"نخبة أردوغان".. قيادات حزبية مترفة غارقة في الفساد والمحسوبية
![الرئيس التركي رجب طيب أردوغان](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2019/11/27/116-154059-erdogan-elite-corruption-luxury-nepotism_700x400.png)
صحيفة "أرغاوير تسايتونغ" السويسرية قالت إن حزب أردوغان كوّن خلال السنوات الماضية نخبة محافظة فاسدة حلت محل النخبة العلمانية التقليدية.
خلق حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نخبة محافظة جديدة، تسيء استغلال السلطة بلا خجل، وتغرق في المحسوبية والفساد والرفاهية في وقت تعاني فيه البلاد أزمة اقتصادية طاحنة.
- باباجان: أردوغان انحرف عن القيم ودخل بتركيا في نفق مظلم
- زعيم المعارضة التركية لأردوغان: "آن الأوان للرحيل"
جاء ذلك في تقرير أعدته سوزانا غوستن مراسلة صحيفة "أرغاوير تسايتونغ" السويسرية الناطقة بالألمانية في إسطنبول، مشيرة إلى أن حزب أردوغان دأب على إساءة استغلال السلطة منذ وصوله للحكم قبل ١٧ عاما.
وتابعت: "خلال هذه السنوات، كوّن حزب أردوغان نخبة محافظة جديدة حلت محل النخبة العلمانية التقليدية، وغرقت في مظاهر الرفاهية والمحسوبية وعدم الالتزام بالقانون".
وقالت الصحيفة: "على سبيل المثال، لا يحتاج المسؤول التابع للعدالة والتنمية سوى وضع شعار الحزب على سيارته، حتى يحظى بمعاملة خاصة تمكّنه من كسر قوانين المرور".
وأضافت: "يوميا، تظهر نخبة أردوغان انفصالها عن الشعب التركي، وتتمسك بحياة الترف، في وقت يعاني فيه الأتراك في ظل أجور متدنية ونسبة بطالة مرتفعة وأزمة اقتصادية صعبة".
وأشارت في تقريرها إلى أن "النخبة التركية الجديدة لا تفعل شيئا للتغطية على الفساد والرفاهية".
وأوضحت: "أحدث مثال على ذلك كان احتفال أحمد أمين سويمليز، رجل الأعمال ووزير الدولة السابق في وزارة الصحة، بمولوده الجديد في قاعة فخمة للغاية بحضور ١٥٠ ضيفا، وإهداءه الرضيع خاتما باهظ الثمن، في وقت كانت فيه عائلات تركية تنتحر عبر تناول مواد كيميائية سامة بدافع اليأس وضيق الحال".
ولفتت إلى أن الانتقادات للنخبة الجديدة جاءت أيضا من الإسلاميين، حيث كتب عمر توران، وهو ناشط محسوب على السلطة، على تويتر "في وقت سابق انتقدنا النخب الغربية، والآن بعد أن أتيحت لنا الفرصة، نفعل ما كانوا يفعلونه، وأسوأ".
وبحسب الصحيفة، فإن سويمليز جزء من نخبة جديدة حلت محل النخبة العلمانية القديمة، حيث بات القرب من الحزب الحاكم هو أساس تولي المناصب والترقي المجتمعي.
ونقلت المراسلة عن الخبير السياسي التركي، بكير أغديرير قوله: "المحسوبية هي أسوأ أخطاء العدالة والتنمية"، موضحا "في السابق، كان من الممكن أن يلتحق طفل فقير من الريف بأكبر جامعات البلاد، ويجد أفضل الوظائف بفضل الكفاءة"، لكن الآن يجب أن تحظى بموافقة ودعم العدالة والتنمية حتى تصبح مديرا لبنك على سبيل المثال".
وفي قونيا وسط الأناضول، منح مدير جامعة المدينة وبرلمانيون سابقون عن العدالة والتنمية، أحد رجال الأعمال منصبا رفيعا في الجامعة، في وقت أصبح فيه نجل مدير الجامعة مسؤولا كبيرا في شركة مملوكة لرجل الأعمال، وفق الصحيفة التي لم تذكر أسماء المتورطين في هذا الأمر.
وتابعت الصحيفة "٤ من أصل ٥ مسؤولين عن شركة الخطوط الجوية التركية كانوا في نفس مدرسة بلال نجل أردوغان".
وكانت لتصرفات نخبة الحزب الحاكم أثر كبير حتى في داخل الحزب نفسه؛ حيث أعلنت نائبة رئيس الحزب السابق في مدينة إسطنبول، حبيبة شفتغي أوغلو استقالتها يوم 19 من الشهر الجاري "لأنها لم تعد تتعرف على الحزب، حيث حل الجشع محل القيم التي أسس على أساسها".
الصحيفة ذاتها قالت إن تصرفات نخبة أردوغان وانفصالها عن الشعب "كانت السبب الرئيسي في خسارة العدالة والتنمية انتخابات إسطنبول يوم ٢٣ يونيو الماضي".
وتابعت: "٨٠% من ناخبي حزب العدالة والتنمية ينتمون للطبقات الوسطى والفقيرة، وهذه الطبقات هي الأكثر تأثرا بالأزمة الاقتصادية الراهنة".
وأضافت: "حكومة أردوغان لا تعطي انطباعا بأنها تريد العمل لصالح هذه الطبقات، بل إنها تعد قانونا لتجريم التعليقات السلبية حول الأداء الاقتصادي في البلاد".