صحف فرنسية: بوتين قوض أطماع أردوغان الاستعمارية بسوريا
"ليبراسيون" كشفت عن أن روسيا هي التي دفعت أنقرة للقبول بتخفيف حدة التوتر على الأرض، كما مضت قدما في إتمام الاتفاق بين دمشق والأكراد.
اعتبرت صحف فرنسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استطاع تقويض طموح وأطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستعماري في سوريا.
وعرضت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية صورة بوتين على الغلاف، مصحوبة بتعليق: "بوتين الرابح هذه المرة أيضا"، موضحة أن "موسكو، الحليف الشرعي للرئيس السوري بشار الأسد باتت في موقع قوة عسكريا وسياسيا، أمام العدوان التركي".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن "الكرملين فرض نفسه كقوة عالمية لتقويض الطموحات التركية الاستعمارية في المنطقة".
ورأت "ليبراسيون"، أنه منذ نحو عشرة أيام، أي منذ شن الهجوم التركي على الشمال السوري، فإن نظاماً جديداً ساد في قواعد اللعبة السورية، موضحة أن "روسيا هي التي دفعت أنقرة للقبول بتخفيف حدة التوتر على الأرض، كما مضت قدماً في إتمام الاتفاق بين دمشق والأكراد".
وأشادت الصحيفة الفرنسية بالدور الروسي في تلك القضية، موضحة أن موسكو لعبت دوراً تفاوضياً مع جميع الأطراف المتحاربة، موضحة أنه بعد انضمام موسكو إلى الإدانات الدولية من خلال وصف الهجوم التركي بأنه "غير مقبول"، أعلنت روسيا أن العملية يجب أن تكون "محدودة في الزمان والمكان".
ووفقا للصحيفة الفرنسية، فإن موسكو بدأت العمل بسرعة كبيرة لتحقيق ذلك الهدف، من خلال مضاعفة المبادرات والمحادثات مع القوات الكردية، التي تشهد حالة من الفوضى بعد خيانة الولايات المتحدة، الأمر الذي اضطرها إلى استئناف المفاوضات مع دمشق، ودعوة قادتها، الأحد، إلى قاعدة حميم الروسية على الساحل السوري للالتقاء مع ضباط الجيش السوري.
وأوضحت "ليبراسيون" أن تلك المفاوضات تم تأمينها من قبل الجنود الروس، المنتشرين في عدة نقاط استراتيجية في المنطقة تحت سيطرة الأكراد المتمتعين بالحكم الذاتي لسنوات.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الروس من جهة أخرى، في ظل الدور التفاوضي الذي يلعبوه، اتفقوا مع الأتراك بإخلاء الأكراد المسلحين بالكامل من نفس المنطقة.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن كل هذه العوامل تبرز أن روسيا هي سيد اللعبة أمام العدوان التركي.
تقويض طموح أردوغان
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الباحث بمركز البحوث الدولية الفرنسي، المتخصص في الشأن التركي بايرام بالسي، قوله: "بوتين يسعى لتقويض الطموح التركي في سوريا، ونجح بالفعل في ذلك".
وقالت إن "موسكو تدخلت في الملف السوري منذ بداية الصراع في سبتمبر/أيلول 2015 بدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد، موضحة أنه "على عكس المشاركين الآخرين في الصراع، لدى روسيا سياسة متماسكة وواضحة".
بدوره، قال الباحث الروسي فيودور لوكيانوف، إن موسكو، على عكس الجهات الفاعلة الأخرى، التي لم تكن لديها أي استراتيجية ولا تعرف ماذا تريد، فإن روسيا تعرف ما تريده جيداً.
من جهة أخرى، نقلت الصحيفة الفرنسية عن أحد زعماء المعارضة السورية المشاركين في المفاوضات برعاية روسية، قوله: "الروس ليس لديهم أي مجال واحد للاستسلام أو السماح بحدوث ثغرات أمنية".
وعاد لوكيانوف قائلاً: "إن هدف روسيا الوحيد هو استعادة دولة سورية قابلة للحياة"، موضحاً أنه "لهذه الغاية، فقد لجأت إلى جميع الوسائل العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية".
وتابع: "روسيا لا تهدف إلى الهيمنة الإقليمية".
من جانبها، رأت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن "النظام التركي لا يملك القدرة للسيطرة على الأراضي السورية وفقاً للأهداف التي أعلنها أردوغان، موضحة أن اضطر لخفض طموحاته في سوريا بسبب الدعم الروسي القوي لدمشق".
واعتبرت "لوموند" أن تلك العمليات العسكرية تجر تركيا إلى الهاوية، في ظل الرفض الدولي وعقوبات الاتحاد الأوروبي وتهاوي الليرة التركية، محذرة من خطر التسبب في ضرر اقتصاد تركيا الهش الذي لا يمكن إصلاحه مرة أخرى، لكونه يعتمد بشكل أساسي على رأس المال الأجنبي.
ابتزاز أردوغان
بدورها، وصفت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، أردوغان بالابتزازي الوقح، مشيرة إلى تصريحاته المتطاولة لابتزاز أوروبا في ملف المهاجرين، بعد تنديد الأوروبيين للعدوان التركي على الأكراد، وفرضها عقوبات على تركيا.
وقالت الصحيفة الفرنسية إن "هذا الابتزاز المخزي الذي يقوم به أردوغان، هو الدليل على أننا دخلنا في عالم لا تملك فيه سوى القوة، بعيداً عن الإنسانية".
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg جزيرة ام اند امز