نظام أردوغان يواصل القمع.. ويحظر مظاهرة "أمهات السبت"
صحيفة "نيويورك تايمز" اعتبرت أن حظر نظام أردوغان المظاهرة دليل جديد على استمرار حملة القمع منذ الانقلاب الفاشل 2016.
"أنا لم أقتل أحدا.. فلماذا تفعل هذا بي؟ إن الألم يعتصرني، إني أتألم، ألا تملك ذرة من ضمير؟". هكذا وجهت إيمين أوشاك، والدة أحد المختفين قسريا على يد السلطات في تركيا, كلماتها إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، بعد قمع الشرطة التجمع الرمزي أمهات المختفين قسريا والأمهات الثكالى، اللواتي أعدمت الأجهزة الأمنية أبناءهن خارج نطاق القضاء.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلت كلمات أوشاك وغيرها من أمهات النشطاء المختفين، في سياق تقرير مطول لها، أبرزت فيه إقدام الأمن التركي على قمع ما يُعرف بمظاهرات "أمهات السبت"، وهي مظاهرة باتت مألوفة في مدينة إسطنبول منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث دأب أقارب وأمهات نشطاء أكراد اختفوا قسريا أو أعدموا بإجراءات موجزة على يد السلطات التركية على التجمع للمطالبة بالكشف عن مصيرهم.
وذكرت الصحيفة أن "الرد العدواني على مظاهرة سلمية، ومستمرة منذ وقت طويل، تشارك فيها أمهات ثكالى يعتبر في رأي منتقدي الحكومة دليلا على استمرار التوجه السلطوي في تركيا في عهد الرئيس أردوغان، الذي تعهد سابقا بمساعدة هؤلاء الأسر على العثور على ذويهم".
وأوضحت أن الحكومة كانت تسمح بتنظيم هذه المظاهرة سابقا، حتى في ظل قوانين الطوارئ، لكنها حظرتها خلال الأسابيع الخمسة الماضية، بمنعها النساء من الوصول إلى مكان التظاهرة دون سبب واضح، متسائلة: "لماذا الآن؟".
ونقلت الصحيفة عن حكومة أردوغان زعمها، أمس السبت، أن من وصفتهم بـ"الإرهابيين" يستغلون مظاهرة "أمهات السبت"، في إشارة واضحة إلى أعضاء حزب العمال الكردستاني.
وأشارت إلى أن "تصنيف الإرهاب بات اتهاما مطلقا من جانب حكومة أردوغان، ويستعمل لحبس نشطاء المجتمع المدني في الشهور الأخيرة".
وأكدت الصحيفة أن منتقدي الحكومة يرون في هذه الخطوة "إشارة مبكرة على نية أردوغان استعمال الصلاحيات الجديدة الكاسحة التي استحوذ عليها في أعقاب إعادة انتخابه في يونيو/حزيران الماضي، إذ أن بإمكانه في ظل النظام الجديد أن يصدر الكثير من الأوامر بمراسيم رئاسية دون الحاجة لموافقة الجهة التشريعية".
ونقلت عن مراسلتها في إسطنبول كارلوتا كال، قولها إنه بعد قيادة أردوغان حملة قمع على مدى عامين ضد أعدائه السياسيين في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، تتزايد الاتهامات ضده بالديكتاتورية من خلال حبس المعارضين، وفصل القضاة والأكاديميين والسيطرة على وسائل الإعلام.
وأشارت كال إلى أنه لهذا السبب فإن كثيرين لم يتفاءلوا برفع أردوغان حالة الطوارئ، أو أن تخف وطأة حملة القمع التي أطلقتها السلطات، الأمر الذي دلل عليه التحرك الأخير ضد أمهات السبت".