادي، أردوغان القائد الفعلي لداعش"، أو "تركيا تجتاح روج آفا، وأوروبا تتأمل" في إشارة إلى مناطق الإدارة الذاتية الكردية في شمالي شرق سوريا.
وتحت عنوان "العدوان التركي على سوريا.. معركة دامية على الأرض وآلاف المتظاهرين في فرنسا ينددون بالعدوان"، قالت "لوموند" في تقرير آخر، إنه "على الرغم من الغضب الدولي الناجم عن الهجوم التركي على سوريا ضد الأكراد، تقول أنقرة إنها مصممة على مواصلة القتال".
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى المظاهرات الحاشدة التي جابت أنحاء البلاد، أمس السبت، لدعم الأكراد ودعوة باريس إلى اتخاذ مواقف حازمة ضد أنقرة بعد ثلاثة أيام من العدوان.
وفي مرسيليا، قام المتظاهرون، الذين قدر عددهم بنحو 6 آلاف متظاهر بتلويح الأعلام الكردية بالمئات ونشروا العلم الأصفر والأحمر والأخضر، خلال المظاهرات، بمشاركة شخصيات سياسية فرنسية، وتوجهوا إلى الميناء القديم، مرددين هتافات "أردوغان الديكتاتور".
ووفقاً للصحيفة فإن مظاهرات مشابهة اندلعت في توقيت متزامن في ستراسبورج، وليون، وبوردو، وليل.