ماذا يجمع أردوغان وخامنئي؟ عميل استخبارات أمريكية يجيب
أوجه التشابه بين نظامي أردوغان وخامنئي هو إنشاء مؤسسات لحماية النظام، ودعم جماعات تعمل بالوكالة واستهداف المعارضين
عدد عميل وكالة الاستخبارات المركزية السابق براد جونسون أوجه الشبه بين نظامي الرئيس التركي رجب أردوغان ومرشد إيران علي خامنئي، خاصة ما يتعلق بإحكام كل منهما قبضته على كل جوانب الحياة.
وفي مقال بصحيفة "إيبوك تايمز" الأمريكية، لفت جونسون إلى أن الرئيس التركي سعى منذ توليه السلطة في عام 2014 للهيمنة وإقصاء المعارضة، ونتيجة لذلك فضل عشرات الآلاف من الأتراك الفرار واختاروا العيش في المنفى، فيما لا يزال هناك عدة آلاف من السجناء السياسيين المحتجزين في السجون التركية.
كما تشير الحقائق على الأرض، حسب الكاتب، إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان هي أحد الأسباب الرئيسية التي تبعد تركيا كثيرا عن إمكانية قبول عضويتها في الاتحاد الأوروبي.
ويرى الكاتب أن تركيا في عهد أردوغان عمدت إلى تقارب مثير للاهتمام وخطير مع إيران، خاصة خلال السنوات القليلة الماضية. ورغم وقوفهما على طرفي نقيض في السياسة الخارجية إلا أن السنوات الأخيرة أقامت تركيا وإيران علاقة تبادل المنفعة، وكانت تركيا أحد الداعمين لسياسة إيران في الشرق الأوسط، رغم الانتقادات الإقليمية والدولية.
في الشأن السوري على سبيل المثال، أظهرت تركيا دعمها لإيران في عملية السلام في أستانة، ومرة أخرى في العراق، وفي مفاوضات إيران وروسيا الثلاثية.
وعلى صعيد الأيديولوجية، تطورت رؤية أردوغان لتركيا لتتطابق بشكل وثيق مع شعارات المرشد الإيراني، في محاولة من النظام الإيراني للتأثير على البلدان ذات الأغلبية السنية.
ويشير الكاتب إلى أن أوجه أخرى للتشابه بين تركيا في ظل حكم أردوغان ونظام ولاية الفقيه، لعل أبرزها إنشاء أردوغان مؤسسات شبه عسكرية لحماية النظام، ودعم جماعات تعمل لحسابه بالوكالة في بلدان أخرى، واستهداف المعارضين (الحقيقيين والمفترضين) في تركيا والخارج.
وشكل استهداف المعارضة في الخارج تكتيكا شائعا استخدمه النظام الإيراني على نطاق واسع ولعدة سنوات.
كذلك أصبحت عمليات الاختطاف والاختفاء التي قام بها جهاز الاستخبارات الوطنية التركي (التي يرأسها هاكان فيدان) شائعة للغاية.
فيدان، الذي أصبح رئيسا للاستخبارات التركية عام 2010، معروف جيدا بأنه موالٍ لإيران، وهو الآن صديق مقرب لأردوغان. وفقا لتقارير استخباراتية فقد لعب فيدان دورا رئيسيا في تعزيز العلاقات التركية مع إيران.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة على إيران، لكن أردوغان أبدى استعداده لتقويض سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران طوال فترة ولايته، من خلال معارضة عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران، والتعاون مع إيران للتحايل على العقوبات الأمريكية.
ووفقا لقرار الاتهام الصادر عن محكمة نيويورك عام 2017 اتُهم رضا زارّاب -رجل أعمال إيراني/أذربيجاني يحمل الجنسية التركية، وشركاؤه في بنك "هالك"، شركة تركية كبيرة مملوكة للدولة- بـ"التآمر عبر استخدام النظام المالي للولايات المتحدة، وإجراء معاملات بقيمة مئات الملايين من الدولارات نيابة عن حكومة إيران والكيانات الإيرانية الأخرى".
كما ألقي القبض على محمد هاكان أتيلا، نائب رئيس بنك هالك، واتُهم بالتآمر حول التهرب من العقوبات المفروضة على إيران، بزعم استخدامه "المؤسسات المالية الأمريكية لتنفيذ معاملات مالية محظورة نقلت ملايين الدولارات إلى إيران بطريقة غير مشروعة".
ونتيجة العداون التركي في سوريا، يواجه الرئيس دونالد ترامب أول تحد حقيقي في رئاسته سيكون مقياسا لقدراته الحقيقية، وسيشكل بالتأكيد جزءا على الأقل من إرثه.
ويختتم عميل وكالة الاستخبارات المركزية السابق براد جونسون بالقول "لقد انفجر الوضع في سوريا، وأمر الرئيس بفرض عقوبات على تركيا، لكن لديّ نصيحة واحدة للرئيس: كن جريئا".
aXA6IDMuMTYuNTEuMjM3IA== جزيرة ام اند امز