إيران تخضع.. معركة الحديدة تكسر شوكة مليشياتها باليمن
الباحث اليمني نجيب غلاب قال إن مليشيا الحوثي باتت أمام معضلة غير قابلة للحل إلا بالاستسلام أو الانتحار.
دفعت الانتصارات الكبرى في الساحل الغربي اليمني، إيران إلى الاعتراف بأنها المحرك الرئيسي للانقلاب الحوثي، وذلك بخضوعها للحوار، بعد 3 سنوات من التعنت وإفشال كل خطط السلام التي قادتها الأمم المتحدة عبر دعم مليشيا الحوثي الانقلابية.
وأكد مسؤول إيراني بارز، في تصريحات صحفية، الثلاثاء، أن بلاده وافقت "على العمل مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإنهاء الصراع في اليمن، والتوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار".
وأظهرت التصريحات الإيرانية الأخيرة، أن مليشيا الحوثي الانقلابية مجرد أدوات في يدها، ويتم استخدامها من أجل تحقيق مصالح مع الدول الأوروبية، للحفاظ على الاتفاق النووي، بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منه.
وخلافاً لاستخدامهم من أجل تحسين صورتها أوروبياً، يرى مراقبون أن إيران تهدف إلى إنقاذ مليشيا الحوثي من حبل المشنقة الذي التفت على رقابها بعد معركة الحديدة، التي ستطوقهم عسكرياً بعد انقطاع شريان التهريب، بالإضافة إلى قطع أهم مورد اقتصادي، كان يغذي الانقلاب بـ3 مليارات دولار سنوياً، وذلك بالسيطرة على ميناء الحديدة.
وأكد الباحث والمحلل السياسي اليمني نجيب غلاب، أن مليشيا الحوثي باتت أمام معضلة غير قابلة للحل إلا بالاستسلام أو الانتحار، لافتاً إلى أن الجبهات تحيط بها من كل جهة والكتلة السكانية التي تتسلط عليها تنتظر الخلاص.
وأشار الباحث اليمني، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إلى أن تحرير الحديدة والساحل الغربي يعد شرياناً رئيسياً لتحرير صنعاء، وأغلب محافظات الوسط والشمال، باعتباره كان مصدر قوتها ورئتها التي تتنفس منه.
وأضاف غلاب أنه "يرتبط الساحل الغربي بشرايين أغلب محافظات الوسط والشمال، وهذا سيسهم في عمل حراك وطني يشمل هذه المحافظات، وأن هذا الأمر بحاجة إلى تفعيل دور القوى الاجتماعية"، مؤكداً أن حزب المؤتمر الشعبي العام يمتلك المؤهلات للعب هذا الدور المهم والضروري، مشدداً على وجود انتفاضات مسلحة.
وجاء قرار المضي في معركة استعادة الحديدة عسكرياً، عقب فشل كل المقترحات السياسية التي تقدم بها التحالف العربي والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، بشأن تسليم الميناء لطرف محايد أو الخضوع لإشراف الأمم المتحدة، والتي قوبلت برفض وتعنت الحوثيين.
وتشعر مليشيا الحوثي بارتباك غير مسبوق في معركة الحديدة، وتوقع مراقبون أن تنهار جبهات الانقلابيين الأخرى، في صعدة وحجة، وأن تتناثر المليشيات في الجغرافيا ويفر مقاتلوها وتبدأ الدفع بالمنتحرين في محرقتها، وستجد نفسها بعد ذلك بلا خطة ولا مخرج من شدة الضربات والصدمات.
وقال الناشط السياسي، عارف الشريف لـ"العين الإخبارية"، إن تقدم قوات المشتركة صوب الحديدة، وبإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، أحبط المشروع الإيراني في اليمن بشكل تام.
وقال إن "إيران كانت تراهن على ابتزاز المجتمع الدولي بتهديد الملاحة الدولية في باب المندب عبر أدواتها الحوثية، وبدحرهم من الساحل الغربي، سيتم تأمين الملاحة في البحر الأحمر بشكل تام، بالإضافة إلى قطع شريان تهريب الأسلحة، والتي ستحول المليشيا بعدها إلى عصابات لا يملكون سوى الكلاشنكوف".
ومنذ منتصف مايو/أيار الجاري، تمكنت قوات المقاومة الوطنية والتهامية وألوية العمالقة، وبدعم وإسناد واشتراك من القوات المسلحة الإماراتية والسودانية العاملة في التحالف العربي بقيادة السعودية، من تحقيق انتصارات نوعية في زمن قياسي.
وتمكنت القوات المشتركة من تأمين مضيق باب المندب بالسيطرة على معسكر العُمري وجبال كهبوب ومديريات الوازعية وموزع، قبل أن تتوغل جنوب مدينة الحديدة، لتصبح على مقربة 15 كيلومتراً فقط من مطار الحديدة الدولي.