إيران وتركيا تجففان أنهار ومصادر مياه العراق
إيران قطعت، السبت، المياه بالكامل عن نهر الزاب الصغير الذي يغذي مناطق واسعة في إقليم كردستان ومناطق عراقية أخرى بمياه الشرب.
اتهمت مؤسسات حكومية عراقية وسياسيون تركيا وإيران بخنق العراق، عبر تجفيف أنهره ومصادر المياه فيه، بعدما تعمدت وقف تدفق المياه نتيجة سدود جديدة أقامتها بمناطق حدودية.
وقالت وزارة الزراعة والموارد المائية بإقليم كردستان العراق، إن إيران قطعت بالكامل تدفق المياه التي تغذي نهر الزاب الصغير في العراق، الذي يعد أحد ثلاثة روافد رئيسية لنهر دجلة .
وأضافت الوزارة، في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن "السلطات الإيرانية قطعت ظهر اليوم السبت ، المياه بالكامل عن نهر الزاب الصغير الذي يغذي مناطق واسعة في إقليم كردستان ومناطق عراقية أخرى بمياه الشرب.. ما أدى إلى أزمة فورية في مياه الشرب بقضاء قلعة دزه التابعة لمحافظة السليمانية".
ويمر نهر الزاب الصغير أيضاً بداية جريانه في العراق بقضاء قلعة دزه المجاورة للأراضي الإيرانية، وظهرت بوضوح آثار وقف تدفق المياه في النهر، والذي يعتمد بصورة رئيسية على المياه القادمة من داخل الأراضي الإيرانية.
وأوضح البيان أن قطع إيران مياه النهر أدى إلى عدم حصول السكان على مياه الشرب من محطة تصفية المياه اليوم السبت.
وأعلنت سلطات إقليم كردستان العراق عن اتصالات فورية أجراها مجلس الوزراء بالبعثات الدبلوماسية الإيرانية في الإقليم لحل مشكلة وقف تدفق المياه باتجاه نهر الزاب الصغير.
وكانت إيران قد أقامت سداً جديداً بمدينة سردشت القريبة من الحدود مع العراق، وبدأت بتخزين المياه في السد ما أدى إلى تراجع كبير في منسوب المياه المتدفقة باتجاه الأراضي العراقية حتى تم قطعها بالكامل اليوم السبت.
وأدى وقف تدفق المياه في النهر إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى مشكلة في بيئة المنطقة، ويتوقع أن تتفاقم الأزمة بسبب مرور النهر لمسافة 402 كيلومتر داخل الأراضي العراقية، وتقع على ضفاف النهر عشرات البلدات والقرى من شمال العراق وحتى جنوبه.
ويعد النهر ثالث روافد نهر دجلة. ومن التداعيات الخطيرة المتوقعة لجفاف نهر الزاب الصغير انقطاع المياه عن نواحي التون كوبري وقضاء الحويجة، وناحية الدبس ومناطق من محافظة كركوك.
وأقامت السلطات العراقية في عام 1958 سداً على النهر عند قضاء دوكان شمال العراق لإنتاج الكهرباء والاستفادة من المياه لأغراض الزراعة.
وتزامنت الإجراءات الإيرانية بقطع المياه عن أحد الأنهار العراقية، مع قيام تركيا بحجب المياه المتدفقة إلى داخل الأراضي العراقية، وهو ما حول مياه نهر دجلة في العاصمة بغداد ومناطق جنوبية إلى أشبه بالمسطحات المائية.
في الوقت ذاته تراجعت مناسيب المياه بمعدلات كبيرة في سد الموصل الذي يختزن المياه شمالي العراق، ووصل التراجع بمقدار يزيد على 3 مليارات متر مكعب مقارنة بالسنة الماضية، ما أدى إلى زيادة جفاف المناطق القريبة من السد وبشكل غير مسبوق خلال الـ25 عاماً الأخيرة، وفقاً للسلطات المائية بمحافظة نينوى حيث يقع السد ضمن أراضيها.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لسد الموصل -أكبر السدود في العراق- 11 مليار متر مكعب، لكن المياه التي يختزنها حاليا تقل عن نصف الطاقة الاستيعابية له وسيؤدي هذا الانخفاض إلى تأثيرات كبيرة على قطاعي الزراعة وتربية الحيوانات ليس في نينوى فقط بل بوسط وجنوب العراق أيضاً.
وأظهرت مقاطع فيديو، اليوم السبت، انخفاض منسوب مياه نهر دجلة في العراق بشكل غير مسبوق، لدرجة بات من الممكن عبور النهر سيراً على الأقدام.
وأعلن وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي بدء الحكومة التركية ملء سد "إليسو"، الذي أنشئ على نهر دجلة، وهو ما انعكس مباشرة على النهر في الجانب العراقي، وأدى إلى انخفاض منسوب مياهه.
ومنذ أن شرعت تركيا في بناء السد قبل نحو 12 عاما يكرر النواب العراقيون عبارة "سنخسر نحو ثلثي الأراضي الزراعية إذا تم تشغيل سد أليسو".
ودون تنسيق مع دول الجوار "العراق وسوريا" شرعت الإدارة التركية في الـ5 من أغسطس/آب 2006 في تشييد سد أليسو على ضفاف نهر دجلة، وحدود محافظتي شرناق وماردين في تركيا، ما يشير إلى أطماع أنقرة في السيطرة على مصادر المياه.
ويمكن السد الذي يبلغ طوله 1820م وارتفاعه 140م، بطاقة استيعابية 10.4 مليار متر مكعب من المياه، تركيا من بناء محطات توليد الكهرباء والطاقة، إضافة إلى إقامة مشاريع زراعية على جوانب نهر دجلة.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTA4IA== جزيرة ام اند امز