لم يقتصر إجرام نظام طهران على زعزعة استقرار اليمن وسوريا فحسب بل امتد هذا السرطان ليطال العديد من الدول.
لا يخفى على الجميع أن النظام الإيراني يعد من أسوأ الأنظمة في العالم بل وأكثرها إجراماً وظلماً بحق الشعوب الإيرانية المضطهدة وكذلك أتباعه ومليشياته في الخارج.
وما أكثر تلك الجرائم التي ارتكبها نظام الملالي بحق شعوبه منذ استلامه السلطة قبل أربعة عقود، فكان هناك الآلاف من الضحايا الذين زهقت أرواحهم وسلبت حريتهم بسبب تصرفات هذا النظام وبطشه، ومن الشخصيات التي اتخذها نظام إيران لتنفيذ جرائمه بحق الشعب الإيراني يبرز لنا اسم صادق خلخالي رئيس محاكم الثورة في 1979، حيث إن الخميني قد عين خلخالي بتاريخ ١٥ فبراير ١٩٧٩ قاضياً شرعياً ورئيساً لمحاكم الثورة التي شكلت بشكل طارئ وسريع لتصفية خصوم الثورة، سواء كانوا من غير الإسلاميين او الإسلاميين المخالفين لولاية الفقيه.
ابتدأ خلخالي منصبه بإعدام أكثر من ألفي شخص مما عرف باتباع نظام بهلوي السابق وعلى رأسهم أمير عباس هويدي، وبدأ مسلسل الإعدامات الكبيرة، وعندما سئل خلخالي عن إفراطه في سفك الدماء وسرعته في التنفيذ دون تحقيق أو محام أو أبسط وسائل الحقوق، أجاب: (إن كنت مخطئاً فإني أسرعت بهم إلى الجنة) مستخفاً بالعقول والدماء.
تمت ترقية خلخالي ليصير أول مدع عام للنظام. بينما كانت الشعوب الإيرانية تطلق عليه (جزار الثورة).
إن أرشيف ووثائق الإعلام الإيراني والعالمي يزخر بملايين المستندات التي تفضح النظام الإيراني وتكشف عن جرائمه، حيث يعتبر النظام الايراني أكبر راع للإرهاب والمليشيات وعمليات الخطف والقتل والاغتيالات في العالم.
وقد اشتهر نظام طهران برعاية وتمويل عصابات الإجرام والقتل في المنطقة العربية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تأسيس مليشيات طائفية باسم حزب الله التي عاثت خراباً وفساداً وبطشاً في الكثير من دولنا العربية.
وقد أوكلت لهذا الحزب الإرهابي المئات من العمليات التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، فكانت من أولى تلك العمليات التي نفذها حزب الله، تفجير السفارة الأمريكية في بيروت عام ١٩٨٣ ومشاة البحرية الأمريكية ومقر القوات الفرنسية في بيروت نفس العام.
وأعقبهما عمليات تفجير السفارة الأمريكية والفرنسية ومصفاة النفط عام ١٩٨٣ في الكويت، وفي عام ١٩٨٥ حاول الحزب الإرهابي اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد، من خلال تفجير موكبه لدى مروره بأحد شوارع الكويت.
وفي المملكة أصدر هذا النظام الإرهابي إلى أتباعه بتنفيذ أعمال شغب ومظاهرات وتهريب أسلحة خلال مِوسم الحج، الذي يعد من أقدس المواسم لدى المسلمين وأكثرها روحانية وطمأنينة وسلام، علاوة عن كونه موسم عبادة ينبغي تجنيبها من كل أعمال الشغب والمظاهرات، فضلاً عن تفجر الخبر عام ١٩٩٦ وتفجير الرياض عام ٢٠٠٣.
ولم يقتصر إجرام نظام طهران على زعزعة استقرار اليمن وسوريا فحسب بل امتد هذا السرطان ليطال العديد من الدول، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين والكويت عن كشفها لعدد من خلايا هذا النظام الإرهابي، ناهيك عن انتشار مليشياته شبه الدائم في العراق ولبنان.
حيث نتذكر جميعاً كيف استفز مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، استفز الشعوب العربية عندما صرح قائلاً "إن العاصمة اليمنية صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التابعة لإيران بعد كل من بيروت ودمشق وبغداد"، مبيناً أن ثورة الحوثيين في اليمن هي امتداد للثورة الخمينية.
هذا غيض من فيض، حقاً هذا النظام الإرهابي بكل جرائمه يستحق أن يحاكم دولياً عاجلاً أم آجلاً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة