اتفاق سوريا.. أردوغان يواصل عدوانه ومطالب بانسحاب القوات
أبرز الأحداث التي شهدتها الأزمة السورية خلال 24 ساعة على إعلان أنقرة وواشنطن اتفاقهما على وقف مؤقت لإطلاق نار
شهدت الأزمة السورية تطورات عدة خلال 24 ساعة على إعلان أنقرة وواشنطن، مساء الخميس الماضي، اتفاقهما على وقف مؤقت لإطلاق نار، وإيجاد حلول للمنطقة الآمنة.
- صحف بريطانية: تركيا تستخدم أسلحة محرمة دوليا في سوريا
- "سوريا الديمقراطية": ملتزمون بوقف إطلاق النار وسنرد على الخروقات
ورغم إعلان وقف إطلاق النار لمدة 120 ساعة، وهي المهلة التي حددها الاتفاق لانسحاب قوات سوريا الديمقراطية لإقامة المنطقة الآمنة، واصلت القوات التركية عدوانها على الشمال السوري.
القوات التركية تواصل عدوانها
وصباح الجمعة، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 14 مدنيا وإصابة 21 آخرين، في غارة تركية على قرية بشمال شرقي سوريا، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الولايات المتحدة والنظام التركي.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، إن المدنيين قتلوا في غارة على قرية "باب الخير" التي تبعد نحو 10 كيلومترات شرقي مدينة "رأس العين" الحدودية، حيث تدور اشتباكات متقطعة.
"الشيوخ الأمريكي" يتمسك بمعاقبة أنقرة
وتمسك مجلس الشيوخ الأمريكي بمواصلة العمل على تشريع يفرض عقوبات على تركيا، رغم إعلان الرئيس دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في شمالي سوريا.
ونقلت "رويترز" عن عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي لينزي جراهام وفان هولن قولهما إنهما "سيواصلان بكل قوة" العمل على تشريع لفرض عقوبات على تركيا رغم إعلان وقف إطلاق النار في سوريا.
"قسد" تلتزم بالهدنة
وفور الإعلان على الاتفاق تعهدت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يقودها الأكراد، الخميس، بالالتزام بوقف إطلاق النار، وقالت إنها تأمل في التزام الحكومة التركية بذلك أيضا.
كما جددت قوات سوريا الديمقراطية، الجمعة، أنها ملتزمة بوقف إطلاق النار، ولكنها في الوقت ذاته محتفظة بحق الرد على الخروقات التركية.
وأكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية كينو كبرائيل إن 13 عنصرا قتلوا من صفوفهم جراء خروقات الجيش التركي في منطقة رأس العين، فضلا عن سقوط 5 مدنيين شمالي سوريا.
أردوغان يهدد باستئناف العدوان
وبعد يوم من تعهد "قسد" بوقف إطلاق النار هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، باستئناف العملية العسكرية ضد القوات الكردية في سوريا مساء الثلاثاء المقبل، إذا لم تنسحب من "منطقة آمنة" يسعى لإقامتها.
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول "إذا تم الوفاء بوعود الانسحاب حتى مساء الثلاثاء المقبل فسيتم حل مشكلة المنطقة الآمنة".
وأضاف "وإذا فشل الانسحاب فستبدأ العملية العسكرية مجددا في اللحظة التي تنتهي فيها مهلة المئة والعشرين ساعة".
ترامب: دول أوروبية مستعدة لاستقبال دواعشها
ومن التطورات التي شهدتها الأزمة السورية خلال الـ24 ساعة الماضية، إعلان ترامب، الجمعة، موافقة بعض الدول الأوروبية على استقبال مواطنيها الدواعش المعتقلين في سوريا، دون أن يكشف عن أسمائها.
وقال ترامب في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: إن "بعض الدول الأوروبية مستعدة لإعادة مواطنيها الإرهابيين المعتقلين في سوريا"، معتبرا أن هذه الخطوة "خبر جيد وتقدم كبير".
دعوات أوروبية لإنهاء العدوان
ودعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الجمعة، تركيا لإنهاء تدخلها العسكري في سوريا فورا، وقال دونالد توسك "وقف إطلاق النار في شمال سوريا ليس ما كنا نتوقعه".
وندد رؤساء لجان الشؤون الخارجية في برلمانات دول عدة، الجمعة، "بأشدّ العبارات" بالعدوان العسكري التركي في شمال شرقي سوريا.
واعتبر هؤلاء "أن هذا التدخّل هو عدوان عسكري وانتهاك للقانون الدولي، وأن الهجوم التركي هو مصدر معاناة للسكان المحليين المُرغمين على الفرار وزيادة حالة عدم الاستقرار في سوريا والمنطقة المجاورة".
وكتب الموقعون في إعلان مشترك "نحن رؤساء لجان الشؤون الخارجية في برلمانات ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة والبرلمان الأوروبي، ندين بشكل مشترك وبأشدّ العبارات الهجوم العسكري التركي على شمال شرق سوريا".
والموقعون هم: مارييا دو سارنيز عن الجمعية الوطنية في فرنسا، وإيليوت إنجيل عن مجلس النواب الأمريكي، وديفيد ماكاليستر عن البرلمان الأوروبي، ونوربرت روتجن عن البوندستاج (ألمانيا)، وتوم توجندات عن مجلس العموم البريطاني، حسب هذا الإعلان الذي نقلته سارنيز لوكالة فرانس برس.
