إعلام فرنسي: ماكرون ينتصر للأرمن ويثير غضب أردوغان
ماكرون قرر اعتبار 24 أبريل/نيسان يوما وطنيا لإحياء ذكرى مذبحة الأتراك للأرمن، خطوة أغضبت الأتراك ولاقت ترحيبا فرنسيا
بعد مرور أكثر من قرن على الإبادة الجماعية التي قامت بها قوات الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى ضد الأرمن، والمعروفة بـ"مذبحة الأرمن" التي يرفض الأتراك الاعتراف بها، قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبار 24 أبريل/نيسان يوماً وطنياً لإحياء ذكرى المذبحة.
ولاقت تلك الخطوة ترحيباً واسعاً لدى الأوساط الفرنسية، باعتبارها خطوة رمزية أثارت غضب الأتراك وترد اعتبار الأرمن، وشددوا على ضرورة دفع تركيا ثمن جرائمها في الماضي، فيما أشارت وسائل إعلام فرنسية إلى أن هذا الإعلان بمثابة انتصار للأرمن وصفعة لأردوغان.
- أردوغان الأكثر إهانة بين رؤساء تركيا.. 12 ألف متهم في 3 سنوات
- نواب فرنسيون يحذرون: هجوم تركيا على الأكراد يعني عودة "داعش"
وأعلن ماكرون عبر تغريده على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" قراراً باعتبار يوم 24 أبريل المقبل يوماً وطنياً في فرنسا لإحياء ذكرى مذبحة الأرمن.
وأشارت مجلة "لونوفل أوبسيرفاتير" الفرنسية إلى أن هذا الإعلان جاء عقب إلغاء المجلس التنسيقي للمنظمات الأرمينية في فرنسا مأدبة عشاء مع ماكرون، حيث وعد الأرمن العام الماضي بذلك القرار ولكن لم يعلنه سوى أمس الثلاثاء.
وناشد ماكرون الأجيال القادمة بضرورة الإدراك التام لحقائق الماضي، والاحتجاج على أي إنكار هذه المذبحة، قائلاً إنه سبق أن أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقراره.
من جانبها، أشارت محطة "إل.سي.إي" الفرنسية إلى أنه "من غير المفاجئ أن تركيا التي لم تعترف قط بمسؤولياتها تجاه تلك المذبحة التي اقترفتها عام 1915 ومطاردة الشعب الأرميني لسنوات، تدين قرار ماكرون، وتابعت "هذه الإدانة لم تغير حقيقة التاريخ، وما اقترفه الأتراك في حق الأرمن".
في هذا الصدد، رحب عدد من السياسيين بقرار ماكرون، إذ أشاد عمدة نيس كريستيان ستروسي بقرار الرئيس الفرنسي عبر "تويتر" قائلاً "أرحب بقرار اعتبار 24 أبريل/نيسان يوماً وطنياً لإحياء ذكرى مذبحة الأرمن"، مضيفاً "الآن علينا أن نكمل مهمتنا بمعاقبة المتسببين في المذبحة، إنها قضية تمس الكرامة الإنسانية والعدالة".
وقال فانسان برو، النائب البرلماني عن مدينة بريني أتلانتيك "أؤيد بشدة قرار ماكرون"، مشيراً إلى أنه "بعد اعتراف باريس رسمياً بقانون عام 2001 فإن هذه الخطوة تكريم لضحايا هذه المذبحة الوحشية".
أما كاتي راكون بوزون النائبة البرلمانية عن حزب "الجمهورية إلى الأمام" (الحاكم)، كتبت قائلة "دعونا نتذكر كل عام هذه المذبحة، لإيقاظ وعي الشباب من سن مبكرة، حتى لا يحدث ما يعجز اللسان عن وصفه".
وكان ماكرون حضر حفل تأبين المغني الفرنسي الراحل شارل أزانوف، الذي توفي في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقدم نجله نيكولا للرئيس الفرنسي آلة "دودوك" الموسيقية الأرمينية، كما حضر أيضاً تأبين ذكرى الملحن الفرنسي الذي ينحدر من أصول أرمينية ميشيل ليجراند.
وزار الرئيس الفرنسي أيضاً أرمينيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لحضور قمة الفرانكفونية في يريفان، وأحيا الحفل آنذاك المغني الفرنسي الأرميني شارل أزانوف، وقال "جميع الشعوب لديها الحق في كتابة تاريخهم.. أرمينيا في القلب".
ويُقّدر عدد الأرمن الذين قتلوا في المذبحة على يد قوات الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى بنحو 1.5 مليون شخص.
وتعد فرنسا أول دولة أوروبية كبيرة تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن في يناير/كانون الثاني 2001، وهي المذبحة التي تعترف بها أيضاً نحو 20 دولة أخرى، فيما ترفض تركيا مصطلح الإبادة الجماعية وتشير إلى حرب أهلية في الأناضول.
ولاقت تلك الخطوة ترحيباً واسعاً في المجتمع الأرميني بفرنسا، وأعلنوا في بيان "نقدر أن الرئيس الفرنسي قد أوفى بالتزامه"، وأوضحوا أن هذا القرار خطوة جيدة نحو الاعتراف بحقيقة لا جدال فيها.
بدوره، قال مراد بابازيان نائب رئيس المجلس التنسيقي للمنظمات الأرمينية إن "فرنسا أعطت مثالاً يحتذى به في العالم فيما يتعلق بمذبحة الأرمن"، فيما قال الملحن أندريه مانوكيان إن هذا القرار يمثل لحظة مهمة للغاية بالنسبة للفرنسيين من أصل أرمني، لرؤية قضاياهم مطروحة في الجمهورية".
ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه، برفض الأتراك الاعتراف بتلك المذبحة، على غرار ما يفعله أردوغان بالأكراد في سوريا، حسب ما أشارت إليه صحيفة "بروفانس" الفرنسية.
aXA6IDE4LjExOS4xMDUuMTU1IA== جزيرة ام اند امز