مستشار سابق لأردوغان يلمح لتأسيس حزب ثالث من أعضاء العدالة والتنمية
قال أونال في تغريدة: "استأجرنا مكانًا جديدًا بأنقرة، نقوم بتنظيفه بأنفسنا. بابنا مفتوح للجميع وللشباب مكان فوق رؤوسنا".
ألمحت العديد من وسائل الإعلام التركية، الإثنين، إلى احتمالية ظهور حزب سياسي جديد يشكله أعضاء وقيادات سابقة انشقوا عن حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة الإثنين، فقد نشر آيدين أونال، أحد الأذرع الإعلامية للرئيس أردوغان ومستشاره الخاص السابق، لفترة طويلة، تغريدة أشار فيها لاستئجار مكان جديد ليكون مقرًا للحزب.
التغريدة التي نشرها المسؤول السابق بالحزب الحاكم على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فسرتها وسائل الإعلام على أنها تلميحًا لميلاد ثالث كيان سياسي منشق عن العدالة والتنمية، بعد حزبي "السعادة" لرئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، و"الديمقراطية والتقدم" لنائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان.
وقال أونال في تغريدته المثيرة للجدل: "استأجرنا مكانًا جديدًا بأنقرة، نقوم بتنظيفه بأنفسنا. بابنا مفتوح للجميع وللشباب مكان فوق رؤوسنا".
وفي مارس/آذار الماضي كان أونال قد اتهم نظام أردوغان، بجر تركيا إلى الفوضى، وذلك في تعليق منه على الممارسات الأخيرة للحكومة التركية ضدد عدد من الصحفيين والمواقع الإخبارية التركية المعارضة.
وقال أونال في تغريدته: "إن إغلاق موقع (أوضه تي في) الإخباري، واعتقال صحفيين بها، يجر تركيا إلى حالة من الفوضى".
وتابع مستشار أردوغان قائلا: "لقد بات الحزب الحاكم في السنوات الأخيرة عاجزًا عن شغل المساحة السياسية في البلاد، الأمر الذي دفع شخصيات أخرى لتأسيس أحزاب جديدة لشغل ما عجز عنه العدالة والتنمية".
وأوضح أن "الأحزاب الجديدة خرجت من رحم العدالة والتنمية الذي تبنى سياسات دفعت لانقسام الحزب، وانكماش دوره السياسي"، معربًا عن توقعه لتعرض الحزب لمزيد من الانكماش على الساحة السياسية بسبب استيراتيجياته الخاطئة.
يذكر أن حزب العدالة والتنمية التركي، يشهد منذ فترة حالة من التخبط والارتباك السياسي على خلفية الانشقاقات المتتالية التي تضرب صفوفه بين الحين والآخر، في أعقاب الخسارة الكبيرة التي مني بها أمام أحزاب المعارضة في الانتخابات المحلية العام الماضي، والتي فقد فيها العديد من البلديات الكبرى، على رأسها بلديتا العاصمة، أنقرة، وإسطنبول.
ومن أبرز الاستقالات في صفوف الحزب، استقالة داود أوغلو، في 13 سبتمبر/أيلول الماضي، قائلا: إن "الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه".
ويوم 13 ديسمبر/كانون أول المنصرم، أعلن داود أوغلو، تأسيس حزبه الجديد "المستقبل"، ليضع بذلك نهاية لحالة الجدل والترقب بشأن مساعيه لإعلان الحزب والتي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية، الحاكم.
وجاءت استقالة داود أوغلو بعد شهرين على استقالة باباجان في يوليو/تموز الماضي، وأسس حزبه تحت اسم "الديمقراطية والتقدم"".
وفي 9 فبراير/شباط الماضي كشفت المحكمة العليا في تركيا في أحدث بيانات لها، عن انخفاض أعضاء العدالة والتنمية، بأكثر من 15 ألف عضو خلال 50 يوما فقط.
ووفق البيانات المنشورة، واصل الحزب الحاكم، بزعامة أردوغان، خسارته لأعضائه المسجلين لديه، بفقد 15 ألفا و692 عضوا خلال 50 يوما فقط.
ويوم 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كانت المحكمة العليا قد ذكرت أن 114.116 عضوا استقالوا من العدالة والتنمية خلال 4 أشهر فقط، اعتراضاً على سياساته.
وجاء في بيان صادر عن المحكمة آنذاك أن 56 ألفاً و260 عضواً استقالوا من الحزب خلال الفترة من 1 يوليو/تموز إلى 6 سبتمبر/أيلول 2019، فيما استقال 57 ألفاً و856 عضواً خلال الفترة من 6 سبتمبر/أيلول إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.
وهذه الأرقام تشير إلى أن الحزب الحاكم خسر 129 ألف و808 أعضاء من 1 يوليو/تموز 2019 حتى 9 فبراير/شباط 2020.