البنتاجون لن يشارك في المنطقة الآمنة
فيما قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إن قوات بلاده لن تشارك في إقامة "المنطقة الآمنة" بشمال سوريا؛ وأضاف في تصريحات صحفية أوردتها وكالة رويترز أن الولايات المتحدة "تواصل انسحاباً مدروساً من شمال شرق سوريا".
وتابع إسبر "لن تشارك قوات برية أمريكية في إقامة المنطقة الآمنة، لكن ستظل واشنطن على اتصال مع تركيا وقوات سوريا الديمقراطية".
فرار مئات السوريين إلى العراق
وأعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن أكثر من 2300 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، فروا من العدوان التركي في شمال شرق سوريا وعبروا الحدود إلى العراق في الأيام الأخيرة.
وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أندريه ماهيسيتش إن المنظمة "تستقبل لليوم الرابع على التوالي مئات اللاجئين الذين يعبرون إلى العراق من شمال شرق سوريا".
"جرائم حرب" تركية
واتهم الرئيس التشيكي ميلوش زيمان تركيا بالتعاون مع إرهابيين، وارتكاب جرائم حرب في هجومها على شمال شرقي سوريا.
وقال زيمان لمحطة "باراندوف" التلفزيونية التشيكية الخاصة، مساء الخميس، إن تركيا تبني علاقات وثيقة "مع الجماعات الإرهابية في شمال شرقي سوريا".
وتابع "أعتقد أن تركيا ترتكب جرائم حرب، وأعتقد بكل الأحوال أنها يجب على الأقل ألا تكون عضوا في الاتحاد الأوروبي".
كما ذكرت وسائل إعلام غربية أن التدخل التركي في شمالي سوريا فاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها المدنيون، خاصة مع استخدام القوات التركية أسلحة محرمة دولياً من بينها الفسفور الأبيض، واستهداف المستشفيات والمراكز الطبية.
وأوضحت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الجروح العميقة التي اخترقت لحم محمد حامد (13 عاماً) ترجح أن سببها شيء أسوأ من مجرد تفجير، تضيف إلى الأدلة المتنامية ما يرجح استخدام تركيا الفسفور الأبيض ضد المدنيين الأكراد.
مطالب سورية بانسحاب القوات الأجنبية
طالب الرئيس السوري بشار الأسد، الجمعة، بضرورة سحب كل القوات التركية والأمريكية وغيرها من كافة أراضي بلاده.
جاء ذلك خلال اجتماع بشار مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف والوفد المرافق له.
وأكد الأسد أن "العمل في المرحلة الحالية والمقبلة يجب أن يتركز على وقف العدوان، وانسحاب كل القوات التركية والأمريكية وغيرها من القوات غير الشرعية من الأراضي السورية كافة، باعتبار أنها قوات احتلال وفق القانون والمواثيق الدولية، ويحق للشعب السوري مقاومتها بكل الوسائل المتاحة".
ترحيب أممي بالاتفاق
وبمجرد أن أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس عن الاتفاق بين واشنطن وأنقرة، رحب أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة باتفاق واشنطن وأنقرة على وقف إطلاق نار مؤقت في شمال شرقي سوريا.
وقال جوتيريس، في بيان، مساء الخميس: "نرحب بأي جهود لوقف التصعيد في شمالي سوريا وحماية المدنيين".
وأكد أنه "لا يزال هناك طريق طويل للوصول إلى حل فعال للأزمة في سوريا".
ومساء الخميس، أعلنت تركيا تعليق عمليتها العسكرية في سوريا لمدة 120 ساعة، بعد التوصل لاتفاق مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ينص على انسحاب الأكراد من المنطقة الحدودية وتحويلها إلى "منطقة آمنة".
وقال مايك بنس، عقب لقاء أردوغان، إن الاتفاق مع أنقرة سيخدم مصلحة الأكراد في سوريا ويؤسس منطقة عازلة طويلة الأمد، وتابع قائلًا: "نعمل مع وحدات حماية الشعب الكردية على الانسحاب خارج المنطقة بعمق 20 ميلاً (32 كم) في سوريا".
كما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار وقف إطلاق النار شمال شرقي سوريا بـ"اليوم العظيم" لتركيا والأكراد.
وقال ترامب إن اتفاق وقف إطلاق النار بشمالي سوريا سينقذ ملايين الأرواح وحلفاءنا الأكراد، مضيفاً أنهم سينتقلون إلى أماكن آمنة، مع الاستمرار في مراقبة تنظيم داعش بشكل صارم في سوريا.
وبدأ الرئيس التركي عملية عسكرية في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على الأراضي السورية استمرت لأكثر من أسبوع، وتسببت في أزمة إنسانية جديدة بسوريا مع نزوح نحو 300 ألف مدني، إلى جانب مئات القتلى والجرحى أغلبهم من المدنيين.
وقوبل الهجوم التركي بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، كما أوقفت العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية الهجوم الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات المنطقة.
وأسفر العدوان التركي، خلال الأسبوع الماضي، عن فرار 785 عنصرا من تنظيم داعش الإرهابي من الأجانب المعتقلين في مخيم عين عيسى.