أردوغان لا يمل الخطابات.. سلاح الديكتاتور لخداع شعبه
مرتان وثلاث مرات يوميا يظهر رجب طيب أردوغان بالتلفزيون وسط مؤيديه ليلقي كلمة يتخللها إهانات لخصومه، لتصبح خطاباته هي وسيلة نجاحه.
يلقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما قد يصل لثلاث خطابات عامة في الأيام العادية وخطابين في العطلة الأسبوعية ليصبح حديثه القتالي بمثابة السلاح الذي يعتمد عليه لخداع قطاع واسع من شعبه.
ويصف أردوغان المدافعين عن الديمقراطية بـ"اللصوص"، ويسخر من وزير الخارجية الألماني ملقبا إياه بـ"الكارثة"، متحدثا بالعامية بأريحية تامة كما لو أنه يقرأ شعرا، ويستهدف أعداءه وخصومه علنا بالاسم متنقلا بسلاسة بين الورع الديني إلى الانتهازية والتغطرس، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وحتى بعد 15 عاما من توليه السلطة، مازال يتعامل أردوغان مع كل حدث على أنه تجمع انتخابي لمؤيديه، بل ويحول كل يوم إلى تجمع خاصة أنه يظل أشهر سياسي في البلاد يستعد للسعي إلى إعادة انتخابه رئيسا.
ويلائم أردوغان بخطاباته المستمرة تماما التوجه العالمي المتنامي تجاه تولي الاستبداديين والرجال الأقوياء المتبجحين للسلطة، والذين وجدوا طريقة للتحدث بقوة عن عامة الشعب الذين يشعرون بأن وجهة نظرهم تم تجاهلها لزمن طويل.
وتبث خطابات أردوغان عادة بشكل مباشر على مختلف القنوات التلفزيونية، التي تعد تقريبا جميعها مؤيدة للحكومة التركية، لتنقل كلماته من جميع الفعاليات التي يحضرها، حتى أصبح صوته يسمع في كل مكان بالمقاهي والمنازل ومكاتب الحكومة في جميع أنحاء تركيا.
وتعد وصفة أردوغان المفضلة في معظم خطاباته هي التوجه للهجوم على الأشخاص والكيانات التي يعشق مؤيدوه كرههم، سواء كانت الولايات المتحدة أو قادة أوروبيين أو النخبة الليبرالية في تركيا.
وبالنسبة لمؤيديه، يتحدث أردوغان مثل الأب والأخ والجار أو يتكلم مثلهم باللغة العامية البحتة، ويقول ما يفكرون فيه باللهجة الدارجة اليومية للعامة مثلهم تماما، لتصبح خطاباته بمثابة الخدعة الكبرى وعصا الساحر بالنسبة للشعب التركي.