خبراء: أردوغان يخشى الإطاحة به بسبب "مغامراته" الخارجية
الباحث في العلاقات الدولية محمد ربيع يقول إن سياسات أردوغان أضرت كثيرا بالشعب، وجعلت شعبية العدالة والتنمية تنخفض خاصة بعد غزو ليبيا وسوريا
قال خبراء في الشأن الليبي، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يخشى الإطاحة به، بسبب "مغامراته" الخارجية، وبخاصة في ليبيا وسوريا، وسياساته الداخلية الخاطئة التي جعلته يخسر شعبيته.
وتعرض أردوغان لخسائر كبيرة على كافة المستويات خلال الأيام الأخيرة من مقتل جنود أتراك في إدلب السورية وفي ليبيا، بالإضافة لتهاوي البورصة التركية، وملف تراجع الحريات، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي، وصولا لإخفاء حقيقة الأوضاع عن الشعب التركي.
ضربات متلاحقة يتلقاها الرئيس التركي بسبب "مغامرته" غير المحسوبة في إدلب، حيث يحقق الجيش السوري، بدعم روسي، تقدما كبيرا على قوات أنقرة والمليشيات الموالية، وفي ليبيا يحقق الجيش الوطني تقدمات كبيرة، وينهار أمامه مرتزقة أردوغان والمليشيات المدعومة من حكومة الوفاق.
- موقع سويدي: نظام أردوغان حقق مع وفد برتغالي عقب انقلاب 2016
- مغامرة أردوغان في إدلب.. نزيف للدم والمال وكبت للحريات
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية" قال الباحث في العلاقات الدولية محمد ربيع: "الرئيس رجب طيب أردوغان يخشى الإطاحة به بسبب سياساته الخاطئة، ومغامراته التي يسعى من ورائها لتحقيق حلمه بإحياء الإمبراطورية العثمانية من جديد".
وأضاف أن سياسات أردوغان أضرت كثيرا بالشعب التركي، وجعلت شعبية حزب العدالة والتنمية تنخفض، خاصة بعد غزو ليبيا وسوريا، وحجم الغضب داخل المؤسسة العسكرية، خاصة بعد مقتل عدد كبير من الجنود.
وتابع: "الأتراك يعلمون جيدا أن ما يحدث في طرابلس، أو إدلب يشكل تهديدا على الأمن القومي، لكون أردوغان يسعى لفرض جماعة الإخوان الإرهابية التي أصبحت منبوذة على المنطقة".
وأوضح، الباحث في العلاقات الدولية، أن مؤسسة "راند" للدراسات العسكرية في واشنطن، أكدت أن أردوغان يخشى من حدوث انقلاب عسكري ضده.
وقالت المؤسسة، في تقرير حديث، إن أردوغان يرغب في توريط الجيش بالكثير من الصراعات والحروب لإنهاكه، وترك الساحة السياسية خالية أمامه لينفذ فيها ما يشاء من قمع وقتل وسحق للمعارضة.
وأشار ربيع إلى أن أردوغان يستند للكثير من العناصر الإرهابية التي باتت موجودة في تركيا، ويمكن استغلالهم في عمليات ضد الجيش التركي أيضا.
وحول استعدادات أردوغان لأي محاولة انقلاب، أوضح ربيع أنه نفذ اعتقالات واسعة عام 2016 عقب الانقلاب الفاشل، واعتقل المئات من العسكريين، حتى لا يبقي في الجيش معارضة.
توحيد جهود المعارضة التركية
كشف جنود أتراك عن أن الهجوم الأخير الذي شنته قوات الجيش السوري ضدهم في إدلب أسفر عن مقتل أكثر من 200، وليس كما يروج له نظام الرئيس رجب طيب أردوغان.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإخباري التركي "TR724"، الجمعة، نقلًا عن عدد من الجنود الأتراك بسوريا الذين أكدوا في تصريحاتهم أن عدد المصابين يتراوح بين 70 إلى 80، وجروحهم خطيرة للغاية.
