لوموند: استقالة وزير الداخلية التركي "مسرحية هزلية"
الصحيفة الفرنسية تؤكد أن استقالة صويلو جاءت للتغطية على الفشل في احتواء فيروس كورونا في تركيا
قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، الإثنين، إن تدابير الحجر الفوضوية في تركيا أدت إلى تورط نظام الرئيس رجب طيب أردوغان.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن استقالة وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، مسرحية هزلية للتغطية على الفشل في احتواء فيروس كورونا.
وتحت عنوان: "في تركيا، الحجر الفوضوي يورط النظام السياسي"، قالت "لوموند" إن ارتفاع الحمى في أنحاء تركيا جعل المشهد يبدو درامياً بسبب تفشي فيروس كورونا، مشيرة إلى أن أردوغان رفض استقالة وزير الداخلية سليمان صويلو بعد بدء ما وصفته بـ"الحجر الفوضوي".
أوضحت الصحيفة الفرنسية أن "صويلو" ألقى خطابا أمام الملايين حول استعداد بلاده للدخول في حظر تجوال، وبعد ساعتين من الخطاب تم الإعلان عن حظر التجول خلال العطلة الأسبوعية في أكبر ثلاثين مدينة في البلاد.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن هذا الإعلان المفاجئ، في اللحظة الأخيرة، تسبب في اندفاع آلاف الأتراك المذعورين إلى المتاجر لشراء أغراضهم خلال فترة الحجر في تحد لقواعد الابتعاد الاجتماعي.
وأشارت "لوموند" إلى أن صويلو أعلن مساء الأحد مسؤوليته الكاملة عن هذا الإجراء وتلك الفوضى، مقدماً استقالته، ما تسبب في زلزال سياسي في تركيا".
وادعى صويلو في بيان أن تدابير الاحتواء المفاجئة التي أعلنها "تم اتخاذها بحسن نية، ويهدف إلى إبطاء انتشار الوباء قدر الإمكان"، مضيفاً أن "المشاهد التي حدثت لم تنصف الحكومة التي تهدف إلى السيطرة على الوباء".
وبعد الإعلان عن الاستقالة، هاجم أحد المحررين الأتراك الأكثر تأثيراً في افتتاحية أردوغان وصويلو بشدة، قائلاً: "كان أقل ما يمكننا فعله هو انتظار الوباء بدلاً من أن نذهب إليه بتلك التدابير المفاجئة، بسحب الصحيفة.
ونقلت لوموند عن الكاتب التركي إبراهيم قراغول أن "هذا القرار في مثل هذا الوقت يغرق الرئيس في الإحراج ويعقد إدارة الأزمة".
انشقاقات بمحيط أردوغان
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنه "بعد ساعات قليلة من استقالة صويلو، أعلنت الرئاسة التركية رفض الطلب من قبل أردوغان"، مضيفة أنه "لم يتم قبول استقالة وزير الداخلية وسيواصل أداء مهمته".
وألقت استقالة وزير الداخلية المجهضة الضوء على الصراعات الداخلية في حاشية أردوغان، إذ يعتقد العديد من المراقبين أن هناك تنافسا قويا بين صويلو ووزير المالية التركي وصهر أردوغان بيرات البيرق، وفقاً للصحيفة الفرنسية.
وتولى صويلو (50 عاما)، منصب وزير الداخلية في أغسطس/آب 2016، بعد شهر من محاولة انقلاب دموي للإطاحة بأردوغان. واشتهر هذا الرجل بقبضته وخطابه الوحشي الذي قاد عمليات التطهير الواسعة ضد معارضي أردوغان. وقد تم اعتقال عشرات الآلاف من الأتراك منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، بحسب الصحيفة.
وقالت لوموند: "لقد انتقد العديد من المعارضين ورواد التواصل الاجتماعي الحكومة التركية على الطريقة التي تم بها تطبيق تدابير الحجر المنزلي لاحتواء فيروس كورونا، واتهموا السلطات بتعريض حياة الآلاف للخطر". كما أفاد عمدة إسطنبول المعارض، إكرام إمام أوغلو، أنه لم يتم إخطاره بتلك التدابير.
وقال صويلو بعد الفوضى، مساء الجمعة، إن الاحتواء تم وفقاً لـ"تعليمات الرئيس التركي".
وتسارع تفشي وباء "كوفيد -19" في تركيا في الأيام الأخيرة، وسجلت 4093 إصابة جديدة، ليصل إجمالي عدد المصابين بالفيروس في البلاد إلى نحو 61 ألفا، فضلاً عن وفاة أكثر من 12 ألف شخص.