الاقتصاد وكورونا و"الجيل Z".. ثلاثية إنهاء حقبة أردوغان
"الجيل Z" سيكون من اللاعبين الرئيسيين في الانتخابات البرلمانية المقبلة في عام 2023
بعد تهاوي الاقتصاد وسوء إدارة أزمة كورونا، يبرز ملف الشباب دون الـ20 عاما، كجائحة ستنهي مستقبل النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان.
إذ يدفع هذا الجيل من الشبان، الرئيس التركي لخسارة الانتخابات المقبلة بنسبة كبيرة، إلا أن الأخير يحاول مواجهة الخطر بمزيد من القمع، وفرض قيود على وسائل التواصل الاجتماعي، وفق تقارير ألمانية.
وقالت صحيفة دي فيلت الألمانية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن النظام التركي يواجه الخطر من كل الاتجاهات، وبات مرتبكا إلى حد كبير؛ ففي ظل صعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، برزت على السطح خلال الأسابيع الماضية، أزمة جديدة، وهي ملف الشباب دون الـ20 عاما.
وأوضحت أن "هذا الجيل من الشباب هم مستقبل تركيا، ونقطة فصل في الانتخابات المقبلة المقررة في 2023، حيث سيتمكن الملايين من هؤلاء الشبان من الإدلاء بأصواتهم".
وأضافت: "هذا الجيل خطر للغاية على النظام الحالي، لأنه يرفض بقاء أردوغان في السلطة، ويتبنى أفكارا سياسية تقدمية، ومنفتح على العالم بسبب مواقع التواصل الاجتماعي".
وأشارت إلى أن "أردوغان يتجه لخسارة الانتخابات بسبب ملايين الشبان الساخطين على حكمه، والباحثين عن التغيير".
كان تقرير للإذاعة الألمانية "دويتشه فيله"، ذكر أول أمس، إن "مصطلح "الجيل Z" يتردد حاليًا على شفاه الجميع في تركيا".
وتابع "يعني المصطلح الأتراك الشباب الذين ولدوا في الغالب بعد مطلع الألفية الجديدة، وهو جيل لا يعرف تركيا من دون أردوغان أو حزب العدالة والتنمية الحاكم".
وأضاف: "هذا الجيل الذي كان منغمسا في وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، وجد نفسه فجأة في بؤرة الأحداث".
وأوضح "كان هؤلاء الشبان يستعدون لامتحان دخول الجامعات، والذي كان من المقرر أن يتم في نهاية يوليو، لكن جرى تقديم الاختبار فجأة إلى 27 و 28 يونيو".
ووفق التقرير، فإن هذا القرار أثار غضب الطلاب لأنهم يعتقدون أن الحكومة اتخذته لأسباب اقتصادية، حيث ترى السلطات التركية أن تقديم مواعيد الاختبارات، ومنح الشباب عطلة كبيرة سينشط السياحة الداخلية التي تعاني مشاكل عدة.
ونقل التقرير عن الطالبة أسلي البالغة من العمر 19 عامًا "كيف تأتي السياحة والمكاسب الاقتصادية، على حساب الصحة والتعليم".
ووفق دويتشه فيله، فإن أردوغان فتح خط عداء مع فئة جديدة في تركيا، وهي الشباب دون سن الجامعة، والذين يمثلون نسبة كبيرة من المصوتين في الانتخابات العامة المقررة في ٢٠٢٣.
وعبر هؤلاء الشبان عن استيائهم وغضبهم من حكم أردوغان عندما خاطب الأخير الطلبة قبل يوم من امتحان القبول في الجامعات، على موقع تشارك الفيديوهات يوتيوب.
وأثناء البث المباشر لكلمة أردوغان، كتب الآلاف تعليقات انتقادية وساخرة، كان أهمها "لن تحصل على صوتي"، في رسالة واضحة للنظام.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح هذا الجيل من الشباب محور الجدل السياسي في تركيا، حيث يقدر عدد الشبان المولودين في الفترة بين 1995 و2005 نحو ١٣ مليون شاب، سيتمكن النسبة الأكبر منهم من التصويت في الانتخابات المقبلة.
ولفتت دويتشه فيله إلى دراسة تركية حديثة عن هذا الجيل، قدمت رؤى حول معتقداته الدينية ونظرته للعالم وخياراته المفضلة.
وتتوقع الدراسة أن "الجيل Z" سيكون من اللاعبين الرئيسيين في الانتخابات البرلمانية المقبلة في عام 2023، حيث سيشكل الشباب اثني عشر في المائة من مجموع الأصوات.
وأظهرت الدراسة أن 55 بالمائة من الجيل Z لديهم تأثير على سلوك تصويت والديهم. لكن العكس غير صحيح: 87.5٪ من المراهقين الذين شملهم الاستطلاع ذكروا أن والديهم لا يمكنهم التأثير على تفضيلاتهم.
قمع ورقابة
ووفق صحيفة ذود دويتشه تسايتونغ الألمانية، فإن أردوغان يحاول في الوقت الحالي مواجهة خطر الشباب المتمرد على حكمه، بمزيد من القمع.
وقالت الصحيفة إن الرئيس التركي يعمل في الوقت الحالي على فرض قيود على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، المتنفس الوحيد للشباب، وحظر عدد من الحسابات المعارضة على هذه المواقع.
وتابعت: "كما يتجه النظام التركي لفرض رقابة شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي ومستخدميها، والمحتوى المنشور على صفحاتها".
وأضافت "أردوغان يحاول السيطرة على التمرد الواسع على حكمه بين الأجيال الأصغر سنا، لكنه لن يستطيع منع الشباب من التصويت ضده في الانتخابات المقبلة".
aXA6IDE4LjExNy4yMzIuMjE1IA== جزيرة ام اند امز