إيران تفاوض الحوثيين لإنقاذ "النووي".. ورقة ابتزاز انتهى مفعولها
خبراء يؤكدون لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيا الحوثي باتت اليوم ورقة بائسة ومكشوفة ضمن مشروع محاصر عربيا وعالميا.
لا يتعامل المسؤولون الإيرانيون مع الحوثيين في اليمن كسلطة أمر واقع في دولة حليفة -كما يحاولون تصوير أنفسهم أمام الآخرين، بل كمليشيات تابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني.
وتؤكد المساعي الإيرانية إقناع الدول الأوروبية بشأن الاستمرار معهم في البرنامج النووي، في مقابل الضغط على حليفها الحوثي لإيقاف الحرب، أن الحوثيين لم يكونوا سوى ورقة ابتزاز تتلاعب بها طهران لتحقيق مكاسبها الخاصة.
وتسعى إيران إلى المفاوضة باسم اليمن ومياهها الإقليمية من أجل إنقاذ "النووي"، بعد أن ظل منفذ باب المندب، ورقة ابتزاز رئيسية في يدها طيلة سنوات، قبل أن تتغير المعادلة، خلال اليومين الماضيين، عقب تقدم قوات المقاومة الوطنية المشتركة، بإسناد واشتراك من القوات المسلحة الإماراتية، إلى تخوم مدينة الحديدة، وتأمين غالبية الساحل الغربي لليمن.
وفي حين يرى البعض أن إيران قررت اللعب بأوراقها على المكشوف بعدما ظلت لفترة طويلة تنكر دعمها للانقلابيين الحوثيين في اليمن، إلا أن مراقبين سياسيين في اليمن قللوا من أهمية تلك الخطوة، وأن إيران فقدت ورقتها الابتزازية.
وأشار المراقبون إلى أن تلك التصريحات يجب ألا تعطى أهمية كبيرة باعتبارها تمثل تنازلاً من ايران، تهدف من ورائه حصد مكاسب جديدة في ملفاتها الشائكة على المستويين الإقليمي والدولي، في ظل التقدم العسكري المتسارع لقوات الشرعية وانهيارات الحوثيين في جبهات القتال المختلفة.
ولفت خبراء، إلى أن الأهمية الحقيقية للمساعي الإيرانية الأخيرة، تكمن في انكشاف حقيقة وطبيعة العلاقة مع مليشياتها الحوثية، والتي عملت من خلالها على تدمير اليمن على مدى السنوات الماضية خدمة لأهدافها الاستراتيجية، واستعدادها الآن للتخلي عنها في أية لحظة.
واعتبر المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل، العرض الذي قدمته إيران للأوروبيين أمراً متوقعاً جداً.
وقال إسماعيل في تصريح لـ"العين الأخبارية": "إن إيران التي تنعت الحوثيين بأنهم أتباع هي في الأساس لا تراهم سوى قفازات بالإمكان خلعها متى شاءت، لذا من الطبيعي أن تبيعهم بثمن بخس، فما بالك إن كان الثمن إنقاذ الإتفاق النووي الذي يعني لهم الكثير".
وأشار " إسماعيل" إلى أن مليشيات الحوثي الانقلابية باتت اليوم ورقة بائسة ومكشوفة ضمن مشروع محاصر عربياً وعالمياً، سيتم القضاء عليه قريباً.
واعترفت إيران لأول مرة، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بضلوعها في الحرب الدائرة في اليمن، عندما قال محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني، إن بلاده قدمت المساعدات في صورة المشورة والخبراء.
بينما ذكرت تقارير إعلامية متطابقة قيام المليشيات الحوثية بنقل خبراء عسكريين إيرانيين مؤخراً من الحديدة إلى صنعاء، مع اقتراب قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية من تخوم المدينة الساحلية غربي البلاد.
وحاول الإيرانيون السيطرة على مضيق باب المندب عبر حليفهم الحوثي، للتحكم وتهديد ممر الملاحة الدولية الذي تعبره يومياً عشرات السفن التجارية وناقلات النفط، خدمة لأهدافها الاستراتيجية والتوسعية في المنطقة، لكن تلك المحاولة باءت بالفشل.
وأكد مراقبون، أن إيران في مأزق صعب، بعد تغير المعادلة العسكرية في الساحل الغربي، خلال الأسابيع الماضية، وأن الشعب اليمني لن يقبل حالياً سوى تنفيذ القرارات الدولية والمبادرة الخليجية، من أجل إحلال السلام وتحت إشراف الأمم المتحدة.
وقال الناشط السياسي اليمني علي الفهد، إن الآوان قد فات على إيران من أجل حصد مكاسب من مليشيا الحوثي، والتي باتت الآن بلا قيمة.
وأضاف الناشط اليمني في تصريحات لـ" العين الإخبارية" أن قوات الجيش الوطني والمقاومة والتحالف العربي في الوقت الراهن تدرك جميعاً أن إنهاء نفوذ إيران وقطع يدها عن اليمن، لن يكون سوى بكسر شوكة الحوثيين سواء بحرمانها من ورقة الابتزاز في تهديد الملاحة الدولية، وكذلك قطع رأس الأفعى في معقلها بصعدة.
وأشار إلى أنه بعد انكسار الحوثيين، وعودتهم إلى مجرد جماعة صغيرة بعد تخليها عن السلاح، لن يتم إلا بتنفيذ القرارات الدولية، التي تتحرك الأمم المتحدة من أجلها، ومن المقرر أن يقدم المبعوث الأممي خطة سلام، وفقاً لتلك المرجعيات أمام مجلس الأمن، في النصف الأول من شهر يونيو.
aXA6IDEzLjU5LjIzNC4xODIg جزيرة ام اند امز