"لوفيجارو" تتوقع تغيير نظام أردوغان خلال 3 سنوات
لوفيجارو أكدت وجود أزمة ثقة بين أردوغان وحلف شمال الأطلسي في ظل سياسة الاستبداد التي يتبعها النظام التركي حالياً
توقعت صحيفة لوفيجارو الفرنسية تغيير نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل تام في غضون ثلاث أو أربع سنوات على الأكثر، ناصحة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بإرجاء التفكير في إنهاء عضوية أنقرة به.
ورغم دعوة "لوفيجارو" إلى إرجاء أي خطوة حاسمة من قبل الناتو تجاه تركيا، فإن الصحيفة أكدت وجود أزمة ثقة بين الطرفين، في ظل سياسة الاستبداد التي يتبعها أردوغان حالياً.
وتحت عنوان "أزمة ثقة عميقة بين تركيا والناتو"، أوضحت الصحيفة الفرنسية وجود إجراءات يمكن اتخاذها من قبل أعضاء الحلف بعيدة عن طرد أنقرة، في الوقت الحالي، لعل أبرزها: تعليق مشاركتها في المنظومة العسكرية المتكاملة، وسحب الأسلحة النووية الأمريكية الموجودة على أراضيها، وإيقاف استخدام قاعدة إنجرليك العسكرية.
ومن بين الإجراءات العقابية التي يمكن للناتو اتخاذها ضد أنقرة أيضاً منع تسليمها 100 مقاتلة "إف – 35" أمريكية، وفرض عقوبات إضافية إذا واصلت رغبتها في نشر منظومة الصواريخ الروسية "إس-400".
وتابعت: "لم تكن العلاقات بسيطة بين الناتو وأنقرة، منذ العدوان العسكري التركي ضد القوات الكردية في شمال شرق سوريا الذي أجج التوترات، وأصبح نزاعا إضافيا على قائمة طويلة من خروقات أردوغان لمبادئ الحلف".
وبحسب "لوفيجارو" فإن العلاقات بين حلف شمال الأطلسي ونظام أردوغان توترت لدرجة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شكك خلال مقابله مع صحيفة الإيكونيميست البريطانية في أن الناتو سينقذ تركيا إذا هاجمها الجيش السوري.
ورأت أن الأجواء الفرنسية نفسها موجودة حالياً في واشنطن، حيث أكد مدير مكتب صندوق مارشال الألماني في أنقرة أوزجور أونليساركيلي أن تركيا أصبحت موضوعاً ساماً في أمريكا.
لكن مدير مكتب صندوق مارشال الألماني اعتبر، في الوقت نفسه، أن الاتحاد الأوروبي يمثل قضية سامة في أنقرة أيضاً، في إشارة منه إلى رفض بروكسل عضوية تركيا.
واستندت الصحيفة الفرنسية إلى تقرير صادر عن مؤسسة البحوث الاستراتيجية بباريس، موضحة أن الاتحاد الأوروبي يعيد تقييم علاقاته مع تركيا منذ "تطرف" رجب طيب أردوغان، و"تصرفاته الاستفزازية" في سوريا.
فمنذ توقيع الاتحاد الأوروبي على اتفاقية مالية مع أنقرة في عام 2016 للحد من تدفق اللاجئين على الأراضي الأوروبية، تعرضت دول اليورو لابتزاز بشكل منتظم من قبل الحكومة التركية في ظل تلويحها بفتح بوابات الهجرة، وفقاً لـ"لوفيجارو".
ونبهت الصحيفة إلى تراكم الخلافات بين أعضاء الناتو وتركيا، خاصة في ظل موقف أنقرة من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، وتسامحها تجاه عناصر الحركات الإرهابية والمسلحة على أراضيها، والسماح لهم بالعبور إلى سوريا، فضلاً عن شراء تركيا منظومة الصواريخ الروسية "إس-400".
وتسببت الخلافات في أزمة خطيرة داخل "الناتو"، وبات يُنظر لنظام رجب طيب أردوغان على أنه "غير متوافق" مع المبادئ الأساسية للحلف، حيث إن أنقرة لا تشتري فقط أسلحة حساسة للغاية ضده.
ويتزايد التخوف من وجود منظومة "إس-400" الروسية بجانب المقاتلات الأمريكية "إف-35" يعني السماح لموسكو بالحصول على معلومات حول قدرات القاذفات.
ورأت "لوفيجارو" أن موضوع الأسلحة ليس الخطر الوحيد على الحلف، إنما السياسة المتطرفة لأردوغان، الذي يدعم تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي يشكل بدوره خطراً على الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن باحث آخر من صندوق مارشال الألماني، وهو قدري تاستان، تأكيده أنه رغم تدهور العلاقات فإن أردوغان في أشد الحاجة للضمانات الأمنية التي يتمتع بها أعضاء الناتو.
أما بالنسبة للولايات المتحدة فإن الجدل الدائر في واشنطن حالياً يقوم على تساؤل: ما مدى ضرورة الاحتفاظ بالأسلحة النووية الأمريكية على الأراضي التركية في ظل التدهور الحاد في العلاقات بين واشنطن وأنقرة؟ وفقاً للصحيفة الفرنسية.