جرائم اغتصاب في مدرسة إيرانية تجدد فضيحة "ذئب" علي خامنئي
فضيحة جنسية جديدة ضد أطفال قصر داخل مدرسة إيرانية تهز أركان الملالي
عادت وقائع الانتهاكات الجنسية ضد الأطفال لتضرب مجددا أركان النظام الإيراني، بعد أشهر من واقعة سعيد طوسي المعروف بكونه قارئا ومحفظا شهيرا للقرآن الكريم، ومقربا من المرشد علي خامنئي، حيث أعلن القضاء براءته في يناير/ كانون الثاني من التهم المنسوبة إليه باغتصاب نحو 19 طفلا قاصرا على مدار سنوات، وسط تشكيك من نشطاء إيرانيين في نزاهة محاكمة "طوسي".
وأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الأربعاء، أن السلطات المحلية قد أغلقت مدرسة للذكور بالمرحلة المتوسطة في العاصمة طهران، بعد الكشف عن فضيحة تحرش واغتصاب ضد نحو 15 طالبا، بطلها هذه المرة حفيد مرجع ديني بارز يدعى محي الدين حائري شيرازي، تولي عضوية مجلس خبراء القيادة الإيرانية سابقا، وإمام جمعة مدينة شيراز جنوب إيران، حتى وفاته في ديسمبر/ كانون الأول عام 2017، والذي سارعت عائلته لإصدار بيان تكذب فيه تدريس أحدا من أحفاد شيرازي في تلك المدرسة، للتعتيم على الفضيحة.
ونشرت منصة خبرية حقوقية تدعى "توانا" على موقع تويتر، مقطع فيديو يُظهر محاكمة المتهم الذي اعتقلته السلطات بعد تسرب الخبر لوسائل إعلام رسمية، في الوقت الذي يتجمع عدد من ذوي الطلاب المعتدي عليهم أمام مكتب القاضي، إلى جانب أمهاتهم مرددين هتافات ضد الجاني الذي يتولى منصب ناظر المدرسة، قبل أن تتدخل الشرطة وتمنعهم من الهجوم عليه.
ومع انتشار تلك الواقعة المؤسفة على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استدعى نشطاء إيرانيون قضية سعيد طوسي التي هزت أركان نظام الملالي، معتبرين أن نظام خامنئي يحاول التعتيم على تلك القضية، في الوقت الذي حذرت شبكة "إيران واير" الحقوقية من إفلات المتهم الجديد بفعلته في ظل عدم وجود نصوص قانونية حاسمة إزاء الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال في إيران.
وأشارت "إيران واير" في تقرير مطول لها، أن تدخل خامنئي إزاء تلك الواقعة الجديدة بعد أن طالب صادق آملي لاريجاني رئيس القوة القضائية بإقامة "الحد الإلهي" ضد الجاني حال ثبوت تورطه، يؤكد تحكمه بقضية "طوسي" الذي أفلت بجريمته، مشددة على أن دوائر حقوقية تعتبر أن عقوبات الاغتصاب والتحرش في القوانين الإيرانية لاتتناسب مع بشاعة تلك الجرائم، حيث تصل إلى سجن لمدة شهرين فقط، إضافة إلى 74 جلدة، وأحيانا تصل إلى الإعدام حال وجود أدلة قاطعة، وهو الأمر الذي يصعب معه إثبات القرائن في ظل وجود عوار قانوني داخل نصوص "قانون العقوبات الإسلامي" المعمول به داخل إيران، على حد قولهم.
وحذرت الشبكة الحقوقية، نقلا عن محمد حسين نجاتي، مراسل موقع خبر أونلاين الإيراني، من انتشار اعتداءات جنسية مماثلة داخل مدارس إيرانية أخرى في البلاد، مؤكدا تلقيه اتصالات هاتفية من 7 أسر تتعلق بقضايا مشابهة لتلك الواقعة الأخيرة، مشددا على وجود أزمة عميقة وأن ما يظهر في هذا الصدد على قمة جبل الجليد غيض من فيض، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، قال عباس جعفري آبادي المدعي العام في طهران، أن السلطات اعتقلت معلّما في مدرسة للمرحلة المتوسطة، بعد تقارير مؤكدة عن حالات اعتداء جنسي طالت 15 طالبا، مضيفا أن أولياء أمور الطلاب المعتدي عليهم أكدوا قيام الجاني بالاعتداء على أبنائهم بعدما قام بإقناعهم، وهو الأمر الذي نفاه المتهم في التحقيقات معترفا ببثه مقاطع إباحية لهم فقط، على حد زعمه.
وتعد هذه ثاني فضيحة تحرش واعتداء جنسي بحق أطفال قصر من قبل معلمين في إيران، بعد قضية سعيد طوسي (46 عاما)، وهو ممثل إيران في مسابقات القرآن الدولية، والقارئ المفضل لدى المرشد علي خامنئي، والمتهم باغتصاب 19 طالباً من طلابه خلال الأعوام الماضية، وهم أطفال كانت تتراوح أعمارهم بين الـ12 والـ14 عاماً عندما وقعوا ضحيته.
وانتقدت داوئر إصلاحية عدة حكم القضاء الإيراني بالإفراج عن "طوسي"، حيث وصف محمود صادقي، ممثل طهران في البرلمان القرار بـ "الجائر"، ملمحا لوجود ثمة شواهد على علاقة وثيقة بين "طوسي" المتورط باغتصاب أطفال وأشخاص نافذين داخل مكتب خامنئي.، والذي لا يزال مثار سخرية الأوساط الإيرانية على مواقع التواصل الاجتماعي، كمثال صارخ على تفشي الفساد داخل أروقة النظام الإيراني.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NS4xNDkg جزيرة ام اند امز