باباجان: أردوغان انحرف عن القيم ودخل بتركيا في نفق مظلم
نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم يؤكد تواصل الاستعدادات حتى نهاية ديسمبر بشأن تأسيس حزبه الجديد
قال علي باباجان، نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق، إنه استقال من حزب العدالة والتنمية الحاكم عندما وجد انحرافا من الحزب في القيم، وليس في المبادئ فقط، فضلا عن تعسفية اتخاذ القرارات داخل الحزب، مشيرا إلى أن "الأزمات تعاظمت في كل المجالات، وشعرنا أن البلاد دخلت نفقا مظلما".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها باباجان، الثلاثاء، خلال مقابلة على محطة "خبر ترك تي في" التلفزيونية المحلية، وتطرق خلالها إلى الحديث عن آخر تطورات عملية تأسيسه لحزبه الجديد.
وأضاف رفيق أردوغان السابق، وأحد مؤسسي العدالة والتنمية قائلا: "اقتضى الأمر الخروج بتحدٍّ جديدٍ (في إشارة لتأسيسه حزب جديد) لحل المشكلات والأزمات التي تواجهها البلاد. انسلخنا عنه (العدالة والتنمية) مخافة أن نشارك في إلحاق ضرر بنظام البلاد".
وردا على سؤال حول تحمله جزءًا من أخطاء العدالة والتنمية لأنه كان قياديا ومسؤولا سابقًا بالحزب والحكومة، قال باباجان: "آلية النقد الذاتي داخل العدالة والتنمية معطلة، في حين أن القوانين التي تؤسس عليها الأحزاب تقتضي تفعيل كافة الآليات التي من شأنها تعزيز مبادئ الديمقراطية داخلها، وهذا غير موجود بالعدالة والتنمية".
وعن الاستعدادات التي يجريها لتأسيس حزبه الجديد، وعما إذا كان الرئيس السابق عبدالله جول سيكون له دور بذلك الكيان أم لا، قال باباجان: "الاستعدادات تجري على قدم وساق، والرئيس السابق أكد من قبل أنه لا يرغب في أن يكون له أي منصب بالحزب الجديد، لكنه يدعمنا من الخارج بخبراته وتجاربه، لأن رؤيته تتفق مع رؤيتنا قلبًا وقالبًا، وألتقي به في الشهر مرة أو مرتين".
في السياق ذاته، تابع باباجان: "كما أننا نلتقي بكل من لهم مكانة سياسية لها اعتبارها في تركيا، وهدفنا الاستفادة من كافة الخبرات، والوصول لكيان نستطيع من خلاله تمثيل كافة أطياف المجتمع".
وعن مستقبل استعداداتهم لتأسيس الحزب الجديد، أكد باباجان: "ستتواصل استعدادتنا حتى نهاية ديسمبر/كانون أول المقبل، سنقطع خلال هذه الفترة مسافة جديدة، ونأمل بأن نصل إلى نقطة جيدة في هذا الصدد. ونرغب في أن تتشكل سياسة الحزب الجديد بمشاركة الجميع ممن يسعون معنا".
تأتي كل هذه التطورات في وقت يفقد فيه "العدالة والتنمية" كل يوم مؤسسيه وقاعدته الشعبية منذ فشله في الانتخابات البلدية، لا سيما فقدانه أحد رموز سيطرته وهي بلدية إسطنبول.
ويشهد الحزب منذ فترة سلسلة استقالات كان أبرزها استقالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو في 13 سبتمبر/أيلول الماضي، وعلي باباجان، في يوليو/تموز الماضي، بعد فترة من انتشار مزاعم حول اعتزامهما تأسيس حزبين جديدين مناهضين للحزب الحاكم بزعامة أردوغان، رفيقهما السابق.
ومن المنتظر أن يعلن باباجان وداود أوغلو حزبيهما الجديدين بحلول نهاية العام الجاري، وهذه الانشقاقات المتتالية تأتي اعتراضا على سياسات أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم.
وانخفض عدد أعضاء الحزب خلال عام واحد، بمقدار 788 ألفا و131 عضوًا، بحسب ما أعلنته المحكمة العليا في 1 يوليو/تموز الماضي، إذ سجل عددهم 9 ملايين و931 ألفًا و103 أعضاء، بعد أن كانوا 10 ملايين و719 ألفًا و234 عضوا.
كما أنه خلال الشهرين الأخيرين الممتدين من 1 يوليو حتى 9 سبتمبر/أيلول الماضي، انخفض أعضاء الحزب كذلك بمقدار 56 ألف شخص، ما شكل حالة كبيرة من الذعر في أروقة العدالة والتنمية دفعته للبحث عن حلول وصيغ لوقف هذا الانهيار.
وخلال الأيام الأخيرة، ذكرت وسائل إعلام تركية أن العدالة والتنمية يعتزم تعديل القوانين المتعلقة بالحد الأدنى لتمثيل الأحزاب في البرلمان والمقدر بـ10%، وتخفيضها، في دلالة واضحة على إدراك الحزب انخفاض شعبيته بشكل كبير.
تأتي الخطوة بعدما أثار حزب أردوغان الجدل في الفترة الأخيرة بسبب اقتراح تقليص الحد الأدنى لاختيار رئيس الجمهورية من 1+50% إلى 1+40%، في خطوة اعتبرتها المعارضة محاولة من "العدالة والتنمية" للبقاء في السلطة.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yNSA= جزيرة ام اند امز