داود أوغلو: أردوغان يستغل الدين لإخفاء فشله السياسي
تصريحات داود أوغلو جاءت تعليقا على ما قاله أردوغان مؤخرا بشأن تدهور قيمة العملة المحلية الليرة، أمام العملات الأجنبية الأخرى
أعرب أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" التركي المعارض رئيس الوزراء الأسبق، عن استنكاره لإصرار الرئيس رجب طيب أردوغان على استخدام الدين في السياسية لتحقيق مكاسب سياسية.
استنكار وسخرية القيادي السابق بحزب العدالة والتنمية، قبل انشقاقه عنه قبل أشهر جاءت في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر لحزبه بمدينة قيصري، شمالي البلاد، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "آرتي غرتشك" التركية المعارضة، الإثنين، وتابعتها "العين الإخبارية".
تصريحات داود أوغلو جاءت تعليقا على ما قاله أردوغان مؤخرًا بشأن تدهور قيمة العملة المحلية الليرة، أمام العملات الأجنبية الأخرى، ولا سيما الدولار، إذ قال معلقا على الأمر "إن كان معهم الدولارات فنحن معنا الله".
وفي سياق تعليقه على الأمر قال داود أوغلو، لأنصاره في المؤتمر الحزبي: "كما تعلمون، فإن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، قال في الفترة التي ارتفع فيها سعر صرف الدولار بسبب السياسات الخاطئة، إن كان معهم الدولارات، فنحن معنا الله!، وهنا دعوني أقول له إن الحماسة الزائدة في أي مجال خطيرة، ولكنها أشد خطورة في المجال الديني".
وتابع قائلًا "الآن ارتفع الدولار مرة أخرى، فهل هذا يعني –حاشا لله– أن الدولار انتصر على الله؟!".
وطالب داود أوغلو، أردوغان، بـ"التوقف عن استغلال المفاهيم الدينية والرموز المقدسة وتحقيرها للتغطية على أخطائه في المجال السياسي".
وأضاف قائلًا: "من هنا أطالب الجميع، على رأسهم رئيس الجمهورية، بأن يتوقفوا عن استغلال مفاهمينا ورموزنا المقدسة بهذا الشكل المنحط؛ لخدمة المجال السياسي"، متابعًا "فبحسب العديد من الدراسات الحديثة، كان السبب الرئيس لانخفاض احترام الشباب للقيم الدينية هو استغلالكم لمفاهيمنا وقيمنا الدينية بلامبالاة".
واستطرد داود أوغلو قائلا "القيم الدينية لا تتخلل القلوب بالأقوال بل بالأفعال؛ لذا فلن يكون هناك معنى للكلمات والدعاية في بيئة تُطبع فيها الغطرسة والأبهة والفخر والمحسوبية والفساد".
وتخلفت الليرة التركية عن معظم العملات الأخرى هذا العام بسبب مخاوف من استنزاف احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي التركي وتدخلات مكلفة للدولة في سوق الصرف وأسعار فائدة حقيقية سلبية بشكل حاد.
وتضررت الليرة أيضا على مدار الشهر المنصرم من النزاع بين تركيا واليونان حول موارد طبيعية في شرق البحر المتوسط.
وتواصل العملة التركية حالة الانهيار التي تعيشها منذ سنوات في ظل إصرار البنك المركزي التركي على معاندة المستثمرين وتثبيت سعر الفائدة للشهر الثالث على التوالي، مخالفا بذلك توقعات المراقبين والمحللين والخبراء.