تزايد حالات الانتحار بين المراهقين في شوارع إيران ظاهرة مثيرة للقلق.
باتت حالات الانتحار بين المراهقين في شوارع إيران ظاهرة مثيرة للقلق، وذلك على إثر الضغوط الناجمة عن تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، والتي من بينها ارتفاع معدلات البطالة، والطلاق.
ولفت عالم اجتماع مقيم في طهران، في مقابلة مع موقع "إيران واير"، إلى أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى وقوع حالات انتحار بين الأشخاص الأكبر سنا أيضا، وليست مقتصرة على المراهقين وحدهم، مؤكدا انخفاض سن المنتحرين في البلاد.
واعتبر العالم الإيراني الذي تمت الإشارة إليه بالأحرف الأولى من اسمه بعنوان "م.الف"، أن أغلب حالات الانتحار في إيران ترجع إلى ضغوط ناشئة عن المشاكل الاقتصادية، والتي من بينها البطالة، وعدم الحصول على وظيفة عمل مناسبة، والتمييز الطبقي.
وأكد م.الف، أن الفوارق الطبقية بين فئات المجتمع تبعا للحالة الاقتصادية، أحد أكثر أسباب الإحباط والضغوط لدى المراهقين الإيرانيين، الذين يجدون أنفسهم في مقارنة مع أقرانهم الآخرين، المحاطين بامتيازات لا تتوافر لهم؛ من بينها امتلاك سيارة، أو وسيلة ترفيه على سبيل المثال، مشددا على أن الأسرة على عاتقها مسؤولية هي الأخرى بسبب وضع الأبناء تحت ضغوط نفسية مستمرة تتعلق بالدراسة أو السلوك الأخلاقي.
وفي السياق ذاته، دعت رابعة موحد، طبيبة أمراض نفسية إلى ضرورة دراسة تلك الظاهرة؛ للوقوف على أسبابها ومعرفة دوافع هؤلاء المراهقين الذين يقدمون على الانتحار في الشوارع، مؤكدة أن هذا الأمر ربما يكون الغرض منه توصيل "رسالة احتجاج"، على حد قولها.
وأضافت موحد في حديثها، بحسب موقع إيران واير الحقوقي، أن شيوع الاكتئاب في أوساط المراهقين داخل إيران أحد الأسباب الرئيسية للانتحار، مشيرةً إلى إحصاءات رسمية تتحدث عن وجود واحد من بين كل خمسة إيرانيين مصاب بالاكتئاب.
وسرد عامل إطفاء إيراني اسمه محمد، واقعة حدثت معه خلال عمله قبل عدة أشهر لإنقاذ شاب كان يريد إلقاء نفسه أرضا من الطابق السابع في بناية غرب طهران، على إثر معاناته مع البطالة، وعدم الحصول على فرصة عمل لائقة بعد بلوغه الخامسة والعشرين عاما.
عامل الإطفاء الإيراني، ذكر في روايته، كلمات الشاب التي باتت محفورة في ذاكرته قائلا: "لقد بكى، معربا عن يأسه من عدم حصوله على عمل، شاكيا إلى الله سوء حاله رغم كونه ليس مذنبا في شيء"، لافتا إلى تأثره من دموع الشاب وأبيه على وضعه المزري.
وتكشف أرقام صادرة عن هيئة الرعاية الاجتماعية الإيرانية أواخر العام الماضي، عن وقوع حالات انتحار كل ساعتين و18 دقيقة، في حين تشهد بعض المناطق الأخرى معدل زيادة مرعبا بحالات الانتحار، في حين سبق وأن صرح حسين أسد بيكي رئيس مركز منظمة الرعاية الاجتماعية أن 25% من نسبة المنتحرين عام 2016 تراوحت أعمارهم بين 30 و35 عاما.
وأشار إلى أن 21% منهم تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، و15.9% منهم بين 25 و29 عاما، كما أن نسبة من هم دون 18 عامًا وصلت إلى 7.5%، واستخدم نحو 17% من المنتحرين السموم والعقاقير الطبية، و4% منهم انتحروا قفزا من بنايات شاهقة.