"ثلاثية" تكتب شهادة وفاة أردوغان "سياسياً" بإسطنبول
الانشقاقات بحزب "العدالة والتنمية"، والأزمة الاقتصادية، وضغوط منع تزوير الانتخابات كلها تقف ضد مرشح أردوغان.
لم يعد رجب طيب أردوغان ذلك السيف المسلط على رقاب الأتراك، إذ بات أبناء إسطنبول على بعد خطوات من عبور بحر "الخليفة المزعوم" إلى شاطئ المعارض الملهم أكرم إمام أوغلو.
- كاتب تركي: خسارة أردوغان لإسطنبول سيطلق سلسلة تغييرات جذرية
- قوات مكسيكية على الحدود مع أمريكا لاحتواء الهجرة
في إسطنبول درس قاس لبن علي يلدريم مرشح نظام أردوغان، حيث تدفع 3 أمواج سفينة الرئيس التركي بعيدا عن شاطئ كبرى الولايات، بداية من الانشقاقات الواسعة بمعسكر "الإسلام السياسي"، مروراً بالأزمة الاقتصادية، وانتهاء بضغوط لمنع تزوير الانتخابات.
تآكل القاعدة الانتخابية
عصمت أكشاي، أستاذ العلوم السياسية المقالة من الجامعات التركية، بعد توقيعها وثيقة العلماء لوقف العدوان التركي على الأكراد في عفرين، قالت بدورها: "إن القاعدة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية تآكلت بشكل واضح"، مشيرة إلى أن "الرغبة في الاحتفاظ بالسلطة على حساب تعليق العمليات الديمقراطية والقانونية تثير مزيدا من ردود الفعل".
ورأت "أكشاي" أن "هناك تزايدا لنزعة الانقسامات داخل العدالة والتنمية، وكذلك الفساد، نتيجة لتدهور القيم الأخلاقية"، موضحة أن هذه العوامل تسببت في فقدان مصداقية الحزب، وأخذ الشعب مسافة منه".
من جهته، قال أكاديمي تركي محافظ من حزب أردوغان، رفض الكشف عن هويته: "الجميع من حولي يعتقدون أن إلغاء نتائج انتخابات إسطنبول أمر غير مقبول؛ لكن لا أحد يجرؤ على الحديث عنه، لأنه سيكون كافياً لنا أن نتهم بالانتساب إلى أنصار فتح الله غولن"، بحسب مجلة "سليت" الفرنسية.
وأضاف أنه "في سياق الاستقطاب السياسي والديني المتطرف، الذي يتغذى من تصريحات قادة حزب العدالة والتنمية ووسائل الإعلام الموالية لأردوغان التي تصنف أي معارض بالإرهاب، فإن التعبير عن الخلاف ليس بالأمر السهل دائمًا".
وبالعودة إلى أكشاي، فأشارت إلى تشققات مؤسسية، فمن ناحية تم دفع رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو إلى الاستقالة في عام 2016 بسبب خلافاته مع أردوغان، والذي أصدر عقب إلغاء الانتخابات "بيان" يوجه انتقادات قاسية لنظامه؛ وكان يستعد لمغادرة الحزب مع حاشيته.
من ناحية أخرى، يستعد وزير الاقتصاد السابق وكبير المفاوضين للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، علي باباجان، لمغادرة الحزب وغيره من الشخصيات المؤسسة لحزب العدالة والتنمية، تحت رعاية عبد الله جول، الرئيس التركي السابق، الذي تم تهميشه أيضًا لعدة سنوات.
الأزمة الاقتصادية
أزمة الأكراد
وما بين هذا وذاك، تفرض مخاوف التزوير نفسها بقوة، فمن جانبها، اعتبرت صحيفة "لا تريبين دو جينيف" السويسرية، أن انتخابات إسطنبول الاختبار الأخير لشعبية أردوغان وحزبه في خضم أزمة اقتصادية عميقة تشهدها البلاد، متسائلة "هل سيلجأ إلى التزوير؟".
ووفقاً للمحللين، فإن تلك الانتخابات المصيرية ستكون نتيجتها إما هزيمة منكرة أخرى لأردوغان تقضي على مستقبله السياسي، وإما انتصارا مشوهاً بعد إلغاء الانتخابات الأولى وسط شكوك احتمالية اللجوء إلى التزوير.
وهذا السيناريو رجحته أيضاً صحيفة "لاديبيش" الفرنسية، موضحة مخاوف المعارضة التركية من تزوير الانتخابات، مشيرة إلى أن أردوغان من الواضح أنه لن يقبل بالهزيمة وسيسعى جاهداً إلى تغييرها على الرغم من أن الفجوة في الجولة الأولى بين مرشح حزبه ومرشح المعارضة أكثر من 13 ألف صوت من إجمالي عدد الناخبين المحتملين 10 ملايين.
وتعني خسارة أردوغان في هذه الجولة، طي صفحة ربع قرن من حزب العدالة والتنمية الحاكم، سواء في إسطنبول أو البلاد بأكملها.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg جزيرة ام اند امز