"تليجراف" تطالب الناتو بمعاقبة تركيا على "سلوكها المزعج" في سوريا
التحركات التركية التي تسعى إلى تدمير أحد حلفاء الغرب الرئيسيين، توجب على حلف الناتو أن ينظر في معاقبة هذه السلوك المزعج من حليف مزعوم.
طالبت صحيفة "تليجراف" البريطانية حلف شمال الأطلسي "الناتو" بمعاقبة أنقرة على "سلوكها المزعج" تجاه الأكراد لكونه تحركا يسعى إلى تدمير حليف رئيسي للغرب في شمال سوريا.
وفي مقال له بـ"تليجراف" البريطانية، أشار محرر شؤون الدفاع بالصحيفة، كون كوجلين، إلى أن مواقف تركيا كعضو في "الناتو"، وانتهاكاتها الوحشية التي ترتكبها في شمال سوريا ضد حليف -قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد- لعبت دورا رئيسيا في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي.
ولفت الكاتب إلى أن تركيا لديها طريقة غريبة لإظهار التزامها تجاه حلفائها الغربيين في حلف الناتو؛ حيث يفترض أن تشكل أحد مكوناته الرئيسية.
واستطرد بالقول إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدلا من الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبه ووضع أنقرة في خلاف مع بقية دول التحالف، كان لديه من الجرأة ما يكفي لأن يطلب من الناتو مساعدة بلاده.
وطالب أردوغان في تصريحات الأسبوع الماضي خلال خطابه في اجتماع حزب العدالة والتنمية الحاكم، بتخلي الناتو عن حياده في الصراع بين تركيا والأكراد السوريين، وإظهار الدعم لأنقرة في حربها.
ولصب مزيد من الزيت على النار، ألقى أردوغان باللائمة على حلفائه في الناتو في إجبار تركيا على شن هجومها في شمال سوريا، زاعما أن دعمهم للجماعات الإرهابية في سوريا -يقصد قوات سوريا الديمقراطية- أجبر أنقرة على البدء في "عملية نبع السلام".
حتى إن أردوغان ذهب إلى حد اتهام فرنسا بتوفير الأسمنت الذي تم استخدامه لبناء عدد من الأنفاق الكردية تحت الحدود التركية لاستخدامها في أعمال إرهابية ضد بلاد، حسب مزاعمه.
ووفقا للكاتب التركي، فإن حجج أردوغان يبدو أنها لقيت دعما مفاجئا من وزير الدفاع البريطانية بن والاس الذي قال في اجتماع الهيئة البرلمانية لحلف الناتو في لندن إن "أنقرة بحاجة إلى القيام بما يتعين عليها القيام به للدفاع عن نفسها"؛ ما أثار سخرية السياسيين الأوروبيين، وكذلك الشخصيات البارزة في المؤسسة العسكرية بلندن.
تصريحات والاس تعد تحولا عن الموقف السائد لشخصيات رائدة في المؤسسة العسكرية البريطانية مثل اللورد ريتشاردز، القائد السابق للقوات المسلحة البريطانية، والذي كان مؤيدا قويا لقوات سوريا الديمقراطية، الذي قال بصراحة: "إن ما تقوم به تركيا ضد الأكراد خطأ واضح".
وأكد الكاتب أنه بغض النظر عن محاولات أردوغان التبرير بأن تصرفاته تجد قبولا لدى الغرب؛ فالحقيقة أنه لم يبالِ بأن تحصل تصرفاته على دعم حلف الناتو في لحظة ينشغل فيها الأتراك بذبح أشخاص لعبوا دورا حيويا في مساعدة الغرب على هزيمة داعش، وهو ما يثير عددا من القضايا الرئيسية حول استمرار مشاركة أنقرة في التحالف.
وأوضح أن هذه التحركات التركية التي تسعى إلى تدمير أحد حلفاء الغرب الرئيسيين في شمال سوريا، توجب على حلف الناتو أن ينظر في معاقبة هذه السلوك المزعج من حليف مزعوم.
والسبت 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلنت هيئة الصحة بشمال شرق سوريا أن الهجوم التركي أسفر عن مقتل 235 مدنيا بينهم 22 طفلا، فيما بلغ عدد الجرحى ما يقرب من 677 مصابا.
وأعلنت واشنطن وأنقرة، مساء الخميس الماضي، اتفاقهما على وقف إطلاق نار مؤقت في شمال شرق سوريا، وإيجاد حل مناسب للمنطقة الآمنة، وهو الأمر الذي لم تلتزم به تركيا.
ووفق البيان، أكدت الولايات المتحدة وتركيا علاقتهما كزميلين في حلف الناتو، وأن واشنطن تتفهم المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا على الحدود الجنوبية لها.
وأشار إلى توافق تركيا والولايات المتحدة على أن الظروف على الأرض، لا سيما شمال شرق سوريا، تتطلب تنسيقا أوثق على أساس المصالح المشتركة للبلدين.