باحثان فرنسيان يدعوان لطرد تركيا من الناتو
محللون فرنسيون في مقال موقع لصحيفة "لوموند" اعتبروا أن أردوغان يهدد توازن المنطقة وخارجها وأمن أوروبا
دعا محللون فرنسيون بلادهم لطرد تركيا من دول حلف شمال الأطلسي "ناتو"، لكون العدوان التركي على سوريا يخالف مبادئ التحالف الذي تأسس للدفاع عن الديمقراطية، ويهدد توازن المنطقة وخارجها، وأمن أوروبا.
وقال الباحث بالمدرسة العليا للعلوم الاجتماعية الفرنسية ستيفان بريتون، والكاتب الفرنسي باتريس فرانسيسكي، في مقال موقع لصحيفة "لوموند" الفرنسية، إن غزو تركيا لشمال سوريا، الذي يسكنه الأكراد الذين ساعدونا في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، يبرر طرد تركيا من الناتو ليس فقط لاعتبارات أخلاقية، ولكن أيضاً لتهديد أمن أوروبا.
- "سوريا الديمقراطية": تركيا انتهكت وقف إطلاق النار 37 مرة
- كاتب جزائري يصف أردوغان بـ"الديكتاتور الماكر"
وأوضح الباحثان الفرنسيان أن شروط وقف إطلاق النار المؤقت، الذي تم الاتفاق عليه في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بين تركيا والولايات المتحدة، يصادق على أهداف أردوغان العسكرية بطرد الأكراد من منازلهم وضم نصف "روج آفا" (المدن الكردية بشمال وشرق سوريا).
وأضاف المقال أن "ما تقترحه الولايات المتحدة الآن للأكراد بعد التخلي عنهم هو ببساطة التخلي عن الأرض، أي ترك الأرض للمحتل".
وتابع: "الأتراك يقولون ذلك بوضوح: لقد حصلنا على ما نريد".
ووفقاً للباحثين فإن "تاريخ تركيا هو تاريخ الدولة، التي منذ تأسيسها قبل 100 عام، لم تتوقف عن اللجوء إلى الدمار لتحقيق طموحاتها"، مدللين على ذلك بالإبادة الجماعية للأرمن في عام 1915، والإبادة الجماعية لليونانيين البونتيك والآشوريين الكلدانيين في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، ومذبحة الأكراد العلفيين في ديرسيم عام 1937، وغزو قبرص في عام 1974.
وفي عهد أردوغان تم غزو جرابلس والباب في سوريا عام 2016، والتطهير العرقي لجيب عفرين الكردي في عام 2018، واليوم تم غزو "روج آفا" (مصطلح كردي يعني منطقة غرب كردستان).
واعتبر المقال الفرنسي أنه طالما لم تجد تركيا من يعارض جرائمها، فإنها ستستمر في الإفلات من العقاب الذي تتمتع به بلا حدود.
وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية التي تمولها أنقرة تسببت في هجمات دموية على أوروبا، وذبحوا الإيزيديين في شنكال (سنجار) بالعراق، وأسروا حتى النساء.
ورأى المحللان أن التشجيع على الدمار، الذي يجده النظام التركي والمتمثل في صمت أوروبا سينعكس سلباً في يوم من الأيام على الدول الأوروبية ومدنها.
ووصفا النظام التركي بالمزيج المتفجر من التطرف والاستبداد، والذي يشكل تهديداً ليس فقط على عملية السلام والديمقراطية في الشرق الأوسط، ولكن أيضًا على أمن أوروبا، منوهين إلى أن أردوغان ليس تركيا، وهو لا يمثل الشعب التركي.
ولفت المقال إلى أن أردوغان يكره الديمقراطية الغربية، بل يهينها ويهددها كل يوم في خطاباته الرسمية، على الرغم من أن بلاده عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي منذ عام 1952.
ورأى المقال أن تركيا في وقت الخطر السوفيتي سابقاً، كانت تعتمد على الحلف لإعطاء دفعة حرة لدوافعه الاستعمارية، مطالباً أوروبا بالثناء على الغزو، مشبهاً النظام التركي بـ"الذئب وسط الغنم".
وحذر من أنه "خلال إغلاق أوروبا أعينها، يقوم الناتو بتغطية جرائم الحرب التي يقترفها أردوغان"، موضحاً أن "التحالف ليس ناديًا لطموحات عسكرية".
وتابع: "الناتو تأسس للدفاع عن الدول الديمقراطية، وسنخون الاتفاق السياسي الذي يربطنا إذا لم نطرد تركيا، وسيكون خطأ فادحًا بتجاهل أهدافنا الاستراتيجية".
وكانت زعيمة حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) في فرنسا، مارين لوبن، طالبت خلال مقابلة مع إذاعة "إر.سي.1" الفرنسية، باريس بطرد تركيا من الناتو بسبب عملياتها العسكرية في الشمال السوري.
يشار إلى أنه منذ 2017، بسطت تركيا نفوذها على جزء من الحدود السورية–التركية، بين جرابلس شرقا وأعزاز غربا ومدينة الباب جنوبا.
وامتدت الأطماع التركية نحو عفرين بشن عملية عسكرية في 19 يناير/كانون الثاني 2018، وعرفت باسم "غصن الزيتون" وانتهت باحتلال عفرين منتصف مارس/آذار 2018 وتهجير أكثر من 130 ألف سوري، وتسكين نازحين من الغوطة الشرقية ودوما وحماة وحمص بدلا منهم في عفرين.
وأعلنت واشنطن وأنقرة، مساء الخميس، اتفاقهما على وقف إطلاق نار مؤقت في شمال شرق سوريا يمتد لـ120 ساعة، وإيجاد حل مناسب للمنطقة الآمنة، وهو الأمر الذي لم تلتزم به تركيا.
وبدأت القوات التركية هجوما عسكريا الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول على شمال سوريا، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي، الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وقوبل الهجوم بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، وأوقفت العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية الهجوم الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات المنطقة.
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA=
جزيرة ام اند امز