ووفق ما نقله الموقع، قال جندي تركي إن عدد قتلى الجيش التركي 165، وإن عدد المصابين وصل إلى 80 جريحا، فيما قال آخر إن عدد القتلى أكثر من 200.
ويتفق المختص في الشأن التركي مصطفى صلاح مع ربيع فيما يتعلق بتحركات المعارضة، قائلا: إن "المعارضة التركية تسعى لتوحيد جهودها لمواجهة سياسات الرئيس أردوغان التي خلقت أزمات كبيرة".
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن انخراط تركيا في الكثير من المشاكل بالمنطقة، خاصة في سوريا وليبيا، أدى إلى انعكاسات سلبية على الاقتصاد".
وتابع: "المعارضة التركية ترفض سياسة أردوغان الخارجية، لاسيما بعد مقتل الجنود، وذلك يأتي بالتوازي مع تعرض العدالة والتنمية الحاكم لموجة انشقاقات كبيرة.".
وتابع صلاح أن عددا كبيرا من المنشقين، وأبرزهم عبدالله جول رفيق أردوغان، مرتبط بالنجاحات الاقتصادية والسياسية، لذا فإن الانشقاقات، بجانب النجاحات التي حققتها المعارضة في الانتخابات الأخيرة، بمثابة نواة جديدة لتحالفات بين الأحزاب الوليدة، والمعارضة لمواجهة العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة.
ورجح صلاح سعي المعارضة بشكل تدريجي لتغيير الأوضاع، خاصة في ظل الاضطرابات الاقتصادية التي حدثت نتيجة تراجع سعر الليرة وزيادة معدلات البطالة، وسط إصرار أردوغان على التدخل عسكريا في ليبيا، وإنفاق أموال الشعب على تسليح مليشيات حكومة الوفاق.
الجيش التركي لن يصمت على أردوغان
استهدف الجيش الليبي، الجمعة، تجمعات لعناصر تركية ومرتزقة سوريين وآليات عسكرية في عدة مناطق قرب العاصمة طرابلس؛ ردا على خرق الهدنة من قبل المليشيات.
جاء ذلك غداة استهداف الجيش الليبي تجمعا من الجنود الأتراك في الشق العسكري من قاعدة معيتيقة الجوية، ما أسفر عن مقتل 10 منهم، ليصل عدد خسائر أنقرة إلى 26 عسكريا.، حيث سبق أن قتل 16 تركيا في استهداف مخزن للذخائر بميناء طرابلس 18 فبراير/شباط الجاري.
وتنخرط تركيا في دعم حكومة فايز السراج بالعاصمة الليبية طرابلس والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.
الباحث الليبي ورئيس مؤسسة "السليفيوم" للأبحاث والدراسات، جمال شلوف يرى أن الضباط بالجيش التركي لن يصمتوا عن الخسائر والأخطاء التي يرتكبها أردوغان في سوريا وليبيا.
ويتوقع "شلوف" تحرك الجيش للإطاحة بأردوغان لتصحيح الأخطاء، خاصة أن الشعب أصبح لا يثق به، وظهر ذلك في الانتخابات البلدية.
وأوضح "شلوف" أن أردوغان يعتمد على استراتيجية التعتيم الإعلامي على قتلاه في ليبيا وسوريا، ويدفنهم في ليبيا بعيدا.
وأشار شلوف إلى أن المرتزقة السوريين يتعمدون استفزاز الجيش الليبي، حيث يستهدفون المدنيين، ويختبئون داخل المنازل المأهولة بالسكان، حتى يجبروا الجيش على التوقف، وعدم الرد على خروقاتهم.
وأوضح أن ذلك أسلوب معروف عند الفصائل السورية التركمانية واشتهرت به فرقة السلطان مراد في حلب.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg جزيرة ام اند امز