تركيا والأكراد.. عدوان مستمر وتحقيق أممي حول استخدام أسلحة محظورة
العدوان التركي على الأراضي السورية يتواصل في جبهات عدة خاصة مدينة رأس العين رغم قرار وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه واشنطن وأنقرة
تواصلت الاشتباكات والمناوشات المسلحة بين القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية على الحدود بين البلدين، رغم قرار وقف إطلاق النار في شمالي سوريا، فيما أكدت منظمة دولية وجود أدلة دامغة على استخدام أنقرة أسلحة محظورة، ما حرك تحقيقا أمميا.
وتوصلت واشنطن وأنقرة، الخميس الماضي، إلى اتفاق وقف إطلاق نار كان يفترض استمراره 5 أيام لضمان انسحاب آمن لوحدات حماية الشعب الكردية، لكن الهدنة لم تدخل حيز التنفيذ مع مواصلة تركيا ومليشيات موالية لها قصف البلدات السورية شمال شرقي البلاد.
ودارت معارك متفرقة بين الجانبين، أمس الجمعة، وسط تقارير تفيد بوقوع جرائم حرب خلال العدوان التركي الذي بدأه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على الأراضي السورية، وتسبب في أزمة إنسانية جديدة بسوريا مع نزوح نحو 300 ألف مدني، إلى جانب مئات القتلى والجرحى أغلبهم من المدنيين.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه أمكن سماع دوي قصف واشتباكات بين الحين والآخر في مدينة رأس العين الحدودية، الجمعة، واحدة من هدفين رئيسيين للعملية التركية المستمرة منذ 9 أيام فيما واصلت القوات التركية والمليشيات الموالية لها محاولة انتزاع السيطرة على المدينتين من قوات سوريا الديمقراطية.
وقال مسؤولون أكراد إن المستشفى الموجود في رأس العين تعرض للقصف، وأنه كان من المستحيل إخلاء الجرحى بسبب الحصار، وأوضح مجلس سوريا الديمقراطي، الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، أن تركيا ووكلاءها تجاهلوا وقف إطلاق النار، مناشدا المراقبين الدوليين بالتواجد في المنطقة.
وذكرت منظمة العفو الدولية أنها جمعت "أدلة دامغة" على الجرائم التي ارتكبتها القوات التركية والمليشيات السورية المدعومة من أنقرة، مشيرة إلى أنهم أبدوا "تجاهلا مخزيا لحياة المدنيين" من خلال الهجمات غير المشروعة التي تسببت في مقتل وإصابة مئات الضحايا الأبرياء.
في الوقت ذاته، أطلق مفتشو الأسلحة الكيميائية في الأمم المتحدة تحقيقا في أعقاب اتهام القوات التركية باستخدام الفوسفور الأبيض ضد الأطفال في سوريا في وقت سابق من الأسبوع.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الجمعة، إنها مدركة للوضع وتجمع معلومات فيما يتعلق بالاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية.
وأوضح الصليب الأحمر الكردي أن 6 جرحى، مدنيين وعسكريين، كانوا في المستشفى في الحسكة ويعانون من حروق نتيجة استخدام "أسلحة غير معروفة"، وأنهم يعملون لتقييم ما تم استخدامه.
وأشار إلى أنهم لا يمكنهم تأكيد استخدام أسلحة كيميائية وأنها تعمل مع الشركاء الدوليين للتحقيق في الأمر، وقال خبير أسلحة كيميائية بريطانية حصل على صور من زميل سابق لطفل يعاني من حروق بالغة في أحد المستشفيات إنه يعتقد أنها توضح حروقا كيميائية.
من جانبها، أعدت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا عن تزايد أعداد الضحايا في سوريا مع احتدام القتال على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى بين الولايات المتحدة وتركيا.
وأوضحت الصحيفة أنه لم يكن هناك كثير من الأدلة على هذا الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة وأنقرة، إذ تواصل الهجوم التركي الشرس على وحدات من قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد على طول الحدود.
وأشارت خلال التقرير إلى أن الأحياء والموتى وصلوا خلال فترة الصباح حتى الظهيرة، جميعهم كانوا مغطين بالدماء، والبعض متفحم، وكان يتم إخراجهم من الشاحنات وسيارات المدنيين وأحيانا سيارات إسعاف إلى أيادي الطاقم الطبي للمتطوعين الأكراد المتجمعين في ساحة مستشفى تل تامر مع احتدام القتال في الشمال.
وأكد جوان مصطفى وزير الصحة الكردي في شمال سوريا أن "القتال أسوأ من أي وقت مضى"، وقد جلس مصطفى وحيدا في مكتب بساحة المستشفى، حيث جاء للإشراف على طاقم الوزارة الموجود في هذه المنشأة المكونة من 30 سريرا، على أمل بأن اتفاق وقف إطلاق النار سيتيح له إرسال مزيد من الفرق الطبية إلى رأس العين.
لكن بدلا من وقف أعمال العنف، وجد الوزير مزيدا من الحرب، قائلا إنه لا يمكنه نقل فرق الطوارئ لإنقاذ الجرحى، وإنه لم يتلقَ أي مكالمة من الأتراك أو الأمريكيين لإخباره بكيفية عمل الاتفاق.
ونقلت أيضا شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن قوات سوريا الديمقراطية قولهم إن الهجمات التركية تواصلت على رأس العين، مستهدفة العاملين في القطاع الطبي وسيارات الإسعاف، وقد لقي مسعف مصرعه متأثرا بجروح لحقت به خلال هجوم وقع منذ ثلاثة أيام قرب المدينة وثلاثة مسعفين آخرين يعانون من حالة حرجة.
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjEwOCA= جزيرة ام اند امز