اعتقال 47 شخصا بتركيا..أمنيون ومدنيون بمقصلة أردوغان
بتهمة الانتماء لجماعة الداعية فتح الله غولن، يزج النظام التركي بأمنيين ومدنيين بالسجون في ممارسات باتت من يوميات الأتراك.
السلطات التركية أصدرت، الثلاثاء، قرارات اعتقال بحق 47 شخصًا بالقوات المسلحة والشرطة، بزعم انتمائهم لجماعة الداعية التركي المقيم في واشنطن فتح الله غولن، التي تعتبرها أنقرة "منظمة إرهابية".
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".
ووفق الصحيفة، أصدر مكتب مكافحة الإرهاب والتنظيمات بالنيابة العامة في مدينة إسطنبول، قرارات اعتقال بحق 47 شخصا من الجيش والأمن، وشملت 24 ولاية.
وقالت النيابة التركية، في لائحة الاتهام، إن المعتقلين أجروا اتصالات مع مسؤولين في حركة غولن عبر الهواتف العمومية بالجيش أو هواتف "البوفيه".
وتعتبر السلطات التركية القيام بالاتصال أو تلقي اتصال عن طريق الهواتف العمومية خلال الفترة التي سبقت محاولة الانقلاب في 2016، دليلا على انتماء ذلك الشخص لجماعة غولن.
ومن بين المطلوب اعتقالهم رتب وقيادات بالقوات البرية والبحرية والجوية، والدرك، والإدارة العامة للأمن بإسطنبول، بينهم مباشرون لخدمتهم وهم عقيد، ورائد، و4 نقباء، واثنان برتبة ملازم أول، و16 ضابط صف، واثنان من عناصر الشرطة.
هذا إلى جانب اثنين برتبة عقيد، واثنين برتبة ملازم أول، وضابطي صف متقاعدون من القوات المسلحة، و، وضابطي صف سبق فصلهم، وملازم أول هارب، وضابط صف موقوف عن العمل، و4 برتبة رقيب سبق أن استقالوا من مناصبهم، و4 من طلاب الأكاديميات العسكرية التي أغلقت وتم تسريحهم، فضلا عن 3 مدنيين.
وفور صدور قرارات الاعتقال، داهمت قوات الأمن عناوين المطلوبين لتقوم باعتقال 22 منهم فيما لا يزال البحث جاري عن الباقين لضبطهم.
وتعتبر هذه العملية الرابعة من نوعها التي تنفذها قوات الأمن التركية منذ السبت الماضي، بواقع عملية كل يوم، حيث تم اعتقال العشرات من المدنيين والعسكريين وعناصر الشرطة في تلك العملية للتهمة نفسها.
اتهامات باطلة
وتتهم أنقرة الداعية التركي المقيم في بنسلفانيا الأمريكية، فتح الله غولن، بتدبير المحاولة الانقلابية المزعومة عام 2016، وهو ما ينفيه الأخير بشدة، فيما ترد المعارضة التركية أن أحداث تلك كانت "انقلاباً مدبراً" لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني.
وتشن السلطات التركية بشكل منتظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية، بتهمة الاتصال بجماعة غولن، فضلا عن فصل كثير عن أعمالهم في الجيش والجامعات، وغيرها من الوظائف الحكومية، بموجب مراسيم رئاسية.
ومنذ مسرحية الانقلاب، أطلقت تركيا حملة “تطهير” شملت كافة القطاعات العامة وأسفرت عن اعتقال نحو 80 ألف شخص في انتظار المحاكمة، وعزل أو وقف تعسفي عن العمل لحوالي 150 ألفا من موظفي الحكومة وأفراد الجيش والشرطة وغيرهم.
ولم يتم حتى اليوم نشر تقرير تقصي الحقائق حول المحاولة الانقلابية الذي انتهى منه البرلمان عام 2017.
وبحسب معطيات وزارة الدفاع التركية، فقد تم طرد 20612 عنصرا من الجيش بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، فضلا عن استمرار المحاكمات والتحقيقات القضائية والإدارية لنحو 3 آلاف و560 عسكريا.
وعلى الرغم من انتهاء حالة الطوارئ اعتبارًا من 17 يوليو 2018، فإن حالات الفصل تستمر مع الإذن الممنوح للمؤسسات بموجب المادة 35 المؤقتة من المرسوم رقم 375.
أرقام صادمة
في 19 مايو/أيار الماضي، أشار تقرير نشرته وسائل إعلام تركية إلى أن "ما حدث بعد 2016 كان بمثابة حملة تصفية واسعة لكوادر الجيش التركي لا تزال مستمرة حتى اليوم ويصعب وصفها بشيء أقل من أنها انتقامية".
وذكر التقرير أنه "بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز 2016 وصل عدد المفصولين من القيادات العامة البرية والجوية والبحرية والدرك، وقيادة خفر السواحل بالجيش التركي إلى 29 ألفا و444 عسكريا.
وأوضح أن عمليات الفصل هذه تأتي في إطار اتهامات بالانتماء لجماعة رجل الدين فتح الله غولن، بينما لا تزال التحقيقات قائمة بحق أكثر من 10 آلاف آخرين منهم 5 آلاف و887 شخصا بالقوات البرية، و3 آلاف و644 عسكريا في القوات البحرية، و1147 جنديا في القوات الجوية.
وتضمنت الإجراءات أيضا فصل 16 ألفا و409 من طلاب المدارس العسكرية، كما تم إبعاد 3310 أشخاص عن مناصبهم بشكل مؤقت وتسريح 1632 آخرين.
aXA6IDMuMTQ1Ljc4LjExNyA=
جزيرة ام اند امز